#النخبة| السفير البريطاني: وزير الداخلية صادَق على تسليم الرجعان
أكد السفير البريطاني مايكل دافنبورت أن تهديدات إيران لأمن مياه الخليج في غاية الجدية والخطورة، وأن مهمة بلاده والولايات المتحدة التي أُعلنت أخيراً سوف تكون حماية السفن، خلال عبورها مضيق هرمز، معرباً عن تطلع بلاده إلى أن تشارك دول الخليج بإيجابية في هذه المهمة، التي تعود على الجميع بالنفع.
وقال دافنبورت، في لقاء خاص مع «الجريدة»، إن سياسة الضغط الاميركية لا تنسحب على مشاركة بلاده في هذه المهمة، فبريطانيا ملتزمة بالاتفاق النووي وترى انه من الممكن ان يعيش، مؤكدا أن السياسة البريطانية تجاه ايران لم تتغير فيما يتعلق به وأنهم مستمرون في السعي نحو تطبيق الاتفاق، الذي يقع على قمة الأولويات البريطانية، بحسب وصفه، «فتطبيق هذا الاتفاق عامل اساسي في عملية المقاربة تجاه ايران».
وحول المدير العام لمؤسسة التأمينات الهارب فهد الرجعان قال السفير إن وزير الخارجية البريطاني صادق على قرار تسليم الرجعان للسلطات الكويتية، بعد حكم قضائي صدر بحقه، إلا أن هناك بعض الاشكاليات القانونية قد تؤخر عملية التسليم… وفيما يلي نص اللقاء:
• أعلنت الحكومة البريطانية تشكيل تحالف مع الولايات المتحدة الأميركية لحماية السفن في مضيق هرمز، هل ستكون دول الخليج ضمن هذا التحالف وما الدول التي اعلنت تأييدها وانضمامها؟
الموقف في منطقة الخليج في غاية الجدية، وهناك تزايد بتهديد عملية الملاحة الدولية، فنحن نرى مع العالم انه من المهم جدا ان يكون هناك حرية للملاحة عبر منطقة الخليج التي تخدم العالم أجمع، لا دولا معينة فقط، فبريطانيا لا تطلق على هذه الخطوة (التحالف الجديد)، بل هو امتداد لحلف بيننا وبين الولايات المتحدة الاميركية، فقد بحثنا مع الولايات المتحدة ودول منطقة الخليج والدول الاوروبية كيفية تأمين عملية الملاحة، ونتطلع لمشاركة إيجابية من دول الخليج في إنجاز هذه المهمة التي تعود بالمصلحة على جميع دول المنطقة.
الحرب مع إيران
• ما هدف التحالف المعلن، وهل أنتم مستعدون للدخول في حرب مع إيران إذا ما تعرضت للسفن البريطانية والأميركية؟
مهمة القوات البريطانية المشاركة في مياه الخليج العربي محددة، وهي توفير الامن للسفن وحماية خطوط الملاحة، فبريطانيا لها سفن عديدة بالمنطقة، وهناك مصالح حيوية ندافع عنها، وسبق أن وجهنا النصائح للسفن التجارية البريطانية بألا تعبر مضيق هرمز من دون مرافقة امنية من البحرية الملكية البريطانية.
أما عن احتمالات الحرب، فالأولوية البريطانية هي التقليل من حالة التصعيد الحاصلة في المنطقة، إلا أن السلوك الايراني في الهجوم على الناقلات التجارية في المضيق اصبح يزيد من حالة التهديد، ورغم كل ذلك فنحن لسنا ضمن سياسة الضغوطات الأميركية على ايران او زيادتها، فالهدف من مشاركتنا في هذه المهمة تأمين خطوط الملاحة، «ونحن نرى ان تكون مهمة الأمن البحري في منطقة الخليج مستقبلا بقيادة أوروبية».
التهديدات الخليجية
• هل تعتقدون أن النظام الايراني سوف يكف عن التهديدات في منطقة الخليج إذا ما التزمت الدول الأوروبية بالاتفاق النووي؟
السياسة البريطانية تجاه إيران لم تتغير فيما يتعلق بالاتفاق النووي، ونحن مستمرون في السعي نحو تطبيق الاتفاق النووي وهو على قائمة الاولويات بالنسبة لنا، فتطبيق هذا الاتفاق عامل اساسي في عملية المقاربة تجاه ايران.
