فلسطين ساحة حرب والاحتلال يقتل ويصيب عشرات المدنيين
تحولت معظم الأراضي الفلسطينية أمس الى ساحات حرب حقيقية وامتدت المواجهات من القدس المحتلة إلى قطاع غزة ونابلس وباقي مناطق الضفة التي اشتعلت بالمواجهات بين الفلسطينيين الرافضين للتعديات السافرة على المقدسات ومحاولات التغيير الديموغرافي وطرد سكان القدس، لاسيما حي الشيخ جراح.
وبعد نهار دام بدأ باكرا باقتحام «غادر» لقوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك واعتداء على المرابطين والمعتكفين فيه موقعة أكثر من 335 جريحا، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد من جهة باب المغاربة مساء، وأطلق جنودها الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المصلين الخارجين من الأقصى بعد أدائهم صلاة التراويح عبر باب الأسباط.
وأضافت المصادر ان قنابل الغاز المسيل للدموع تسببت باندلاع حريق ضخم بدأ باشتعال عدد من أشجار السرو، قرب باب المغاربة نتيجة لنيران الاحتلال.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قدر وقوع أكثر من 335 إصابة بالرصاص المطاطي، وبالاختناق منها إصابات مباشرة بالرأس وفي العينين وقال ان 4 من المصابين حالتهم خطيرة، في اقتحام جنود الاحتلال لباحات المسجد الأقصى، وإغلاق البوابات المؤدية له صباح امس.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المرابطين في الأقصى، الذين تجمعوا لمنع المستوطنين المتطرفين من الدخول إليه لإحياء ذكرى احتلال القدس.
وأوضح مدير مستشفى المقاصد عدنان فرهود لوكالة فرانس برس إن «معظم الإصابات في الرأس بالإضافة إلى إصابات في الأطراف العلوية والسفلية والصدر وبعض الإصابات بالرصاص المطاطي في العيون». وأكد رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الواقع في القدس الشرقية فراس أبو عكر أن «3 أشخاص فقدوا أعينهم اليوم».
ولم تقتصر الاعتداءات على القدس، حيث استشهد 20 فلسطينيا على الأقل بينهم ٩ أطفال، في غارات إسرائيلية على بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأوضحت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» أن طائرات الاحتلال قصفت بغارتين شرق بيت حانون، ما أدى لاستشهاد 9 مواطنين بينهم 3 أطفال، إضافة إلى عشرات الإصابات التي نقلت إلى المستشفى.
جاء ذلك بعدما وافقت الحكومة الأمنية المصغرة التي دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو الى اجتماعها أمس على شن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل وسمعت أصوات صافرات الإنذار في القدس. وذلك بعد ان أمهلت الكتائب حكومة الاحتلال حتى الساعة السادسة من مساء أمس لوقف الاعتداءات، و«سحب قواتها والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح» في القدس الشرقية. وحذرت القسام «العدو برد مؤلم يفوق توقعاته إذا أقدم على قصف منشآت مدنية أو منازل لأهلنا في غزة».
وبحسب شهود عيان أطلقت عشرات الصواريخ من شمال وشرق قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، أسقطت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية عددا منها.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» في تغريدة إن كتائبه «وجهت ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى».
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها «استهدفت جيبا صهيونيا شرق غزة بصاروخ موجه من نوع كورنيت».
ونظم فلسطينيون مسيرات جماهيرية نصرة للقدس في بلدات أم الفحم، وعين ماهل، وطمرة في أراضي الـ 48. وأفادت «وفا»، بأن الشرطة الإسرائيلية معززة بفرق الخيالة لاحقت الشبان والمواطنين الذين تظاهروا في يافا دعما للقدس، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني لتفريقهم، ما أدى إلى إصابات بالاختناق.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي تجاه منازل المواطنين في قرية ام صفا، شمال غرب مدينة رام الله.
وفي حين تزايدت الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للشرطة فيما قال إنه «نضال عادل» منددا بما اعتبره «تغطية خادعة وخاطئة لوسائل الإعلام الدولية» لما يحصل في القدس.
ووصفت الرئاسة الفلسطينية الأحداث في المسجد الأقصى بأنها «اعتداء وحشي على المصلين (…) وتحد جديد للمجتمع الدولي» في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن «المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي ستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة».
وتحت ضغط الاحتجاجات الفلسطينية التي اشعل فتيلها قضية طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، أجبر الاحتلال على إلغاء أكبر مناورات عسكرية في تاريخه للتدرب على حرب شاملة على عدة جبهات في حين، الى جانب تغيير مسار الطائرات المتجهة إلى مطار بن غوروين في تل أبيب تجنبا لأي تطورات في قطاع غزة بعد ان أمهلت كتائب القسام الاحتلال حتى مساء امس لسحب قواته من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح. كما ألغى منظمون ما يسمى «مسيرة العلم» الاستفزازية التي كان المستوطنون المتطرفون ينوون تنظيمها للاحتفال بذكرى احتلال القدس الشرقية.