صدق اليوسف.. وما أدراك ما الحسد! – بقلم : طارق بورسلي
كعادتي الصباحية.. اعتدت تصفح موقع جريدتنا «الأنباء الكويتية» عبر موقعها الإلكتروني، هذه الجريدة التي تعتبر الأولى كويتيا في نقل الخبر الصحافي بلا رتوش تستهدف الإثارة على حساب المضمون أو الحقيقة.. أتصفحها يوميا لمتابعة الأحداث المحلية والدولية، وآخر المستجدات على ساحة القرارات الحكومية ونشاط مجلس الأمة والتشريعات التي تصب في مصلحة تنمية البلد والمواطن.
طالعت مقال الأستاذ يوسف عبدالرحمن تحت عنوان «الحسد ماركة كويتية»، وفي الحقيقة كأنه تحدث عما في قلبي من حسرة على ما يحدث من المتابعة عبر «السوشيال الميديا» من البعض الذين كرسوا وقتهم للصيد والتصيد في الماء العكر، ومتابعة الجديد حسدا من عند أنفسهم وغيرة من النجاح، لتصبح بعض السلوكيات البشرية مستهجنة بعض الأحيان، أصبحت سرقة الأفكار وتقليد الفكرة بالحجم والمضمون بضاعة رائجة ثمنها بخس، فمثلا.. أيها القارئ الكريم لا تستطيع أن تتحدث عن فكرة إلا ووجدت بعضهم بدأ يطبقها فعليا في اليوم الثاني على سبيل المثال لا القصد ولا الحصر أو بعضهم يتوجه للإلحاح بحثا عن آخر أخبارك وماذا ستفعل، وكم تملك.. وإلخ، ناهيك عن أن السوشيال ميديا كشفت الأقنعة عبر التغريدات المباشرة والكتابات التي يدس بين سطورها السم بالعسل، وأوصلت الرسالة بأننا بالفعل أمام سلوك بشري يعتبر سيئا أخلاقيا وصفه القرآن الكريم بالشر وأصحابه أشرار في قول الله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد).. فهل كثر الأشرار بيننا وبشكل مكشوف لا مداراة.. ولا استتار مما يبعث على النفور بين المواطنين.. وظاهرة قد تؤدي إلى عواقب سيئة على ترابطنا ككويتيين تؤثر على ترابطنا وتقدمنا.
في كثير من الأحيان لا نستطيع التصرف بشكل مختلف مع الحسود أيا كان، وأقول.. على نياتكم ترزقون، فمن الصعب التعامل مع من يتمني زوال النعمة عني وإن لم يصر له مثله، وكثير سيجاوبني: قد يكون هذا الحسود من محارمك، فماذا تفعل؟.. أقول.. كما يقول الزميل يوسف عبدالرحمن اصبر على كيد الحسود.. وأضيف: لا تتحدث عن النعم التي أنت عليها فكثير من سكان القبور من العين.. كما كانت الوالدة رحمها الله تحدثنا.. وتوصينا بقراءة القرآن وتعيذنا بكلمات الله التامات في كل ليلة.
وأستشهد بالأبيات التالية للشاعر محمود الوراق:
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا
إلا الحسود فإنه أعياني
لا أن لي ذنبا لديه علمته
إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه لأن رأى
عندي كمال غنى وفضل بيان
ما إن أرى يرضيه إلا ذلتي
وذهاب أموالي وقطع لساني
فسأستعين بخالقي مولى الورى
يكفينا بها من الشيطان
ولذلك.. صدق اليوسف.. وما أدراك ما الحسد.