الاتحاد الاوروربي وبريطانيا ملتزمون بالاتفاق النووي مع ايران، ونهدف للحفاظ عليه، الا ان طهران أقدمت على خطوات من شأنها انتهاك وخرق ما تم الاتفاق عليه، وقد جرى اجتماع مهم جدا في العاصمة فيينا للوكالة الدولية للطاقة الذرية شاركت فيه بريطانيا لتفعيل آليات التعامل مع أي اخلال بالاتفاق النووي مع ايران وإرجاعها مرة اخرى لبنود الاتفاق.
ونحن نؤمن كحكومة بريطانية باستخدام الآليات المتفق عليها مسبقا، لكي تلتزم مجددا ببنود الاتفاق.
الاتفاق النووي
• ما مصير هذا الاتفاق من وجهة نظر الحكومة البريطانية؟
نحن ملتزمون بالاتفاق النووي مع إيران، التي خرقت اتفاقها مع أوروبا، وهذا ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن هناك نقاطا أخرى في أداء النظام الإيراني دوليا، وهي خطر الصواريخ البالستية، والدور الذي يقوم به الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط، وتدخلاته، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار الدولي، فنحن نسعى لتغيير هذا التصرف الإيراني من خلال الحوار، وهناك تواصل بريطاني إيراني حول ذلك، ونؤمن بأن الاتفاق من الممكن أن يعيش رغم كل ما حصل.
حماية السفن
• لماذا لو لم تستطع بريطانيا إقناع الدول الأوروبية بالمشاركة في حماية السفن بمضيق هرمز، علما أن لها مصالح كبيرة في المنطقة؟
الدول الأوروبية شاركت في المناقشات المتعلقة بالمهام التي استضافتها المنامة، بجانب دول مجلس التعاون الخليجي، والمناقشات في هذا الجانب مستمرة، ومن المعروف أن لكل دولة أولوياتها، إلا أن الحديث عن زيادة القوة المشاركة في مهمة تأمين الملاحة مطروح.
العقوبات الاقتصادية
• الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على إيران، هل ستلتزمون بها وتحثون حلفاءكم على الالتزام بها؟
نعود إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي يحمل التزامات معقدة على كل الجانبين، لكننا التزمنا، وهناك بند في الاتفاقية ينص على أنه كلما التزمت إيران بالتنفيذ كان هناك تخفيف من العقوبات المفروضة عليها.
السفينة الإيرانية
• متى ستفرجون عن السفينة الإيرانية؟ وما سيناريو انتهاء هذه الازمة؟
كان هناك تصريح لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي قال إنه لا توجد مقارنة بين احتجاز النظام الإيراني للسفينة البريطانية، التي كانت تعبر مضيق هرمز، وتم الاستيلاء عليها دون أساس شرعي أو قانوني، وبين السفينة الإيرانية التي كانت في جبل طارق، حيث قررت حكومة جبل طارق التحفظ عليها لأسباب تتعلق بالعقوبات ضد النظام السوري.
اللجنة المشتركة
• ما آخر المستجدات على صعيد لجنة التوجيه الكويتية – البريطانية المشتركة؟
الاجتماع الأخير، وهو الرابع عشر بالنسبة للجنة التوجيه، والذي استضافته لندن في يوليو، شمل المستوى الوزاري ومجموعات العمل، فهناك ممثلون رسميون من الجانب الكويتي والبريطاني، يناقشون تفاصيل مجالات مهمة من هذه العلاقات.
وبعد الانتهاء من تلك الاجتماعات تم التوقيع على خطة عمل ونقاط اتفق عليها الجانبان، تشمل التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتعليم والثقافة والصحة والتجارة والاستثمار، إضافة إلى الأمن السيبراني.
قاعدة بريطانية بالكويت
• جرى حديث عن إنشاء قاعدة بريطانية في الكويت، ما آخر المستجدات على هذا الصعيد؟ وهل وافقت الكويت عليها؟ وكم عدد الجنود البريطانيين المتوقع أن تضمهم في حال تم هذا الأمر؟ وما الهدف الأساسي منها؟
نحن نتحدث عن تقدم في مستوى تعزيز التعاون الدفاعي، وليس عن إنشاء قاعدة عسكرية بريطانية بالكويت، فقد وقعنا مع الجانب الكويتي إعلانا مشتركا للتعاون في مجال الدفاع أثناء زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الاحمد في مايو الماضي.
