دالي الخمسان يكتب كلما قلّ الحياء قلّ ماء السماء
بقلم : دالي الخمسان
لقد شحت علينا الأمطار في بلادنا الغالية هذه السنة والسبب فينا ومن أعمالنا، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة، وبلا شك أن نفوسنا تتلهف للمطر وأن الأرض والدواب والنبات لا حيلة لها ولا حياة الا بالماء والمطر الذي يحمل الخير والرحمة ان كان سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
ومن اسباب انقطاع الأمطار هو خلل وتقصير للعبادات والمعاملات بين العباد ويجب الاستغفار وصلاة الاستسقاء والعودة الى الله ورفع الظلم بين العباد ونشر الحياء في المجتمع الذي قل بشكل لافت خلال هذه السنوات وانتشر الفساد.
دخل رجل على الإمام الحسن البصري فقال: يا إمام إن السماء لا تمطر فقال: استغفر الله. ثم دخل رجل آخر فقال: إن زوجتي لا تنجب فقال: استغفر الله ثم دخل ثالث فقال: إني أشكو الفقر فقال: استغفر الله، قال أحد الجالسين عجبنا لك يا إمام أكلما دخل عليك رجل يسألك حاجة تقول له استغفر الله، قال له: ألم تقرأ قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.. نوح: 10-12).
قال القرطبي رحمه الله: وقد استسقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المصلى متواضعا متذللا متخشعا مترسلا متضرعا وحسبك به فكيف بنا ولا توبة معنا إلا العناد ومخالفة رب العباد فأنى نسقى، لكن قد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: «ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا».
الحياء شعبة من الإيمان وهو مفتاح محبة الله ومن افضل الأخلاق ومفتاح لكل الطاعات وأعظم أسباب الحياء هو استشعار مراقبة الله عز وجل وفضل نعمه الكثيرة عليه.
علينا التحلي بالحياء والتوبة والاستسقاء والاستغفار حتى يرزقنا خالقنا سبحانه بالخير والمطر والحياة.