د.عمار الصايغ : «التوتر» السبب الأول للأمراض النفسية في الكويت.. و60% نسبة الإصابة به عالمياً
أكد رئيس قسم الطب النفسي بمركز الكويت للصحة النفسية د.عمار الصايغ ان التوتر والقلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعا وأنه يصيب 60% من الأفراد بالمجتمعات في فترة ما، مبينا أن الغالبية من الناس يمرون بفترات معينة وظروف حياتية سواء في العمل أو فترات الامتحانات وغيرهما، ولهذا يعد التوتر جزءا من حياة الإنسان وطريقة تعايشه مع الحياة، «فإن لم يكن لدينا توتر فلن نعيش»، فالتوتر يجعلنا نستعد أكثر عبر التعايش مع الأزمات والظروف الحياتية التي نمر بها على أسس نستطيع وفقها ان ندرس ونتعلم. وأكد د.الصايغ في حوار مع «الأنباء» أن الإحصائيات العالمية أشارت الى أن تبعات أزمة جائحة «كورونا» وتأثيراتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية تسببت في دخول الكثيرين في أعراض الاكتئاب والتوتر وزادت نسبة المصابين خلال هذه الأزمة، لافتا الى أن الأزمات التي مررنا بها سواء كانت حروبا او حوادث صعبة سابقة تحتاج الى فترة تتراوح بين عام وأكثر لمتابعة الآثار، مؤكدا أنه مازالت هناك متابعة ورصد لتوابع هذه الأزمة، والكثير مما ساقه لقراء «الأنباء» في هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
مع قرب انتهاء جائحة «كورونا» كان هناك تأثر عالمي بتوابعها* من مؤثرات صحية او اجتماعية او اقتصادية، هلا حدثتنا عن كيفية التعامل مع هذه الآثار؟
٭ طبيعة الإنسان ككائن اجتماعي يحب التوصل والاختلاط، وبسبب الجائحة كان هناك تأثر اجتماعي كبير وانقطعت الكثير من العادات من لقاءات واجتماعات سواء مع الأهل أو حتى العمل، ومع شبه العودة للحياة الطبيعية والعودة للعمل والأطفال للمدارس تبدأ هذه الآثار في الزوال، ولكن مازالت هناك معاناة لدى البعض فالكثير من الناس لديهم تخوف من العودة للحياة بصورة طبيعية تامة.
ونصيحتنا كأطباء نفسيين للتغلب على حالات الخوف والاكتئاب والتوتر التي مررنا بها أن نحاول الرجوع للحياة الطبيعية مع الأخذ بالاحتياطات الصحية اللازمة، وممارسة الرياضة بصورة دورية وتناول أطعمة صحية والتناوب على التجمعات الأسرية ولكن مع اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة، وكذلك محاولة ممارسة هواياتنا وكل ما نستمتع بع لأنه يشكل علاجا للكثير من الأعراض مثل القلق والاكتئاب والتوتر دون اللجوء إلى الأدوية.
ولكن ان شعرنا أنه بعد اتخاذ هذه الخطوات كان لدينا عدم شعور بالراحة واستمرت الأعراض يمكن اللجوء إلى الطبيب النفسي للنظر في الحالة وإذا ما كانت بحاجة للسيطرة عليها دوائيا.
هل ترى أن الأزمة تسببت في ارتفاع معدل الأمراض النفسية وأعراضها من قلق واكتئاب وقلة النوم؟
٭ إن الإحصائيات العالمية أشارت الى أنه بسبب تبعات الأزمة وتأثيراتها الصحية والاجتماعية الاقتصادية دخل الكثيرون في أعراض اكتئاب وتوتر وزادت النسبة خلال الأزمة، حيث ان أي ظروف مررنا بها سواء كانت حروبا او ما شابهها من أزمات سابقة نحتاج إلى فترة من عام فأكثر لمتابعة آثارها السلبية، ومازلنا نرصد توابع هذه الأزمة، والإنسان أثبت في جميع الأزمات السابقة أنه قادر على التغلب عليها وتجاوزها.
