عائلة المتهم بقتل «فيلبينية الفريزر»: يخشى التدخين أمام زوجته!
الكويت – النخبة:
«فيلبينية» متجمّدة في «فريزر» وافد لبناني (ن) في شقته الكائنة في منطقة الشعب منذ أكثر من عام… خبرٌ نشرته «الراي» وأثار علامات استفهام عن خلفية وتفاصيل ما حدث ومَن يقف خلف جريمةٍ راحت ضحيتها عاملة أجنبية.
(ن) (40 عاماً) ترك وزوجته (م) (37 عاماً) شقتهما المستأجرة قبل عام وأربعة أشهر، وبعدما صدر حكم قضائي لمصلحة مالكها بإخلائها، تبيّن عند تنفيذ الحكم والمعاينة من حارس العدل وجود جثة الفيلبينية وهي على كفالة اللبناني الذي سجّل بحقها قضية تغيّب قبل مغادرته وشريكة حياته البلاد بيومين، وبناءً على ذلك سُجلت قضية قتل في مخفر ميدان حولي أحيلت إلى رجال المباحث لكشف غموضها.
«الراي» تحرّت عن (ن) المطلوب على ذمة قضايا عدة وإذا كان عاد من الكويت إلى لبنان، ليتّضح بعد رحلة البحث المضنية أنه ابن بلدة بوداي في بعلبك، والدته تعيش في صيدا لكنه تربّى وترعرع في منطقة الأوزاعي (جنوب بيروت) في منزل عمّته.
قصدْنا المنزل الموجود في أحد الأزقة الضيقة الداخلية، وكانت العمة وزوجها وبناتها في غرفة الجلوس لا علم لهم بما يدور. سألْنا عن (ن) فكان جواب العمة: «أخباره منقطعة منذ مدة». وعن آخر مرّة تواصلوا معه، أجابت: «شاهدْناه للمرة الأخيرة قبل نحو عامين بعدما قصد لبنان للقيام بعزاء لوالده الذي توفي، ليعود بعدها إلى الكويت قبل أن نعلم أنه غادرها إلى الشام». تسكت قليلاً ثم تسأل: «ماذا تريدون منه؟». وعندما علمتْ بتفاصيل الموضوع صرختْ: «كلا، ابن أخي مستحيل أن يقتل».
بنات عمة (ن) ، وهو وحيد والديْه، أصبن بالذهول قبل أن تتكلم إحداهنّ قائلة: «ربما زوجته تقف خلف الموضوع، فالمعروف عنها أنها قوية وعصبية وكان (ن) يخشاها حتى أنه يخاف التدخين أمامها، وسبق أن طردتْ والدته من منزلهما في الكويت. انصاع لها وأَوْصل والدته إلى المطار قبل أن تنقضي مدة الإجازة التي كانت قد قررتها». تقاطعها العمة، لتقول: «تَعرّف على زوجته (م) وهي من الشام في الكويت، وأقام لها عرساً في صيدا لم يحضره والداه، إذ لم يكونا راضييْن على هذه الزيجة بسبب زواجها برجل قبله، وهي حضرتْ إلى منزلي مرات عدة وشاهدتُ بأم العين كيف كانت مسيطِرة عليه، رزقهما الله بفتاة ومن ثم أطلعَنا بعد سفره الأخير من لبنان أنه رُزق بولد من دون أن نراه».
قبل أعوام طوال سافر (ن) ، الذي كما وصفتْه عمته تَربى كاليتيم بعد ترْك والده لوالدته، وذلك للعمل مع أخواله وأبنائهم في دبي «وانتقل قبل نحو عشرة أعوام إلى الكويت حيث عمل في بيْع الأحذية والألبسة كما قال لنا»، وتضيف: «زار لبنان مرات عدة. وحتى عندما اتُهم بتزوير شيكات أَخْبَرَنا بالأمر. كلّفْنا له محامياً لمتابعة القضية، ولو كان له يد بمقتل الفيلبينية لماذا لم يأتِ ويُطْلِعَنا على الأمر كي نحاول حلّ المشكلة؟». وشرحتْ: «بعدما انقطعتْ أخباره منذ سنة اعتقدْنا أن أشقاء زوجته ربما يكونون منتمين إلى «داعش» وخطفوه، عملتْ والدته كل ما في وسعها من أجل رؤيته، وتواصلتْ مع السلطات السورية التي أمّنتْ لها زيارته. قصدتْ الشام وقابلتْه في أحد مخافرها، وهي أطلعتْني بعد مجيئها أنه أرخى لحيته ولم يكن متوازناً نفسياً، وهو أَخْبرَها أنه مريض وقد خضع لعملية قلب. لم تتجاوز رؤيتها له أكثر من 5 دقائق لتتواصل بعدها معه على الهاتف وكان آخر تواصُل قبل شهر حيث أطْلعها أنه ينوي زيارة لبنان عما قريب».
وقبل أن نصل إلى منزل عمّته، وبعدما حاولنا الاتصال مراراً بوالدته التي لم تردّ على الهاتف، قابلْنا قريب (ن)، وهو صاحب محل في الأوزاعي لتصنيع الأحذية. سألْناه عن (ن) فكان جوابه: «أخباره منقطعة منذ مدة، آخر مرة قصَدَني كانت قبل نحو عامين إذ أوْصاني على أحذية جهّزتُها له من دون أن يعاود الاتصال بي. لكن قبل فترة هاتفَني العامل لديه في الكويت وسألني عما إذا كان وصل إلى لبنان كونه كما أَعْلَمَه سافر إلى سورية».
وأضاف: «(ن) معروف بهدوئه، إلا أنه عانى ظروفاً عائلية صعبة نتيجة شرب والده للكحول وخلافاته الكبيرة مع والدته، حتى إنني دخلتُ في صلح مع الوالدين منذ زمن وقد فاجأتُ (ن) بهذه الخطوة». وعندما علم باتهام (ن) بالقتل قال: «أعوذ بالله لا أصدق أنه يمكن ان يُقْدِم على هذه الخطوة».