هذه ليست كويتُنا .. أيعقل ما يحدث !!! ،،،، بقلم / العقيد ركن متقاعد / ناصر سالمين
هذه ليست كويتنا! أيعقل ما يحدث جريمه تلو الأخرى وأرواح تزهق فإلى أين نحن ذاهبون ، جرائم ترتكب دون مبررات مقنعة وواضحة ، هل أصبح القتل بين أفراد المجتمع أسهل من البسمة ورد التحية فيما بينهم ، لقد بات المرء منا يخرج من بيته وهو لا يدري أن كان سيعود سالماً لأبناءه أم لا ، لِم أصبحت النظرة البريئة فتيلة قتلٍ وشجار تزهق فيه أرواح الأبرياء بسبب هذه الخطوة الخاطفة ونهايتها شخص يقتل وأمٌ تُثكل وزوجة تترمل وطفل يتيتم .
أُعيدها وأُكرر ليست هذه الكويت وليس هذا ما تربينا عليه ، قد كنا في الماضي القريب كالبنيان المرصوص يشد بعضنا البعض ، كنا كما قيل سابقاً كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد ، كنا إخواناً متحابين لا تفرقهم كلمة سوء أو نظرة خاطفة ، كنا نجد لبعضنا البعض حين الخطأ ألف عُذرٍ ونغفر ونسامح ولا نحمل في نفوسنا الشحناء وتزل أقدامنا في وحل البغضاء ، قد حكمتنا في الماضي عاداتٌ وتقاليد قبل أن يحكمنا القانون ، كنا يدٌ واحدةٌ وعلى قلب رجل واحد ، كنا نخاف على سمعة الكويت ، فلم يريد البعض التفريط فيها الآن.
لو أردنا أن نسلط الضوء على مجريات الأحداث ونحلل تحليلاً بسيطاً لحيثيات هذه الجرائم فمن المؤكد بأننا لن نجد أسباب مقنعة لتلك الجرائم ، بل سنجدها أسباب سخيفة لا تستحق أن نلقي لها بال ، فهل من المعقول أن تُزهق روحٌ بسبب نظرة أو كلمة فُسرت خطأ أو حتى إشارة باليد دون قصد ، ( رحماك يا رب بالكويت ) .
نقول دائماً باللهحة العامية ( إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) أي أنه لا ينفع الندم بعد حصول الكارثة ، فما ذنب أهل الطرفين في تحمل النتائج السلبية والتي تؤدي في نهاية المطاف لطريقان لا ثالث لهما ، السجن والموت ، فالجاني يُسجن والمجني عليه الموت ، وتبقى في نفوس الأهل ويلات هذا الفعل وآهاته .
لقد سخرت الكويت كل إمكانياتها لحماية افراد المجتمع من مثل هذه الجرائم والحد منها ، ولكن يبقى الجانب الأكبر على الأهل ومراقبتهم لأبناءهم وغرس الوازع الديني بداخلهم وإبلاغ الجهات المختصة عنهم في حال وجود شبهات لديهم ، وليكن الفرد منا على دراية وثقة بأنه ليس هناك أي مبرر للجريمة وأن الكويت بلد يحكمه القانون ولسنا في حكم الغاب وأخذ الحق باليد دون الرجوع لأحكام القانون ، فإن تعرضت لمساس من قبل الآخرين فليلجأ للجهات المختصة دون أن تُعرض نفسك للخطر فأنت لا تعلم ما يخفيه لك القدر على يد خصمك ، فقد تكون آفـة المخدرات قد سيطرت عليه وتمكنت من فكره وزينت له الجريمة ، حينها ستكون أمام إنسان فاقد للأهلية ، شخص فقد السيطرة على تصرفاته والبعد عنه خير وسيلة لحماية نفسك .
أقولها مجدداً الكويت لا تستحق منا ما يحدث فيها ، صحيح أن ظاهرة العنف ظاهرة عالمية قد طغت على ساحات الشعوب وأن الكويت ليست بمنئا عن مجريات الأحداث العالمية ولكن نحن يحكمنا الدين الإسلامي والذي حرّم قتل النفس مهما كانت تلك الأسباب ، ولنتفكر ملياً قبل أن نقدم على ارتكاب أمرٌ تكون عواقبه وخيمة ، ولنقف نستذكر حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ( ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديدُ الذي يملك نفسهُ عند الغضب ) .. اللهم أحفظ الكويت وآهلها من كل مكروه 🇰🇼 ودمتم دائماً سالمين .