ما قصة صاحب «أرخص ساندويتش» في مصر؟
حظي صاحب مطعم بمنطقة المطرية (شرق القاهرة) بشهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بجملته الشهيرة «الجملي هو أملي»، وأثار ضبطه وغلق وتشميع المحل الخاص به جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل في القاهرة.. فما القصة؟
القصة بدأت بتداول مقطع فيديو جديد على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لشخص يدعى إبراهيم الطوخي، وهو صاحب محل سمين (من الأكلات الشعبية في مصر) مردداً جملته التي ذاع صيته بها في محيطه «الجملي هو أملي»، فضلاً عن عدد من اللزمات الكلامية و«الإيفيهات».
وسبق وأن ظهر الطوخي، والذي اشتهر بعدة ألقاب منها «طوخي المطرية» في عدة فيديوهات أخرى، غلب عليها طابع الفكاهة، في دعاية لمحله، قال خلالها إنه يبيع «الساندويتش الواحد» بخمسة جنيهات (الدولار يعادل 15.6 جنيه تقريباً).
«الرغيف بخمسة جنيهات والجملي هو أملي.. دوق وجرّب قبل ما تاكل.. ببلاش، والرغيف عليه رغيف هدية.. اتفرج يا باشا وتعالى كُل بغاشة.. التمساح».. كلمات يرددها الطوخي دائماً في فيديوهاته المنتشرة عبر منصات التواصل، بينما يتجمع حوله لفيف من الزبائن، وأمامه قدر مملوء بـ«السمين» في أجواء احتفالية وضجيج واسع.
حققت تلك الفيديوهات شهرة واسعة وانتشاراً للطوخي – الملقب بـ«التمساح»- عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يشتهر فيه بمحيطه بحي المطرية بتقديم «أرخص ساندويتش في مصر»، لا سيما أن كثيراً من أهالي المنطقة التي يتواجد فيها وبعضاً من خارجها يتوافدون عليه يومياً، بعد أن كسب قاعدة «زبائن» واسعة، لرخص سعر «الساندويتش» فضلاً عن فيديوهاته التي يظهر فيها بشكل من خفة الظل.
فيما تحدث بعض المعلقين عن عدم نظافة ما يقدم، من خلال الصور والفيديوهات المتداولة التي تُظهر الطعام بشكل غير صحي، وهو ما كان دافعاً لغلق المحل وتشميعه بعد ذلك، قبل أن يعلن صاحبه عن مساعيه لتوفيق أوضاعه وتجديد المحل، لا سيما مع سلامة اللحوم المقدمة.
وبعد أن نقلت إحدى المنصات الإخبارية قصة الطوخي – الذي يعمل جزاراً وافتتح محله الحالي منذ ثمانية أعوام فقط – ومع نشرها مقطع فيديو له عبر «السوشيال ميديا»، قام رجال مباحث القاهرة، بالتنسق مع شرطة التموين، بضبطه وغلق وتشميع المحل بتهمة إدارة وتشغيل محل دون ترخيص.
وبحسب أمن القاهرة، «رصدت المتابعة الأمنية تداول مقطع فيديو على أحد المواقع الإخبارية بعنوان (الجملى هو أملي – حكاية الطوخي أشهر بائع سمين بالمطرية: الرغيف بـ5 جنيهات)، ووجود تعليقات من المصريين على الفيديو المشار إليه تتضمن عدم نظافة المحل، وعدم حصول العاملين به على شهادات صحية».
عقب تقنين الإجراءات قامت الأجهزة الأمنية بالقاهرة بالتنسيق مع الجهات المعنية باستهداف المحل المشار إليه «بدون ترخيص – كائن بدائرة قسم شرطة المطرية» وتبين عدم وجود التراخيص اللازمة له، وعدم حمل العاملين به لشهادات صحية، وتم غلقه وتشميعه ورفع الإشغالات. وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وباشرت النيابة التحقيق.
وذكرت تقارير إعلامية مصرية، أن عدداً من المشاهير في مصر يترددون على المحل. ومن الأسماء التي تم تداولها اسم الزعيم عادل إمام.
تباينت ردود الأفعال عبر منصات التواصل حول واقعة غلق وتشميع المحل، ما بين متعاطفين معه، لا سيما أنه منذ فترة طويلة يعمل في هذا المحل دون تعرضه لمشكلات. وبين آخرين رأوا أنه لا يطبق الاشتراطات الصحية، وأن ذلك يظهر بوضوح في الفيديوهات المنتشرة.
ومن بين التعليقات كتبت هبة عبد الحافظ، عبر فيس بوك: «الناس دي (هذه) غلابة جداً، وناس طيبين وبقالهم أكثر من 20 عاماً.. الناس بتاكل عندهم ومحدش حصله حاجة.. وفكرة إني اروح اشمع المحل عشان تعليقات سلبية من ناس حاجة غريبة.. أتمنى يسوي أوراق التراخيص بتاع المحل ويطلع من النيابة».
فيما تفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل مع هاشتاغ (الجملي هو أملي) في إشارة للجملة الشهيرة التي يرددها صاحب «أرخص ساندويتش في مصر». طالب بعضهم بالسماح له بتوفيق أوضاعه والحصول على التراخيص اللازمة، فيما ثمّن آخرون إجراءات الرقابة على المطاعم؛ حماية لصحة المصريين.