حياة الفهد تكشف السرٌّ الغامض… في حياتها
الكويت – النخبة:
الحوار مع القديرة حياة الفهد ليس مناسبةً عاديةً، مهما يكن قصيراً!
ففي كل إجابة حكمة عميقة، وفي كل عبارة درس مستفاد، وفي كل ذكرى إبداع فني متفرد.
لم يكن مخططاً مسبقاً لهذا اللقاء مع «أم سوزان»، فقد التقتها «الراي» – بلا موعد – بينما كانت في دقائق لالتقاط الأنفاس بين مشهدين في ستوديو وزارة الإعلام… طلبنا إليها استفسارات عاجلة حول آخر أعمالها!
وبرغم انشغالها كانت الفنانة القديرة كريمة كعادتها، وقبلت الإجابة عن أسئلتنا بحنو بالغ ورحابة صدر استثنائية، ليتحول الحوار – الذي تصورناه عابراً – إلى جلسة ثرية مع الإبداع وجهاً لوجه!
الفهد تحدثت عن مسلسلها الجديد «مع حصة قلم»، الذي تجسد فيه شخصية امرأة مصابة بداء النسيان، معرجةً على سرها الغامض الذي تحتفظ بها حتى النهاية في فيلمها السعودي «نجد» الذي سيُطلق على شاشات السينما قريباً، متطرقة إلى بكائها لدى هدم سينما الأندلس، لأنها كانت شاهداً على إحدى أجمل ذكرياتها!
أم سوزان أدلت بآراء يجب التوقف عندها في الفن والدراما بأشكالها المختلفة… أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:
- في البداية، بماذا تخبريننا عن عملك الإذاعي «بنقول لكم سالفة»؟
– عمل جميل، خصوصاً أن يقع في أقل من ثلاثين حلقة، ومع ذلك هو يتميز باشتماله على مواضيع مختلفة تمس اهتمامات المواطن والمجتمع. وبالنسبة إليَّ أنا أقدِّم باقة من الشخصيات المتنوعة من خلال هذا العمل، وهو أمر يسعدني كثيراً، لأنه يتيح تجديد وتغيير الأفكار، ويُجنب الجمهور الشعور بالملل، بل سيظل مشدوداً إلى أحداثه، بحيث لن تفوته متابعتها. وأرى أن هذه خطوة مهمة وجيدة من قِبل الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد المبارك… والحقيقة أنني أتمنى أن تستمر أعمالنا الإذاعية وتتواصل على مدار العام، وفي هذا العمل كل يوم حلقة جديدة بموضوع مختلف، وأنا أفضِّل هذا النهج، لأنه يذكرني بما كنا ننجزه في السابق من المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة، ما يعطي فرصة للتنوع في الأحداث.
- أيضاً كانت هناك أعمال سباعية الحلقات… وتشمل عدداً من القضايا تبدأ وتنتهي وهي مفعمة بالتشويق والمتعة… كيف ترينها؟
– بالفعل، أذكرها جيداً، وهي كانت تعجب الناس وتحوز اهتمامهم… وحتى في التلفزيون، في الزمن الماضي، كان هناك ما يسمى «السهرات المنفردة»، كما كانت هناك دراما ثلاثية الحلقات، وكذلك خماسيات، حيث كانت الساحة حافلة بالنشاط والإبداع في طيف درامي متنوع، وكان الجميع يعملون، وكل منهم يجد مكاناً له، ولا أحد يضيع حقه.
- وهناك أيضاً أعمال إذاعية قد تتحول إلى دراما تلفزيونية؟
– هذا صحيح… فعندما يلاقي مسلسل إذاعي صدى جميلاً، ويحقق نجاحاً واسعاً، ما المانع – في هذه الحال – من إعادة إنتاجه وتحويله إلى عمل للدراما التلفزيونية، ومثلاً إذا وُجد نص إذاعي مهم، ويحتوي على مواضيع جيدة تلامس قضايا الناس، فلا يجوز تفويت الفرصة، بل نحوله إلى مسلسل للتلفزيون من ثلاث أو خمس أو سبع حلقات… وقد سبق لنا أن قدمنا هذه التجارب على شاشة التلفزيون، وحصدت اهتمام الجمهور وقتها.
