إقبال الأحمد: حكومتنا العتيدة.. شرايك؟
عندما قرأت أن المملكة العربية السعودية تعتزم عمل تمثال لفنان الكويت الكبير عبدالحسين عبدالرضا، سيتم عرضه في احتفالية فنية قادمة بالرياض.. شعرت بشعور ممزوج ما بين الفرح والخجل والحسرة وفقدان الأمل.. خاصة أن هذا الإعلان جاء في فترة الإنجاز السريع والكبير في إزالة تمثال يرمز للجمال، كان معروضاً ضمن ديكور أحد المحال الراقية والشهيرة في مجمع محترم.
وتذكرت أيضاً تماثيل أبدع فيها فنانون كويتيون، مثل الفنان التشكيلي سامي محمد.. الذي لا يزال، وبعد تاريخ حافل، شهد ويشهد له القاصي قبل الداني، يبحث عن مكان يعرض فيه كل إنتاجه الذي شرف ويشرف الكويت والفن بالكويت.
تمثال الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، رائد النهضة في الكويت.. ما زال مدفوناً بغباره وإهماله.. لأن مسؤولاً واحداً إن كان صاحب سلطة أو اختصاص لم يتجرأ الى الان على اتخاذ قرار نقل هذا الصرح الرائع.. من مقبرته الحالية الى مكان يُذكّرنا ومن يزورنا.. أن ديموقراطيتنا ونهضتنا كان وراءها رجال عظام، نتشرف بتعريف القاصي والداني عليهم.
تمثال فناننا الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي سيعرض في المملكة العربية السعوية، أمر نثمنه جداً نحن بالكويت.. وكما نفخر بذلك.. نشعر بالخجل والإحباط أن الآخرين حولنا يُقدرون فننا وفنانينا أكثر من حكومتنا ونوابنا ومسؤولينا بشكل عام ودون أي تخصيص.
نائب يبقى جالساً في مكانه عند عزف النشيد الوطني مستكملاً فكر من قبله، أحد النواب السابقين الذي استهتر واستخف بعلم الكويت، الذي قال عنه وهو وسط قاعة عبدالله السالم (أقصاه خرجة).
ما يحصل بين وقت وآخر من قبل البعض من النواب أو المسؤولين في بعض القضايا لا يعتبر رأياً خاصاً قدر ما هو استخفاف بوطن له رمزيته وله قدسيته.
الوطن، بغض النظر رضينا عنه مئة في المئة أو أقل، هو العز والعزة لنا، وهو الأمن والأمان.. وما يحتاجه منا هو الاحترام والدفاع عن رمزيته.
كل هذه الأمور التي تعزوها هذه الفئة الى ما تسميه البدع ويجوز ولا يجوز.. دون أن يتم التصدي لها، توحي لنا أننا للوراء در. فالطريق مفتوح لهم ومغلق أمام كل أنواع الاعتراض عليها، لا يمكن أن تعكسه من أمور قد تصل الى تثبيتها حتى تعتبر ثوابت.. مع تكرارها وإعادتها مرة تلو الأخرى، حكومتنا العتيدة.. ما رأيك بالموضوع؟
إقبال الأحمد
I.alahmad@alqabas.com.kw
https://alqabas.com/article/5862119 :إقرأ المزيد