المملكة العربية السعودية والكويت.. علاقات استثنائية رؤى وأهداف مشتركة لتكامل على أرفع المستويات
ضمن إطار التعاون البحثي والمعرفي بين مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات ومركز الخليج للأبحاث ومقره المملكة العربية السعودية، تم إعداد تقرير خاص يلخص التداعيات والدروس المستفادة من غزو الكويت والتحديات لمرحلة ما بعد تحرير الكويت من منظور المملكة العربية السعودية، أشرف عليه د.عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث.
تبعات ونتائج غزو صدام للكويت على واقع المنطقة الآن
إن أخطاء صدام حسين في غزو الكويت كانت ضارة بالمنطقة العربية والخليجية، وكانت بداية لانهيار منظومة الأمن العربي، واختلال موازين القوى الإقليمية.
ومنذ تحرير الكويت من الغزو العراقي حتى الآن، شهدت منطقة الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط الكثير من المتغيرات، ونشأت العديد من التحديات والتهديدات والمخاطر التي لم تكن موجودة قبل الغزو العراقي للكويت، وما حدث مازالت تداعياته مستمرة حتى الآن ولم تنته بعد، ومازالت توابعه مستمرة ولن تنتهي قريبا. وزادت بعد حرب عام 2003، حيث حدث التالي:
1 – انكشف العراق الذي تداعت عليه دول الجوار وأصبح مفتوحا أمام إيران وتركيا.
2 – امتد الوجود والتأثير الإيراني إلى سورية ولبنان واليمن.
3 – تسلل التواجد التركي إلى سورية وليبيا.
4 – استقوت إسرائيل على الفلسطينيين وتأجلت أو تعطلت الحلول السلمية للقضية الفلسطينية.
5 – تحولت العديد من دول المنطقة إلى دول رخوة مخترقة.
6 – نشوب ما يسمى بثورات الربيع العربي التي حولت بعض دول المنطقة إلى ميادين للحروب الأهلية.
7 – تمدد جماعات الإسلام السياسي المدعومة من الخارج.
8 – تدفق موجات الإرهاب على جميع الدول العربية تقريبا.
9 – تعطل عمليات التنمية وتراجع اقتصادات المنطقة.
والآن بعد 30 عاما من تحرير الكويت، وبعد أن عادت الكويت كما كانت مزدهرة ومستقلة.. تناست ما حدث واقتربت كثيرا من العراق وساهمت في تبني إعادة إعماره وتعمل جاهدة على ترسيخ سياسة حسن الجوار، كما تعمل المملكة العربية السعودية أيضا على تحسين العلاقات مع العراق بكل الطرق والوسائل بجهود مشتركة مخلصة بين القيادتين في الرياض وبغداد، ويساعد على تحقيق ذلك وجود قيادة عراقية حاليا تعمل على تعافي العراق واستعادة قوته وازدهار اقتصاده وبناء علاقات طبيعية مع دول الجوار الخليجي والعربي.
أفاق وتطلعات سمو الامير محمد بن سلمان فى العلاقات الكويتية – السعودية
أوضح د.عبدالعزيز بن صقر أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والكويت متميزة جدا ولها خصوصيتها التاريخية والاستراتيجية لما يربطهما من وشائج وعلاقات، وتستمد أهدافها المستقبلية من رؤية القيادة في البلدين بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وبمتابعة وتطلعات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالتعاون المباشر مع ولي عهد دولة الكويت سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح انطلاقا من رؤية سموه الثاقبة لأهمية التكامل الخليجي في جميع النواحي، ولحرص سموه الشديد على أمن منطقة الخليج وتحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة ورؤية سموه الاقتصادية المتقدمة جدا والتي تجسدت في رؤية 2030 في المملكة بأبعادها وامتدادها لدول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة، ولقد أكدت الأحداث والخطوات المهمة لتنقية الأجواء الخليجية وإقامة المشروعات الاستراتيجية المشتركة مع سلطنة عمان ومع الكويت ومع بقية دول مجلس التعاون، سلامة توجهات المملكة، والرؤية السديدة بعيدة المدى للقيادة السعودية، ولتطلعات سمو الأمير محمد بن سلمان حيث يولي سموه اهتماما كبيرا بالنقاط التالية:
1 – التكامل الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
2 – التنمية المستدامة.
