السادات ومزرعة تسمين العجول! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
اتسمت شخصية الرئيس المصري أنور السادات – رحمه الله – بالقوة والتأثير الكبير في نفوس المصريين لقدرته الكبيرة على الإلقاء وملكة اختيار المفردات ونباهته في الردود وإيصاله الرسائل المشفرة للآخرين مما يجعلهم في حرج معه!
الرئيس المصري الراحل أنور السادات سأل سيد مرعي وزير الزراعة في حكومته في السبعينيات: ايه أخبار مزرعة تسمين العجول بالفيوم اللي وعدتني بيها يا سيد؟
رد عليه سيد مرعي: جاهزة على الافتتاح يا ريس!
رد الرئيس السادات: طيب بكره 10 الصبح هفتتحها!
طبعا ما كان في أرض أصلا ولا مزرعة، المهم ان معالي الوزير ذهب إلى الفيوم وجهز المزرعة والعجول، وذهب السادات في موعده فوجدها حاجة تفرح وعامرة بكل أنواع العجول، وانتهت زيارة السادات، غير أن السادات أخذ سيد مرعي على جنب وسأله: استأجرت الجاموسة بكام يا سيد؟!
فوجئ سيد بالسؤال ورد على طول: بعشرة جنيه يا سيادة الريس!
فرد السادات عليه: مش كتير بـ 10 على 12 ساعة تأجير؟!
صعد سيد مرعي وسأله: مين يا سيادة الريس اللي بلغك عن إيجار الجواميس؟
قال السادات بثقة العارف: يا سيد أنا ولد الريف، أنا دخلت على الجواميس في الزريبة لقيتها هايجة ومش على بعضها والحالة دي بتحصل لما الجاموس بيكون مش في زريبته!
٭ ومضة: هذه القصة نستنتج منها إذا دخلت على مسؤول ولقيته (هايج – ينطح) كل يوم قرار اعرف أن صاحبك (المدير) مش في زريبته ومكانه وحاطينه يمشي المرحلة ويستفيد شوية!
لهذا لا تعجب إن ضج المواطن العربي نتيجة القرارات!
يقول السادات، وأرجو أن تدققوا معي في قوة عبارته عندما قال في افتتاح مجلس الأمة في عهده: إننا لم نبن السد العالي لكي نحارب وإنما حاربنا لكي نبني السد العالي.. إن السلام اذا لم يربط بالعدل لا يصبح سلاما وإنما يصبح قبولا بالأمر الواقع المفروض بقوة العدوان!
٭ آخر الكلام: يبقى الرئيس السادات لغزا محيرا في أفعاله مثل سر شربه البايب بدلا من السجائر، وفي سيرته مواقف وحكايات مليئة بالأسرار وما وراء الكواليس التي لا يعرفها كثير من المصريين!
٭ زبدة الحچي: لعل في كتاب أخته رقية الكثير من (محطات السادات)، ومن أبرز محطات السادات قصته مع الفنان فريد الأطرش واتصالاته به حتى انه في إحدى المرات استقبل السادات ضيوفه من قادة العرب في عوامة فريد الأطرش بناء على رغبة الأطرش!
تقول أخته رقية في كتابها الممتع: أهداني والدي في زواجي تمثالا للرئيس جمال عبدالناصر ووضعته في شقتها، وكان كلما زارها نظر إلى التمثال وأشعرها بالطمأنينة!
وعقب هزيمة 1967 سألها والدها أين تمثال عمك جمال عبدالناصر؟
قالت: إنه في الحجرة نقلته من الممر! فرد بحزم قائلا: ما ينشالش من مطرحه، هذه أزمة وتعدي!
في أمان الله.