وهذا الاعلان يلزم الكويت وبريطانيا بتعزيز التدريب والتمارين العسكرية المشتركة، وهناك تمرين عسكري سيكون في فصل الخريف المقبل، وآخر في بداية العام المقبل.
ونحن ملتزمون بالعمل بين الحكومتين بالنسبة إلى المشتريات الدفاعية، وهناك خطط كويتية لإقامة أكاديمية جوية وأخرى بحرية، ونفخر بأننا نشارك بشكل أساسي في عمليات التدريب والتأهيل، ونمتلك الخبرة في إدارة مثل هذه الأكاديميات، سواء في بريطانيا أو دول أخرى، إضافة إلى أن هناك مساهمات في خطط تدريب بمختلف القطاعات العسكرية الاخرى.
أكاديمية جوية
أما بالنسبة للأكاديمية الجوية تحديدا فإن الخطط التي ستقدم ستكون أكثر تقدما من غيرها، فالهدف هو تدريب وتأهيل جيل جديد من الطيارين والمهندسين والتقنيين، وليس فقط الطيارين، فهؤلاء المهندسون سيعملون على الجيل الجديد من الطائرات.
ونتطلع الى التوسع فيما يتعلق بمستوى التدريب والتأهيل لإيصال الخبرات، ليس فقط للعسكريين بل الى القطاع المدني في مجال الطيران، والتي تقع ضمن رؤية كويت 2035، والمتعلقة بتكويت العمالة الماهرة وخلق وظائف لهم.
وفي إطار لجنة التوجيه المشتركة تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع البريطانية والحرس الوطني الكويتي لتعزيز التعاون المشترك.
تسليم الرجعان
• ما مصير اتفاقية تسليم المتهمين التي وقعت بين البلدين؟ وهل القضاء البريطاني سيسلم المدير العام للتأمينات الكويتية الهارب فهد الرجعان الذي صدرت بحقه أحكام بالسجن؟
بالنسبة لمعاهدة التسليم فقد تم التوقيع عليها من الجانبين الكويتي والبريطاني، وصادق عليها البرلمان الكويتي وفي طريقها للتصديق من البرلمان البريطاني، الذي تأخر فيها لظروف تتعلق بكثرة الملفات المدرجة على جدول أعماله فقط.
أما فيما يتعلق بفهد الرجعان فنحن دون التصديق على المذكرة من قبل البرلمان البريطاني تم إصدار حكم بتسليمه من القضاء، ووزير الداخلية البريطاني صادق على تسليمه إلى الكويت، إلا أن هناك مسائل قانونية أخرى لا نستطيع التعليق عليها، ولا أستطيع تحديد التوقيت الذي سيسلم فيه الرجعان إلى الكويت.
الاستثمارات الخارجية
• الاستثمارات الخارجية الكويتية في المملكة المتحدة كبيرة… هل لديكم رقم معين لهذه الاستثمارات؟
الاستثمارات محل ترحيب من الحكومة البريطانية، فالكويت صاحبة أول صندوق سيادي في بريطانيا عام 1953 عند إنشائها مكتبا في لندن، وهناك تاريخ طويل للاستثمارات الكويتية في الشركات البريطانية، وهيئة الاستثمار الكويتية والقطاع الخاص يتمتعان بقدر كبيبر من الاهتمام في بريطانيا، ولهما العديد من المشاركات في مختلف المجالات الاستثمارية التي تقدر بـ40 مليار جنيه استرليني.
وتعمل الهئية بالإضافة الى القطاع الخاص الكويتي في مجالات الأسهم، والبنية التحتية، والمياه والمطارات والموانئ، بالإضافة الى مجال النفط والغاز والعقارات، وهناك استثمار خاص كويتي في مجال تصنيع السيارات،
ونحن نشجع الاستثمارات البريطانية على العمل في الكويت أيضا، ونعمل مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر على تشجيع الشركات البريطانية، وإيجاد الفرص المناسبة لهم في السوق الكويتي، حيث تعمل نحو بـ 100 شركة بريطانية داخله في مجالات الغاز والنفط والامن والبنوك والتجزئة والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات.
