الكاظمي في طهران بعد جدة: المنطقة مقبلة على تهدئة
عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي محادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، غداة لقاء جمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المملكة لمناقشة عدة ملفات في مقدمتها استئناف الحوار الإيراني – السعودي والتنسيق بشأن قمة جدة.
عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران التي وصلها، أمس، قادماً من جدة بعد زيارة استغرقت ساعات للسعودية لبحث عدة ملفات محلية وإقليمية، في مقدمتها محاولة دفع الحوار بين الإيرانيين والسعوديين إضافة إلى ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسط هيمنة الأحزاب والفصائل المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية على المشهد السياسي في بغداد، بعد استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان.
وبحل الرئيس الايراني خلال استقبال الكاظمي بـ «الحوار في المنطقة»، في وقت اتفاق الزعيمان على ضرورة تمديد ودعم هدنة اليمن والتوصل الى تهدئة قريبة في المنطقة.
وتحدثت أوساط حكومية عراقية أن زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران تهدف إلى عقد
جلسة سادسة من الحوار بين طهران والرياض بوساطة عراقية، إذ تأتي هذه الزيارة في سياق ترتيب لقاء يجمع مسؤولين كباراً بهدف تحسين العلاقات بين الطرفين، عقب شهرين من انعقاد الجولة الخامسة من المباحثات بين القوتين الإقليميتين.وبيّنت المصادر أن الكاظمي يسعى لتهيئة أجواء عقد لقاء جديد على مستوى وزيري خارجية إيران والسعودية في بغداد، وأن من بين أهداف زيارته للسعودية وإيران تسريع هذا اللقاء، وتحديد الملفات التي سيجري التطرق لها.
وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في أبريل الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي، إنه مقتنع بأن «التفاهم بات قريباً» بين الرياض وطهران، القوتين اللتين قطعتا علاقتهما الدبلوماسية منذ 2016.
وأضافت أن زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران ناقشت جدول أعمال القمة الخليجية ـ العربية ـ الأميركية المرتقبة في جدة، والتأكيد أن العراق لن يكون مع محور ضد أي محور آخر إقليمي أو دولي، مشيرة إلى أن الكاظمي أوصل الرسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي التقاه ليل السبت ـ الأحد، كما سيؤكد عليها خلال اجتماعاته مع القيادات الإيرانية.
وكشفت المصادر ذاتها أن زيارة الكاظمي إلى طهران تتناول الملفات المحلية المتعلقة بالوضع العراقي، خصوصاً فيما يخص المياه، كذلك الغاز المشغّل لمحطات الطاقة في العراق المستورد من إيران، إضافة إلى مناقشة قضية الفيزا بين البلدين، وغيرها من الملفات الاقتصادية، والملف السياسي المتعلق بالأزمة التي يمرّ بها العراق، بخصوص تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفرص حصول رئيس الوزراء الحالي على ولاية ثانية.
بن سلمان
وقبل ساعات من وصوله إلى طهران، عقد ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي جلسة مباحثات استعرضت سبل «دعم وتعزيز الاستقرار» في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنّ الزعيمين تبادلا «وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة» في قصر السلام بمدينة جدة الساحلية غرب المملكة.
استضافة وتكتم
وتأتي جولة الكاظمي الماكوكية بين السعودية وإيران في ظل زخم أوروبي يرمي لكسر التصعيد المتنامي بين إيران وإسرائيل على الصعيدين العسكري والنووي واستئناف المفاوضات الدولية الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وبعد يوم من حديث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من طهران، عن إمكانية عقد الجولة التالية من المحادثات النووية في إحدى دول الخليج خلال أيام، كتب موقع «نور نيوز»، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أن قطر هي الأقرب لاستضافة جولة جديدة من المحادثات.
وأضاف الموقع: «بالنظر إلى جهود قطر المستمرة لاستئناف المحادثات بشأن رفع العقوبات، فإن الدوحة هي الأقرب لاستضافة المحادثات المستقبلية».
وبعد زيارة أمير قطر تميم بن حمد ومساعد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وإنريكي مورا، إلى طهران في مايو الماضي، كتبت وكالة أنباء «فارس»، المقربة من «الحرس الثوري»، أن أمير قطر من المقرر أن يلعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، وهو الدور الذي كان يلعبه في السابق سلطان عمان.
في السياق، صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، بأنه لا يمكنه الحديث عن وضع المفاوضات النووية الإيرانية. وأبلغ كيربي الصحافيين المسافرين على متن الطائرة الرئاسية إلى ألمانيا، حيث تعقد قمة مجموعة السبع، بأنه لم يتغير شيء بشأن موقف واشنطن التي تعتبر «الاتفاق النووي» أفضل سبيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
تجربة وتلميح
من جانب آخر، أعلن متحدث باسم المجموعة الفضائية بوزارة الدفاع الإيرانية أن بلاده ستقوم بـ «الإطلاق التجريبي» الثاني للقمر الاصطناعي «ذو الجناح» بواسطة صاروخ محلي الصنع يعمل بواسطة الدفع الصلب والدفع السائل. وجاء الإعلان عن التجربة التي تتخوف القوى الغربية من كونها غطاء لتطوير طهران برنامجها للتسلح الصاروخي الباليستي بعد يوم من تأكيد طهران أنها ستواصل تحديث برنامجها الذري حتى «يغير الغرب من سلوكه تجاهها».
من جهة ثانية، ألمحت منصات إيرانية إلى وقوع حريق متعمد بمجمع صناعي لوجستي يحتوي على مواد خطيرة في مدينة حيفا الإسرائيلية، حيث سمع صوت انفجارات، وتم إجلاء ثلاثة أشخاص من المناطق السكنية المجاورة بعد سلسلة ضربات واغتيالات استهدفت خبراء ومنشآت إيرانية وتسبب في إقالة رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري» بعد فشله في صد الاعتداءات أو توجيه رد. على صعيد منفصل، استؤنفت الرحلات البحرية من إيران إلى سلطنة عمان، أمس، بعد توقف دام عامين.