الدوحة تستثمر علاقاتها لإعادة فتح مطار كابول
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)
تعمل قطر مع حركة طالبان على إعادة تشغيل مطار كابول في “أقرب وقت ممكن”، بعد توقف الملاحة فيه مع مغادرة آخر الجنود الأميركيين البلاد وتحوّل هذا المنفذ إلى ممرّ إنساني واستراتيجي مهم.
وبعدما أصبحت قطر الأربعاء أول دولة ترسل طائرة إلى المطار منذ الانسحاب بداية الاسبوع، أكدت الإمارة الثرية الخميس أنّها تصب جهودها على إطلاق العمليات مجددا في المنفذ الجوي.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “ما زلنا في إطار التقييم. لا يوجد مؤشّر واضح على موعد تشغيله بكامل طاقته بعد، لكننا نعمل بجد ونأمل في أن نتمكن من تشغيله في أسرع وقت ممكن”، رغم تأكيده على عدم التوصل لاتفاق نهائي بعد.
وتابع الوزير “نحن نتعامل معهم وكذلك مع تركيا حول ما إذا كان بإمكانها تقديم أي مساعدة فنية في هذه المرحلة. ونأمل في الأيام القليلة القادمة أن نسمع بعض الأخبار الجيدة”.
وأكدت تركيا بدورها الخميس بأنها “تدرس” مقترحات طالبان ودول أخرى للمساهمة في إعادة الحياة إلى المطار، إذ أكّد وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو أن الأمن “داخل وخارج” المنشأة لا يزال أولوية.
والأربعاء، حطّت طائرة قطرية من طراز “سي-17 غلوبماستر” تحمل فريقا فنيا في كابول لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية والبحث في تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية، حسبما أفاد مصدر مطلّع على الملف.
وهذه أول طائرة أجنبية تحط في كابول منذ انسحاب القوات الأميركية الاثنين، علما أن طالبان غير قادرة على تشغيل المطار من دون مساعدة خارجية.
وأكد مصدر مطلع في قطر بأن طائرة هبطت مجددا في كابول الخميس حاملة على متنها مجموعة من الخبراء الذين سيتولون النظر في الجوانب الأمنية والعملياتية المرتبطة بالمطار.
وتتوسط قطر بين طالبان والدول الغربية في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب استمرت عقدين. كما انها تستضيف مكتبا للحركة وقد سهلت المحادثات بين المجموعة الأفغانية والولايات المتحدة.
– اهتمام كبير –
يقع مطار كابول على بعد 5 كيلومترات فقط من وسط المدينة، وله مدرج إقلاع واحد مما يجبر الطائرات على الدوران فوق المدينة عندما يكون مزدحما.
وموقع المطار يجعله عرضة لقذائف الهاون والصواريخ وأشكال أخرى من الهجمات، كما اتضح من الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية وأودى بحياة أكثر من مئة شخص بينهم 13 أميركيا في 26 آب/أغسطس. وتعهدت طالبان بمحاربة التنظيم المتطرف في أفغانستان.
لكن الحركة التي عادت إلى السلطة بعد عشرين عامًا من إطاحة الأميركيين بحكمها، عليها اليوم أن تعيد تشغيل مؤسسات الدولة وإداراتها وبناها التحتية الأساسية.