انتكاسة المصابين
هل أثر الإغلاق التام للدول بسبب الجائحة على المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية، وتسبب في انتكاس حالاتهم؟
٭ من كانوا يعانون من أمراض نفسية سواء قبل الأزمة أو أثناءها كانت هناك عدة معطيات وتأثيرات أدت إلى تأثر حالتهم، ومن هذه الأمور صعوبة الحصول على الرعاية الطبية أو الوصول إلى المستشفيات، وصعوبة الحصول على الأدوية، وبعضهم كانوا يعانون بسبب الاغتراب عن أهلهم الذين يساندونهم بسبب إغلاق الحدود الدولية، والبعض منهم مر بصعوبات مالية ولهذا فإن هذه الأزمة أثرت بشكل سلبي على المصابين بالأمراض النفسية في السابق أو من أصيبوا بها أثناء الجائحة.
الحد الطبيعي
ما أكثر الأمراض النفسية شيوعا داخل المجتمع الكويتي؟
٭ إن أكثر الأمراض النفسية شيوعا عالميا وليس في الكويت فقط هما التوتر والقلق، والتي قد تصيب نسبة 60% من الشعب في فترة ما، حيث أغلبنا يمر بفترات معينة وظروف صعبة في العمل أو الامتحانات ولهذا يعد التوتر جزءا من حياة الإنسان وطريقة تعايشه مع الحياة، «فإن لم يكن لدينا توتر لن نعيش، فالتوتر يجعلنا نستعد أكثر من خلال التعايش مع الأزمات والظروف الحياتية التي نمر بها على أساس أننا نستطيع ان ندرس ونتعلم، والتوتر هو رقم واحد في الإصابات النفسية ويجب ألا يخرج عن الحد الطبيعي لأنه بصبح مرض التوتر.
كيف نحدد أنه خرج عن الحد الطبيعي؟
٭ إذا ما أثر التوتر على سير الحياة الطبيعية مع الإنسان يصبح مرضا، بمعنى أنه إذا لم يستطع الشخص ان يمارس عمله بصورة طبيعية، أو إذا فقد القدرة على عدم رعاية أهله أو القيام بمسؤولياته بشكل معتاد، هنا نسميه اضطرابا، أي أنه بدأ يؤثر على مجرى حياته وعلى نفسه، حيث لم يعد قادرا على التكيف مع التوتر أو تناول طعامه كالسابق، وفقد القدرة على التمتع بالحياة، وتكون هذه أعراض التوتر.
والاكتئاب ثاني الأمراض النفسية، ففي فترة ما قد يفقد الشخص إنسانا عزيزا، أو وظيفة وما إلى ذلك من الأمور، ومن الطبيعي ان يقضي الشخص بعض الوقت في أزمة وضيق نفسي قد يكون أسبوعا أو وقد يصل الى شهر، ولكن نقول أن الأمر وصل إلى اضطراب اكتئاب وليس مجرد حزن عادي إذا بدأ يؤثر على استمرار الحياة، حيث تتوقف الحياة عند الشخص المصاب عند هذه النقطة، حيث يفقد الإحساس والرغبة في الحياة.
وما نسب الإصابة بالقلق والاكتئاب؟
٭ إن 60% من الناس يمرون في وقت معين من حياتهم بالقلق، بينما من 10 إلى 20% من الناس يصيبهم الاكتئاب في وقت معين من حياتهم.
هل الاكتئاب يصيب البالغين فقط؟ أم يمكن أن يصيب الأطفال أيضا؟
٭ بالفعل هناك نسبة من صغار السن يصابون بالاكتئاب، وهم نسبة قليلة جدا مقارنة بالبالغين، وكلما زاد العمر كانت نسبة الاكتئاب أكثر، والنساء أكثر خاصة بعد سن اليأس، والتغيرات الهرمونية التي تصيبهن وظروف الحياة المتغيرة وما يسمى «العش الفاضي» حينما يكبر الأبناء ويتركون المنزل وتبدأ الشعور بالفراغ مما يجعلها عرضة للاكتئاب أكثر، ولهذا فإن أكثر من عامل يؤثر في المرأة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجل، والرجل أيضا قد يفقد وظيفة أو يحدث تغير في ظروف الحياة أو يمر بضائقة مالية وما إلى ذلك قد يجعله عرضة للاكتئاب، فالظروف تتفاوت ومعها تتفاوت النسب.
