المسؤول وقت اللزوم ،،، بقلم / غازي العتيبي
في أي أزمة تعيشها الشعوب يظهر لها مدى التقصير عن قرب أكثر من أي وقت مضى.
بالنظر فقط للجانب المشرق والأدوات الموجودة لن تدرك أهمية وضوح الصورة.
فتبدأ تحاسب نفسها حسابا يجعلها تعيد الحسابات وتغير في منظور كل شيء لتتعلم من الأخطاء وتسبق نفسها نحو إعادة البناء وذلك هو أهم الأسباب للتطور.
في كل مجال من مجالات الحياة هناك المسؤول وهناك من يظن أنه مسؤول، وهذا أدهى وأمر فهو يرى نفسه متفضلا، وتراه الناس مقصرا.
حين تقع في فخ اللامسؤولية تخرج الأمور عن سيطرتك وتبدأ بالتخاذل حتى يصبح ضميرك ميتا وتلك المرحلة يصل إليها البعض مهما وجهت إليه من كلام يرى نفسه صح.
في أحد المستشفيات دون ذكر أسماء أتيت على الموعد وكان هناك ازدحام شديد يفوق الوصف وعدم نظام، رغم أن ذلك يخالف ما أكدت عليه وزارة الصحة من احتياطات لمواجهة الأزمة.
من المسؤول؟ استيعاب المرضى بمواعيد متقاربة خطأ وعدم إعادة جدولة ذلك جريمة أكبر هل هو أمر صعب أم هو تقصير فرد؟ بضغطة زر تستطيع أن تجدول الوقت وتحرص على أن يكون بين كل موعد مسافة في الوقت مناسبة، هذه مسؤوليتك كطبيب ومسؤوليتي أنا كمراجع أن أتواجد بالوقت المطلوب لأعطي غيري فرصة أن يتواجد دون أن يكون هناك تقارب.
الموضوع بسيط فقط مزيد من الاهتمام والمسؤولية وأن تقوم بدورك كما هو.
كل مجال تأثر في ظل هذه الأوضاع لكن تقصير بعض الأشخاص وعدم التكاتف يجعلنا أمام صرح كبير من اللامسؤولية.
لن نقول الكل فمثلما هناك مقصر هناك أطباء سخروا أنفسهم للوطن وضحوا بها في سبيل أن يطمئن الناس وهؤلاء لهم كل الشكر والتقدير والعرفان.
بعض الناس أيضا لم يكن مسؤولا وقت اللزوم! ضرب بالتعليمات عرض الحائط وظل في طابور يسابق غيره أمام المقهى المفضل لديه وكأن الناس وضعوا كل همهم في كوب قهوة قد سكبت كل ما في عقولهم من جهل، الدور المغيب لدى البعض والحاجة للاستهلاك دون وعي وتقنين للأسف يجعل زمام التعامل مع الأمور مفلوتا.
أستغرب كيف يكون الاستهتار حتى على حساب نفسك؟ وكيف يكون تقديرك للوضع الراهن بتساهل لهذا الحد؟.
وقت ذروة الرياح لا بد أن يكون لك اتجاه كي لا ينحرف بك المسار للمجهول، فلا تتوقع أن الاحتياطات الاحترازية وضعت لكي تضيق عليك بل لكي تحميك.
Dr_ghaziotaibi@
الانباء