موجة حر غير مسبوقة تضرب كندا وشمال غربي الولايات المتحدة
سجلت كندا أعلى درجة حرارة في تاريخها، بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة ضربت المناطق الشمالية الغربية من الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون إن درجة الحرارة في ليتون في مقاطعة “بريتيش كولومبيا” ارتفعت إلى 46.6 درجة مئوية يوم الأحد، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل قبل 84 عاما.
وحذرت كل من الولايات المتحدة وكندا المواطنين من مستويات حر “خطرة” قد تستمر هذا الأسبوع.
ويقول خبراء إنه من المتوقع أن يعمل التغير المناخي على زيادة تكرار حدوث ظروف طقس غير مسبوقة، كموجات الحر.
- درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على وظائف المخ حتى لدى الشباب
- كيف تتعامل مع الموجات الحارة التي قد تودي بحياة الآلاف؟
وقد تزايد الطلب بشكل كبيرعلى أجهزة التكييف والمراوح وبدأت تظهر بشكل مفاجئ ملاجئ تبريد يلجأ الناس إليها هروباً من الحر. واعتبرت بعض الحانات والمطاعم – وحتى أحد المسابح على الأقل – غير صالحة للعمل بسبب الحرارة.
وارتفعت درجة الحرارة في ليتون، الواقعة على بعد حوالي 150 ميلاً إلى الشمال الشرق من فانكوفر، لتتجاوز الرقم القياسي الكندي السابق.
كان ذلك الرقم القياسي قد سجل في بلدتين بمقاطعة “ساسكاتشوان” في يوليو/ تموز 1937، حين بلغت درجة الحرارة 45 مئوية.
ولم تكن ليتون وحيدة في ذلك. فقد سجلت 40 منطقة أخرى في مقاطعة “بريتيش كولومبيا” أرقاماً قياسية جديدة لدرجات الحرارة.
وقال ديفيد فيليبس، كبير علماء المناخ في دائرة البيئة الكندية، لمحطة “سي تي في” التلفزيونية: “درجات الحرارة في مناطق من غربي كندا أعلى مما هي عليه في دبي”.
وقال إن هناك احتمالاً بأن ترفع درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية.
وقالت شبكات تزويد الكهرباء في “بريتيش كولومبيا” إنها سجلت زيادة في الطلب على الكهرباء من أجل الاستمرار في تشغيل مكيفات الهواء.
وقالت دائرة البيئة الكندية إن مقاطعة ألبيرتا، وأجزاء من مقاطعة “ساسكاتشوان” ويوكون والمناطق الشمالية الغربية، يجب أن تكون في حالة تأهب.
وتنبأت الدائرة بأن “تستمر موجة حر طويلة وخطرة وتاريخية خلال هذا الأسبوع”، حيث يتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من معدلها الطبيعي بحوالي 10-15 درجة مئوية، وأن تبلغ حوالي 40 درجة مئوية في الكثير من المناطق.
موجة حر “تاريخية”
شهدت المناطق شمال غرب الولايات المتحدة المطلة على المحيط الهادي تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وبخاصة في أجزاء من ولايتي واشنطن وأوريغون.
ووصفت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية في الولايات المتحدة موجة الحر الراهنة بأنها “تاريخية”.
وقالت إن هذه الظروف ستستمر خلال الأسبوع، “مع توقع بتسجيل درجات حرارة قياسية”.
وقد تكون سياتل وبورتلاند من بين تلك المناطق التي تسجل أعلى درجات الحرارة اليوم الاثنين. فكلتاهما تجاوزت درجة الحرارة فيهما الأربعين درجة مئوية.
وقد خففت ولاية أوريغون من قيود مفروضة بسبب كوفيد-19 من أجل فتح المسابح والمناطق المكيفة مثل مراكز التسوق أمام الجمهور. لكن مدينة سياتل في ولاية واشنطن اضطرت إلى إغلاق أحد المسابح بسبب “درجات الحرارة غير الآمنة والخطرة حول المسبح”.
وسارع مزارعو الفواكه إلى جني محاصيلهم، خوفاً من أن تؤدي الحرارة إلى ذبول ثمار الكرز والفواكه الأخرى. ويبدأ عمال قطف الفواكه وردية عملهم من ساعات الفجر الأولى ويتوقفون في موعد استراحة الغداء عندما تكون درجات الحرارة لا تطاق.
وقال بي جي ثيرلبي، رئيس اتحاد مزارعي الكرز في شمال غرب البلاد، لصحيفة سياتل تايمز: “نبحر في مياه مجهولة تماما”.
واضطرت السلطات في يوجين، بولاية أوريغون الأحد إلى إيقاف تجارب التأهل الأمريكية في سباقات المضمار والميدان للألعاب الأوليمبية، حيث أبلغ الجمهور بضرورة مغادرة الملعب لأسباب تتعلق بسلامتهم.
كما أُغلقت بعض مراكز التطعيم ضد كوفيد-19 بسبب موجة الحر.
وقد تشهد بعض المناطق انخفاضاً طفيفاً في درجات الحرارة في وقت لاحق من الأسبوع، لكن مدينة بويز في ولاية إيداهو، قد تشهد أسبوعاً ترتفع فيه درجة الحرارة إلى أكثر من 40 مئوية.
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية إن أجزاء من الولاية قد تعاني من “واحدة من أشد موجات الحر الطويلة في التاريخ الموثق لمناطق الشمال الغرب الداخلي”.
وتتلخص التحذيرات لجميع المواطنين في تجنب الأنشطة الشاقة وتفقد الجيران من كبار السن ومَن يعانون من مشاكل صحية.