التبادل التجاري
• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وفي أي مجال؟
بالنسبة لحجم التبادل التجاري هناك توجه تصاعدي للصادرات البريطانية للكويت، وحتى ابريل الماضي زادت بنسبة 14 في المئة مقارنة بالسنة الماضية، فهناك المزيد من الفرص التجارية بين البلدين، وانتهز هذه الفرصة لأعبر عن سعادتي في اقامة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية خلال يونيو الماضي لمؤتمر في العاصمة لندن، للترويج للفرص الاستثمارية بالكويت، وتم التوقيع مع هيئة تمويل الصادرات البريطانية ومؤسسة البترول الكويتية بمبلغ 3 مليارات دولار، لدعم مشاركة الشركات البريطانية في القطاع النفطي الكويتي.
ونخطط خلال سبتمبر المقبل مع شركة نفط الكويت لإقامة ورشة عمل للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم البريطانية، والتي تمتلك خبرة تقنية وهندسية في قطاع النفط والغاز.
6000 طالب
• كيف تشجعون الطلاب الكويتيين على الدراسة في جامعات وكليات المملكة المتحدة؟ وكم يبلغ أعدادهم؟
التقيت مع الطلبة الكويتيين الذين يستعدون للدراسة في بريطانيا هذا العام، وأعبر عن سعادتي لتوجه عدد كبير من الطلبة المبتعثين للدراسة واختيار الجامعات والكليات في المملكة المتحدة أكثر من أي دولة أخرى خلال هذه السنة.
الطلبة الكويتيون الدارسون في بريطانيا حاليا نحو 6000 طالب وطالبة، ونحن نطمح للمزيد، وأن يسهموا في تقدم الكويت في مجالات كثيرة، ودعني أستغل هذه الفرصة لأدعو الطلبة الراغبين في الدراسة ببريطانيا إلى سرعة الحصول على التأشيرات.
التأشيرات السياحية
• كيف رأيتم تفاعل الكويتيين مع آلية إصدار التأشيرات السياحية عبر الموقع الإلكتروني؟
نحن في السفارة سعداء بنجاح تأشيرة الـ EVW، والتي سهلت عملية سفر عشرات الآلاف من الكويتيين لبريطانيا.
وحسب اتفاقية الخدمات الجوية الموقعة مع الكويت مؤخرا، فإنه من حق الشركات الكويتية للطيران النزول والسفر إلى المدن الأخرى في المملكة المتحدة وليس فقط لندن.
• احتفلت الكويت وبريطانيا بمرور 120 عاما على العلاقات الثنائية، كيف تصفون تلك العلاقة بين القيادتين والشعبين؟
العلاقة بين آل صباح والعائلة المالكة في بريطانيا علاقة صداقة، وأيضا بين الشعبين، لأنهما يتمتعان بعلاقة مماثلة ستستمر وتزدهر لـ 120 سنة قادمة.
المبنى الدبلوماسي الأقدم بالكويت بعد بيت «ديكسون»
قال السفير مايكل دافنبورت إن مبنى السفارة شُيد على الطراز الأوروبي ذي الأسقف العالية، وبالحجر الأحمر، والأرضيات الخشبية، مما جعله قطعة فريدة في وقته، حيث يصل عمر هذا المبنى إلى 84 عاما تقريبا، وبني سنة 1935 خلال وجود المفوض السامي البريطاني ديكسون، الذي انتقل اليه مع زوجته، فكان محطته الأخيرة، وتوفي عام 1959 ودفن في حديقة السفارة.
واستعرض السفير دافنبورت البومات الصور التي تميز ارجاء المنزل، والتي تشتمل على ذكريات وتاريخ كويتي- بريطاني مشترك، بالإضافة إلى مؤلفات تعنى بالعلاقات الكويتية – البريطانية.
العزف على البيانو
يزين الصالة الرئيسية بيانو كبير يقول عنه السفير إن أبناءه يعزفون عليه، إلا أنه يستمع ويستمتع بسماع صوته.