علامات تترجم! – بقلم : فاطمة المزيعل
يقول سيد قطب: وليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعدد المشاعر، لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة، ومن خلال تجاربك وتجارب الكثير من الأشخاص غيرك، ستتأكد أنه لا شيء في هذه الحياة يعادل ذلك الفرح الروحي الشفيف، والذي غالبا ما نجده عندما نستطيع أن ندخل الرضا، الثقة، الأمل والفرح إلى نفوس الآخرين.
ذلك لما لها من أثر طيب وجميل على نفوس عامة البشر، فللمشاعر سطوة كبيرة رائعة جدا، قد يسفهها البعض، ولا يلقي لها بالا أبدا، لأنه يفتقر لفنها، ما جعلته يصبح شخصا بليدا، غليظا فظا وجافيا.
فيكفي أنها تعتبر من ركائز صناعة النفوس العظيمة، كونها محفزة، ومفجرة لكل طاقة رائدة، داعمة لاستقرار نفوسنا.
فلا أعتقد أن هناك شخصا يعيش على هذه الدنيا لم يتجرع مرارة الفقد وألم الفراق، أو لم يمر بتجارب فاشلة أو مواقف متذبذبة! لكن وإن مررت بما مررت تبقى هي الوحيدة التي تحدد توجهاتنا، وترسم سلوكياتنا، وتعبر بكل وضوح عن شخصياتنا، فتساعد بتشكيل بناء إنسانيتنا.
يقال: «لا تبق مشاعرك داخل جدران نفسك».
فالمشاعر وبالأخص إن كانت حقيقية ومن صميم القلب، صادقة، خالصة، ستسعدنا وتفرحنا، ستستحوذ على أحاسيسنا وبكل حب وشفافية تسيطر على حياتنا وجوارحنا.
فيكفي أن ديننا الحنيف يعتبرها جزءا أصيلا في إيمان المرء، أي لا يكتمل إلا بها، ولا ينمو إلا بنمائها، فهي هبة من الله سبحانه، وضعها داخل بعض من نفوس البشر، الذين يمتلكون قدرا كبيرا من الحس المرهف والإحساس المفعم.
كما أن المشاعر والعواطف وجهان لعملة واحدة، لا يستطيع الإنسان العيش بدونهم.
هي لحظات جميلة رائعة، غير متكلفة، تجعلنا نعجز عن وصفها، كونها تؤثر حتى في أداء مهامنا في جميع مراحلها.
بسيطة هي، قد تكون عبارة عن مواقف، تصرفات، أو علامات حسية غير ملموسة، وأحيانا كثيرة قد تترجم إلى مواقف عملية لا يستشعرها إلا من يعيها ويعي حقيقة معناها وتأثيرها، فتعطينا وبشكل ملحوظ طعما آخر للحياة، طعما جميلا، مختلفا.
بخلاف أنها تقلل من حدوث بعض التوترات أو شيء من تلك المشاحنات، لأنها لا تنثر شيئا سوى الحب والطمأنينة، والتي من خلالها تهدأ حتى حدة غضبنا، وتدفع في المقابل أي خواطر سيئة تضايقنا.
يقال أيضا: من الرائع أن يعيش الإنسان بمشاعر رقيقة، لكن الأروع هو تقدير مشاعر الأشخاص المحيطين به.