انتحار ومساعدة
مع نسبة الإصابة بالاكتئاب والتي تتراوح بين 10 و 20% كم منها من الممكن ان يتحول إلى مرحلة الخطورة؟
٭ بالنسبة لنا كأطباء فإن خطورة الاكتئاب تكون على الشخص نفسه إذ أنه إذا ما شعر باليأس وأن ليس هناك أمل له في الحياة يمكن أن تراوده أفكار لإنهاء حياته، ونحمد الله كثيرا أن ديننا الإسلامي نوعا ما يشكل رادعا كبيرا للكثير من الناس الذين قد يقدمون على الانتحار، وبالفعل قد يصل البعض لهذه النتيجة ولا يرى أي مخرج إلا الانتحار، ولهذا قبل التقدم في المرض والوصول لمرحلة الخطورة يجب طلب المساعدة سواء كان الشخص نفسه يعاني من أعراض ووجد أنها تتفاقم، أو من خلال الأشخاص القريبين منه كالأصدقاء والأهل الذين قد يلاحظون التغيرات وعليهم أن يمدوا يد المساعدة للمريض قبل الوصول إلى نتيجة سيئة.
هل ترى ان المجتمع بحاجة إلى توعية في جانب الأمراض النفسية؟
٭ بلا شك هناك ارتفاع في معدل الوعي المجتمعي بالأمراض النفسية، ولكن ليس بالقدر الذي يرضي الطموح، حيث مازال هناك جزء من المجتمع ينظر للمرض النفسي على أنه أمر شائن ومعيب أو يكل نقصا في الشخصية أو الوازع الديني، فيتردد في تلقي العلاج.
والأبحاث العلمية تشير الى أن أمراض الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية تعمل على تغير كيميائي وتغير على مستوى المخ في الإنسان، وهناك فحوصات معينة متقدمة تبين النقص الذي يحدث، حيث يعد هذا مرضا حاله كحال الأمراض الأخرى مثل السكر والضغط، كذلك هناك تغيرات كيميائية وعضوية في الجسم ولهذا فان الاكتئاب لا يعني ضعف الوازع الديني أو الشخصية وفقدان قدرة الشخص على التعامل مع أموره الحياتية، فالبعض يكون عرضة لهذه الأمراض بسبب عوامل جينية أو تجارب الحياة التي مروا بها، أو طريقة تربيتهم بالمنزل والتعامل مع الظروف وهذا أشبهه بمرض السمنة، حيث إن الشخص منذ صغره كان يعيش في منزل وأسرة طريقة تغذيتهم خاطئة، ولا يمارس نشاطا رياضيا ولديه عامل جيني من الأساس بأنه معرض للإصابة بالسمنة أكثر من غيره، وغيره قد يكون مر بظروفه نفسها في الكبر ويتناول الأكل نفسه إلا أنه لم يصب بالسمنة، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الاكتئاب، حيث هناك شخص يمر بالظروف نفسها والعوامل نفسها وأحدهما يصاب بالاكتئاب والآخر لا يصاب، حيث من أصيب كان عرضة بشكل أكبر بسبب نشأته ووجود عوامل جينية ولتفاعله مع الظروف بشكل يختلف عن تفاعل غيره، وهذا ما نرصده في تعاطي الأشخاص مع الأحداث المحيطة، ومثال على هذا اذا ما شاهد شخصان حادث سيارة نجد أحدهما ينهار بشكل كامل بينما الآخر يستقبل الأمر بشكل أفضل وأقوى، فكل شخص لديه قابلية للتعاطي مع الأمور بشكل مختلف عن الآخر، وهذا ينطبق على الاكتئاب والأمراض الأخرى، وصحيح اننا قد نمر بظروف معينة قد تدخلنا في أمراض نفسية ولكن هذا لا يعني أننا نعاني ضعفا أمام الظروف وانما هناك عوامل أخرى تدخل في هذا الأمر.
