تعليمنا 10 أيام في الشهر! – بقلم : هادي العنزي
عودة مظفرة بالعلم والمعرفة ـ إن شاء الله ـ لأبنائنا الطلبة إلى مقاعد الدراسة من جديد، بعد طول ابتعاد بسبب تبعات جائحة كورونا، والإجراءات الصحية الاحترازية التي اتخذتها الكويت وأغلب دول العالم بإغلاقها المدارس كليا، واستبدالها بالتعليم عن بعد (on line) تجنبا لإصابة الطلبة، ونقلها إلى المنازل تاليا مما يتسبب معه في انتشار مرعب لفيروس (كوفيد-19) لن تستطيع معه أفضل النظم الصحية الصمود لأيام قلائل.
لكن العودة للمدارس لم تكن بمستوى الطموح، فالخطة المعلن عنها منذ فترة من قبل وزارة التربية وجار تنفيذها حاليا تحد من انتظام الطلبة في مدارسهم، فضلا عن تحصيلهم الدراسي وتزودهم بالعلوم والمعرفة الكافية، فالأيام قليلة متقطعة، ولا تزيد على ثلاثة أيام في أسبوع، فيما تقل ليومين فقط بالأسبوع الذي يليه، وبإجمالي 10 أيام في الشهر، كما أن المدة الزمنية للحصة الواحدة من شأنه أن يثقل كاهل الطلبة، فكيف لطالب لا يزيد عمره عن 12 عاما يكون بذات التركيز طوال 60 دقيقة للحصة الواحدة، ولمدة 5 ساعات متتالية للمرحلة الابتدائية، و6 طويلة مملة للمرحلة المتوسطة والثانوية، ودونما حصص للتربية البدنية والفنية، والتي تعد راحة جسدية وذهنية للطلبة، وكان الأجدى أن تكون الدراسة على فترتين في نفس اليوم على أن تنتهي الأولى في الثانية عشرة ظهرا، فيما تنتهي الثانية في الثالثة عصرا، وبذلك يحصل الطلبة على قدر كاف من التعليم، وأغلب تجارب الدول الشقيقة والصديقة تدور في هذا السياق، مع الاستعانة بالتعليم عن بعد الذي أدى الغرض التعليمي بدرجة كافية رغم استثنائية الظروف الصحية والمجتمعية.
نأمل من المربين الأفاضل في جميع المدارس عدم المبالغة في الإجراءات والاحترازات الصحية، وتحويل المدارس إلى مقار لعزل أبنائهم الطلبة، كما نأمل من وزارة التربية إعادة النظر وتقييم الخطة قبل بداية الفصل الدراسي الثاني، والبحث عن خطط أفضل بديلة تضمن معها تحصيلا علميا أكثر.. وبارك الله في الجهود المخلصة من المربين الأفاضل، وكل عام وأنتم بخير.