• مرشدبن عايد الطوالة الشمري
فدائي الكويت وفارسها الشجاع الذي حمى الأرض والشعب في عمليته الفدائية الشهيرة ، ويعد قدوة لأبناء الكويت في الشهامة والتضحية ، واسمه مرشد بن عايد الطوالة ولد في حائل بالسعودية سنة 1878م ، يعود نسبه إلى الأسلم من قبيلة شمر ، هاجر إلى الكويت سنة 1896م وعاش في الجهراء .
اشتهر بالفروسية، وشارك مع الشيخ مبارك الصباح “مبارك الكبير” حاكم الكويت في معركة هدية سنة 1910م والتي كانت ضد ابن سعدون الذي كانت له الغلبة فيها ، ولكن بعدها حالف النصر قواتهم في معركة مزبورة ضد الخصم نفسه، شارك الطوالة مع قوات الشيخ سالم المبارك الصباح سنة 1915م في حملة الإحساء العسكرية التي دعا إليها الشيخ عبدالعزيز آل سعود ضد العثمانيين .
في أكتوبر سنة 1920م شن جيش الإخوان “إخوان من أطاع الله ” حملته العسكرية ضد الكويت واتجه إلى الجهراء بقيادة فيصل الدويش من قبيلة مطير وهاجموها بمقاتليهم الذين تجاوز عددهم الأربعة آلاف مقاتل حيث احتلوا قرية الجهراء في بادئ الأمر، فأنبه أميرها عبدالكريم السعيد الناس للدخول إلى القصر الأحمر، وبالفعل اتخذ المدافعون مركزين للتصدي لذلك الهجوم وعلى اتجاهين شمالي غربي وجنوبي غربي، الاتجاه الأول تمركز فيه الفارس ضاري الطوالة الشمري وأتباعه، أما الثاني فقد تمركز فيه الشيخ علي الخليفة الصباح وأتباعه، وكان وابل الرصاص قد انطلق من الإخوان تجاه المرابطين في القصر منذ الصباح وحتى الظهيرة في اليوم الأول الموافق 10/10/1920م ، وفي المساء بدأ الإخوان التفاوض مع إملاء شروطهم التي كانت تدور على ثلاثة محاور: الرجوع إلى الإسلام وترك المنكرات وشرب الدخان وتكفير العثمانيين، فكان رد حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح عليهم بالرفض ، لأن الكويتيين متمسكون بالإسلام، والمنكرات يزال منها ما في وسعهم، أما العثمانيون فلم يثبت ما يوجب تكفيرهم ، وبرد الشيخ عاود الإخوان هجومهم ليلاً بالمعاول والفؤوس لهدم القصر، ولكن المدافعين تصدوا لهم وأفشلوا محاولتهم ، في اليوم الثاني أخذوا يحاولون التسلل عن طريق تسلق النخيل ولكنهم فشلوا حيث تم إسقاطهم ، وفي أثناء هذا اليوم اتفق الفارس مرشد على خطة لخروجه من القصر لطلب العون من أهل مدينة الكويت ،وذلك بفتح الباب الشمالي الذي كان مردوماً بأكياس التمر والأرز والسكر،وتم رفع الأكياس و خرج الطوالة على فرس الشيخ علي الخليفة الصباح “شويمة” ومعه الفارس مرزوق المتعب الشمري على حصان عبدالله الموعد الشمري “عبيان” وكان الرصاص يطلق عليهم بشكل كثيف إلا أنهما تمكنا من اختراق الحصار والاتجاه إلى مدينة الكويت ، وهناك التقى مع الشيخ أحمد الجابر الصباح، وتم تجهيز السفن للانطلاق إلى الجهراء بقيادة الشيخ عبدالله السالم الصباح وكذلك تجهيز جيش بري بقيادة مرشد الطوالة ، إلا أن الجيش عندما وصل كان الشيخ سالم قد توصل إلى هدنة مع الإخوان الذين اتجهوا إلى الصبيحية.
اشترك في معركة الرقعي سنة 1928م في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت حينها والذي ولاه أميراً على المقوع وماجاورها كحال بقية الأمراء في الجهراء والفنطاس وأوارة والفحيحيل وفيلكا ، وجعل له نائباً هو سيف الحشان العجمي ، كما عهدت للطوالة مهمة أخرى وهي رئاسة حراس آبار النفط ، في سنة 1967م انتقل للسكن في منطقة الروضة حيث خصصت له بيوت للسكن هناك ، في عام 1968م توفي رحمه الله وخلدت الدولة اسمه بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع منطقة القصر في الجهراء.
المصدر:
كتاب تاريخ قبيلة شمرفي الكويت، تأليف خالد طعمة الشمري، 2017 م، دولة الكويت.