- لكن تبقى الفروق واضحة بين دراما الصورة ودراما الصوت؟
– بالفعل… لكل منهما نهجها الإبداعي الخاص، لكن مع إضافة أحداث وسيناريو وعناصر أخرى بإتقان يتحول العمل الإذاعي إلى الشاشة بجمال وإمتاع من نوع آخر، وهذه الخطوة جميلة إن حدثت، فالكثير من المسلسلات الإذاعية تحولت إلى تلفزيونية، بل وسينمائية أيضاً، واستمتع الجمهور بها جميعاً.
- «الراي» تهنئك بالجائزة الأخيرة التي حصدتِها، من خلال مهرجان الضيافة في دبي؟
– شكراً لكم… والحقيقة أنني سعيدة بهذه الجائزة، وأعتبرها جائزة جميلة من هذا المهرجان المهم الذي صار عمره تسع سنوات، سبع دورات في لبنان… واثنتين في دبي، وهو يتميز بالرقي والجمال.
- وماذا عن مسلسلك «مع حصة قلم»؟
– العمل يشمل مجموعة من المواضيع والقضايا… وهو من تأليف علي الدوحان وإخراج مناف عبدال ويجمع كوكبة من المشاركين.
- وكيف تبدو ملامح حصة (الشخصية التي ستقدمينها)، وهل تقترب من التراجيديا أو الكوميديا؟
– بسبب حالتها أكيد هناك حالة من كوميديا الموقف، وهي حالة تنشأ من أنها امرأة مصابة بداء النسيان، وهذه حالتي أنا شخصياً… حيث أحياناً أنسى، وأسجل أموراً في ورقة أو أسجل رسالة صوتية في المساء، وعندما أستيقظ صباحاً أنسى أن أقرأ أو أسمع ما سجلته، وحتى هناك أحاديث ومواقف أعيشها مع بناتي، حيث يطلبن مني أشياء في الليل، وحين يطلع النهار أنسى ما طلبن، وكل هذا يدور في إطار كوميدي، لكنها كوميديا الموقف الهادئة التي تبدو عفويةً من دون تصنع.
- وماذا عن مشاركتك في «نجد»؛ أول فيلم سعودي؟
– هو بطل وعودة السينما السعودية… وعمل راقٍ، ويدور في مناخ تراثي سعودي جميل، ويتحدث عن إنسانة تعرضت لصدمات شديدة عدة في حياتها… وشخصيتها تخفي معها سراً غامضاً.
- وماذا عن هذا السر الخفي؟
– سيكون مفاجأة… وسيظل متوارياً طوال الفيلم، ولن ينكشف سري إلا قبل النهاية بدقائق.
- «نجد»… هل هو نسبة إلى المنطقة السعودية أو اسم شخصيتك؟
– الاثنتان، فهي نسبة إلى منطقة نجد المعروفة… وهي كذلك اسم الشخصية التي أجسدها.
- اختيارك كفنانة كويتية قديرة لأول فيلم سعودي أمر مهم… ما شعورك أنتِ؟
– لا شك أنه أمر يسعدني للغاية، وأنا فخورة به… وما يضاعف من سعادتي أن معنا في العمل كوكبة من النجوم، بينهم الفنانة زهرة الخرجي في دور ابنتي، ومعنا إبراهيم الحربي وعلي السبع وأميرة محمد وماجد مطرب ومجموعة أخرى، وقريباً سوف نذهب إلى السعودية للافتتاح الأول في دور السينما السعودية ثم في الكويت.
- أكيد تذكرين الفيلم الأسطورة الشهير «بس يا بحر»؟
– (ضاحكة): وهو نفسه يذكرني أيضاً! في يوم افتتاح «بس يا بحر» – وكان في حضور جمْع من الشيوخ والشخصيات من مختلف المجالات والجمهور كذلك… وكان في سينما الأندلس، والحق أن الاحتفال كان مناسبة جميلة جداً، وكانت مفعمة بالمشاعر والإبداع والإثارة، وكل هذه الأمور حفرت مكانها في وجداني وارتبطت بسينما الأندلس كمقر للاحتفالية… ولذلك، عندما علمت بعد مرور سنوات أنهم سيهدمون مبنى السينما، لم أستطع أن أتمالك نفسي، فبكيت بحرارة وحرقة، لأن هذا المبنى كان مرتبطاً بواحدة من أجمل وأغلى ذكرياتي.