أين رعاية الحوامل قبل الولادة في الكويت؟ – بقلم : د. هند الشومر
عرضت منظمة الصحة العالمية في موقعها تقريرا حديثا من المكتب الإقليمي لشرق المتوسط للمنظمة بالقاهرة حيث إن الكويت تقع ضمن هذا الإقليم والذي يضم 22 دولة، واشتمل التقرير على مؤشرات متابعة تنفيذ غايات أهداف التنمية المستدامة ذات العلاقة بالصحة ومؤشرات أداء النظم الصحية بالإقليم وفي أحد الجداول المرفقة بالتقرير كانت صدمتي كبيرة بسبب أن في الجدول أمام الكويت ودولتين أخريين من دول الإقليم مساحة فارغة بلا أرقام عن هذا المؤشر أي أنه لا توجد بيانات من هذه الدول.
ومن واقع خبراتي في العمل مع المنظمات الدولية وتزويدهم بالإحصائيات الوطنية فإن غياب الإحصائيات المتعلقة بالكويت يعني في الغالب عدم إبلاغها للمنظمة في الوقت المناسب بما اضطروا معه طباعة التقرير دون انتظار بيانات وإحصائيات الكويت وهذا هو الأرجح إلا أن عدم إبلاغ البيانات في الوقت المناسب يجب ألا يتكرر وألا يمر مرور الكرام لأن نشر الجداول بفراغات عن الكويت هو إجحاف في حق خدمات رعاية الأمومة والحوامل وتراجع ومن ثم رسم صورة سلبية أمام المجتمع الصحي الدولي عن الخدمات الصحية بالكويت.
وكم أتمنى أن يجد هذا الموضوع الاهتمام اللازم وبالمستوى اللائق لأن رسم صورة سلبية ولو بمؤشر واحد عن النظام الصحي في الكويت يستوجب وقفة وفزعة مهنية من كل من ينتمي إلى النظام الصحي وهناك العديد من الملاحظات الأخرى بذات التقرير أتمنى ألا تكون قد مرت مرور الكرام على المسؤولين وعلى المتخصصين لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وما تعلمناه طوال حياتنا المهنية أن الاعتذار عن الخطأ غير المقصود شجاعة وفروسية لا يقدر عليها سوى المخلصين لهذا الوطن.
وإن ثقتي كبيرة في حرص القطاعات المختصة بوزارة الخارجية وبالتحديد قطاع المنظمات الدولية بالوزارة لمتابعة ما ينشر عن المنظمات الدولية من تقارير أو مؤشرات تتعلق بالكويت وتدقيقها واتخاذ اللازم لمنع تكرار حدوث أي خطأ في المستقبل لأن مثل تلك الأخطاء لا تمس وزارة محددة ولكن تمس مكانة الدولة وإنجازاتها أمام المجتمع الدولي والتي يجب أن يحرص الجميع على نشرها وإظهارها وخصوصا مع احتفال الكويت باستضافة مكتب دائم لمنظمة الصحة العالمية ضمن منظومة الأمم المتحدة بالبلاد.