التنمر والتوعية
«التنمر» أمر أصبحنا نراه على كافة الأصعدة وبكثير من الأماكن، وكانت هناك حملة خاصة به، فهل ترى أن هذا الأمر يحتاج الى وقفة وتوعية؟
٭ بالتأكيد، وجزء من المشكلة أن الكثيرين حينما يتعرضون للتنمر يكون هناك خوف من الشكوى والحديث عن ما يدور معهم، وهذا الأمر لا ينطبق على الأطفال فقط، فالتنمر يحدث مع الكبار البالغين فقد يحدث في أماكن العمل أو في المنازل سواء من الزوج أو الزوجة إذ قد يتعرض طرف للآخر أو أحد أفراد الأسرة، ويخجل من الحديث حول الأمر أو يخشى أن يؤدي الى عنف أكبر، او أن يكون هناك انعزال عن العمل او المجتمع أو لا يؤدي وظيفته بشكل صحيح، وبالفعل هناك حاجة الى التوعية بهذا الجانب، فيجب على كل شخص تعرض للتنمر أن يقف ويتحدث عن مشكلته وألا يخشى من شرحها للآخرين ليكشف من يقوم بالتنمر ويجعل من حوله يساعدونه، فإن لم يتحدث فلن يساعده أي شخص ومسألة التوعية يجب أن تبدأ مع الأطفال، حيث إن هذه العادة منتشرة بين صغار السن بشكل أكبر.
إدمان واضطراب
«الإدمان» مشكلة في بعض البيوت التي تعاني وقوع أحد أبنائها في شركها، فما هي الفئة الأكثر وقوعا في الإدمان؟
٭ فئة الشباب تعد الأكثر تأثرا وإقبالا على المواد المخدرة، لأنهم الفئة المندفعة وتريد التجربة وأحيانا لا يكون لديهم تقدير للعواقب، والبعض قد يمر بأمراض نفسية ولا يتلقون العلاج الصحيح فيلجأون الى المواد المخدرة لمعالجة الأعراض التي يمرون بها خاصة ان كانت كالضيق والاكتئاب، وبدلا من علاج الحالة يجد الشخص نفسه داخل مشكلة أخرى، كذلك هناك المرضى الذين يعانون مشاكل واضطرابا في النوم، حيث نرى بعض المرضى المراجعين الذين يعانون مشاكل في النوم مدمنين على المواد المنومة، وهذا خطأ حيث إنها تشكل مخاطر وأضرارا كثيرة، ولها توابع أخرى فبدلا من أن يلجأ لمختص لمعالجة اضطرابات النوم يلجأ لمواد يدمن عليها بشكل سلبي.
ما الفئات التي تتقدم لعلاج الإدمان؟ وما أكثرهم تجاوبا؟
هناك 3 فئات تتقدم للعلاج، الفئة الأولى هو المدمن نفسه الذي يتقدم للعلاج والفئة الأخرى يتقدمون للعلاج بواسطة الأسرة، والفئة الأخيرة هم من يتقدمون للعلاج من خلال الشرطة بعد القبض عليهم وإجبارهم على تلقي العلاج، وليس لدينا إحصائيات دقيقة لمعرفة الأكثر استجابة.
ما أصعب العادات التي نجدها في بعض البيوت وتتسبب في الإصابة بالأمراض النفسية للأبناء؟
٭ هناك أكثر من عادة سيئة، وهو ما نحاول المساعدة فيه من أهمها إذا كان هناك أحد يعاني من ضغوط نفسية أو أمور ما لا نجد من يستمع إليه، ومثال على ذلك بمجتمعنا ان شكا أحد الأبناء من ألم بالبطن، بسرعة يذهب للطبيب ويبحث في المشكلة أما ان قال انه يعاني من اكتئاب أو قلق يكون الرد «تعوذ من الشيطان وصلي ركعتين، وما فيك شيء»، إذ ليس هناك تقبلا للاستماع للأعراض النفسية والتي تؤدي الى كبت داخلي وان الشخص لا يستطيع أن يعبر عن معاناته، وإذا تحدث يشعر بأنه سيعاب عليه ويقابل باللوم من أنه يعاني، وكأن به نقصا، ولو كان يعاني من مرض عضوي آخر أو ألم بمكان ما في جسمه نجده يهتم بالعلاج، ولهذا نحتاج الى توعية الأهل، حيث المجتمعات الغربية لديهم توجه الاستماع الى مشاكل الأبناء والاهتمام بالتفاصيل لفهم أمورهم، وقد لا يحتاج الأمر إلى طبيب نفسي فقد يحتاج الطفل الى الاستماع وفهم ما يعانيه وبالتالي قد يجد مساعدة من أبويه، ولهذا نحتاج إلى تفتح أكثر من الأهل في الاستماع لأبنائهم فهذا يساعد كثيرا في الأمراض النفسية.