3 – سلامة البيئة.
4 – تحصين منطقة الخليج من مخاطر الإرهاب.
5 – دعم العمل الخليجي المشترك.
وأضاف رئيس مركز الخليج للأبحاث، لترجمة هذه الأهداف مع الكويت تحديدا تم تأسيس مجلس التنسيق السعودي -الكويتي في يوليو عام 2018، ثم عقد جلسة مشتركة في يونيو من العام الحالي لوضع رؤية مشتركة تعمل على التالي:
1 – تعميق استدامة العلاقات الثنائية في إطار أهداف مجلس التعاون الخليجي.
2 – تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.
3 – رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى.
4 – بناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
5 – تعزيز التعاون والتكامل في المجال السياسي والأمني والعسكري.
6 – ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة.
التعاون بين المملكة والكويت فى ظل جائحة كورونا
برزت جهود استثنائية للمملكة أكدت استقرار الأسواق الكويتية، إذ قامت بمساندة شقيقتها الكويت من خلال استثناء فتح منافذ المملكة البرية والبحرية لمرور شاحنات البضائع المتجهة إلى الكويت عبر أراضيها، واستمرار تصدير المنتجات السعودية إلى الأسواق الكويتية، وقد لاقى هذا القرار ترحيب وشكر مجلس الوزراء الكويتي لحكومة المملكة.
الدعم الكويتي للمبادرات السعودية
عملت الكويت مع المملكة لتحقيق أهداف مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد – حفظه الله – «الشرق الأوسط الأخضر» ودعمها على المستوى الرسمي، حيث لاقت أصداء إيجابية على الصعيدين الرسمي والشعبي في الكويت.
واختتم د.عبدالعزيز بن صقر بقوله: إن الدروس المستفادة من غزو وتحرير الكويت تفرض أهمية العلاقات العربية -العربية القائمة على الاحترام المتبادل وقيام تعاون على أسس سليمة تحفظ للجميع حقوقهم وعدم التدخل في شؤون الآخرين والتوجه نحو التكامل الاقتصادي، وحفظ وصيانة أمن المنطقة العربية من التدخلات الخارجية، وتناسي ضغائن الماضي والانطلاق نحو المستقبل.
والمؤشرات تؤكد أن مستقبل العلاقات بين المملكة والكويت يمثل نموذجا لعلاقات أخوية واستراتيجية تجمع بين شعبين شقيقين جارين، في ظل قيادة سعودية متحمسة جدا للتكامل والعمل المشترك وهو ما يؤكده ويعمل من أجله ويطمح إليه سمو الأمير محمد بن سلمان.
وتبقى الضمانة المهمة لاستمرار هذه العلاقات المتميزة في قوة إرادة القيادة الكويتية الحكيمة فيما يضعه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من رؤى وبرامج للنهوض بهذه العلاقة.
د.عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
رئيس مركز الخليج للأبحاث
٭ حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية (أمن الخليج: الديناميكيات والتصورات والسياسات 1968 ـ 2003 دراسة مقارنة لدول مجلس التعاون الخليجي) من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة.
٭ حاصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية (العوامل الخارجية المؤثرة في أمن واستقرار منطقة الخليج) من جامعة كينت، المملكة المتحدة.
٭ الدراسة الجامعية في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
٭ دورات تدريبية في مجال القيادة والإدارة المتقدمة (معهد الإدارة الدولي (IMD) لوزان ـ سويسرا).
٭ أستاذ زائر بجامعة كافوسكاري بمدينة البندقية في إيطاليا من مايو 2011 ولمدة عام.
٭ أستاذ زائر بجامعة أوساكا باليابان من أبريل 2013 ولمدة عام.
٭ محاضر في العديد من الجامعات والأكاديميات العسكرية والمدنية.
٭ رئيس تحرير مجلة «آراء حول الخليج» مجلة شهرية متخصصة في الشؤون الخليجية.