عمره 100 عام… محاكمة حارس نازي في ألمانيا بتهمة القتل الجماعي
واقتيد المتهم على كرسي متحرك إلى قاعة المحاكمة وكان يحمل ملفاً أحمر أمام وجهه ليحمي نفسه من كاميرات الصحافيين.
وتدور المحاكمة في نيوروبين، شمال غرب برلين في قاعة رياضية تخضع لتدابير أمنية مشددة، بعد نقل المحاكمة لاستيعاب عدد كبير من الصحافيين الألمان والأجانب وغيرهم من الأطراف المهتمة، وحضر إلى المحكمة العديد من المراسلين من داخل وخارج ألمانيا.
وقال محامي المتهم، إن موكله يعتزم التزام الصمت على الاتهامات الموجهة إليه مشيراً إلى أن موكله سيتحدث في جلسة يوم غد الجمعة عن ظروفه الشخصية بقدر لا يتعلق بالاتهامات.
ويواجه الحارس السابق تهم المساعدة في قتل سجناء في 3518 واقعة بين 1942 و1945، حيث يقول الادعاء إن الجرائم كانت متعمدة وبدافع الحقد.
وخلال تلاوة صحيفة الدعوى، تحدث ممثل الادعاء بالتفصيل عن القتل الممنهج للآلاف من 1941 إلى 1945، ومن ذلك إطلاق النار بصورة جماعية في منشآت خاصة، وأعمال إبادة في غرف غاز، والقتل بالإرهاق والمرض “ودعم المتهم هذه الأعمال عن علم وعن طيب خاطر على الأقل، بالحراسة بعناية وهي الممارسة التي تدخل ضمن نظام القتل”.
واحتجز أكثر من 200 ألف شخص في المعسكر من 1936 إلى نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945.
ومات عشرات الآلاف من المرض، والجوع، والعمل القسري، والتجارب الطبية، وسوء المعاملة. وقُتل آخرون على يد قوات الأمن الخاصة في إطار برنامج إبادة.
وكان من بين المعتقلين في المعسكر خصوم سياسيون للنظام النازي، وأبناء مجموعات كان يضطهدها النازيون مثل اليهود، وغجر الروما، والزينتي.
من جانبه، أعرب نائب رئيس لجنة “اوشفيتس” الدولية كريستوف هويبنر عن شعوره بخيبة الأمل من التزام المتهم الصمت، وقال: “نأمل أنه عندما يدلي أقارب الضحايا بأقوالهم عن قتل آبائهم في زاكسينهاوزن، أن تصل هذه العاطفة إلى أعماق المتهم فتجعله يبدي الاستعداد لإيجاد كلمات تخلق جسراً إنسانياً بين تاريخه، وبين معاناة الآخرين”.
وتم تخصيص 22 يوماً للمحاكمة. ويوجد 15 مدعياً بشكل مشترك، بمن فيهم ناجون من المعسكر.
وقال توماس فالتر، وهو محامٍ يمثل بعض المدعيين، قبل المحاكمة إن النظام القضائي الألماني أهمل لعقود من الزمن ملاحقة المجرمين النازيين.