ما أكثر الأمراض النفسية التي يعاني منها اليافعون؟
٭ هناك نسبة كبيرة تكون في التعامل مع التخلف العقلي وما يصاحبه من مشاكل بالسلوك، خاصة ان كان التخلف العقلي شديدا، حيث إن المصاب يتعارك ويكسر ما حوله وكذلك أمراض القلق والتوتر لدى الأطفال خاصة مع المدارس وكيفية التعامل مع أصدقائهم وأهلهم بالمنزل.
أوجه العنف
العنف داخل المجتمع أصبح في كثير من الأماكن بنسب معينة وأشكال مختلفة، فما أسباب انتشار العنف برأيك؟
٭ العنف وانتشاره يحتاج الى دراسة شاملة من قبل مختصين، حيث إن العنف منتشر عالميا مثل ما حدث في أميركا حينما دخل شخص لأحد الأماكن بمسدس وقتل عددا من الناس، كذلك في بريطانيا هناك ارتفاع بعدد حالات الطعن، والمشكلة ليست محلية وإنما عالمية، ما يحدث يحتاج إلى دراسات للوقوف على الأسباب ما اذا كانت نفسية أو تربوية أو لها علاقة بمواد مخدرة، خاصة ان الكثير من الحالات التي شهدت عنفا شديدا مرتبطة بإدمان مواد مخدرة، ولهذا لا يمكن أن نأخذ ظاهرة واحدة ونعممها على الجميع ولابد من دراسة كل حالة على حدة.
هل يعد الانفتاح عبر وسائل التواصل المنتشرة وسهولتها من أسباب العنف كنوع من «التقليد»؟
٭ التقليد بالفعل مشكلة، حيث إن الانفتاح جعل هذا الأمر منتشرا خاصة في مجال الأزياء، فقد كان لكل دولة أزياء وطنية خاصة بها إلا أنها قاربت على الاندثار بسبب التقليد بل وأصبح العالم متشابها تقريبا، وجزء من طبيعة الإنسان حب التقليد، وبالفعل مع انتشار وسائل التواصل إذ يقوم شخص بعمل حركات خطرة ويجد تشجيعا ومتابعة والكثيرون ينجرفون في تقليدهم أملا بالحصول على التقدير والمتابعة وقد يكون بالفعل هذا سبب أيضا.
«لغة الجسد» هل يمكن للطبيب النفسي الوقوف على خلل نفسي ما يعاني منه شخص يجلس أمامك من خلال حركاته؟
٭ هناك أعراض معينة قد تظهر في لغة الجسد ولا يمكن ان آخذها منفردة وأشخص من خلالها المرض، ولكن لابد من جمعها مع شكوى المريض وملاحظات الآخرين، وهذه الأمور مع لغة الجسد يمكن ان تعطيني تشخيصا ولكنها منفردة لا تشكل عارضا يمكن الاعتماد عليه.
قانون الصحة النفسية الجديد.. حماية للطبيب والمريض
أشاد رئيس قسم الطب النفسي بمركز الكويت للصحة النفسية د.عمار الصايغ بقانون الصحة النفسية الجديد، قائلا: إن القانون رقم 14 لسنة 2019 والذي عمل عليه الزملاء السابقون فترة طويلة تتراوح بين 10 و15 عاما، مع وزارة الصحة ومجلس الأمة، يشكل حماية لكل من الطبيب والمريض في الوقت نفسه، حيث ينظم عملية الدخول للمستشفى، فهناك مرضى يحتاجون الدخول للمستشفى والطبيب لا يستطيع أن يجبرهم على الدخول دونما سند قانوني، ومع القانون الجديد يمكن للطبيب إدخاله لا إراديا للمستشفى للحفاظ على صحته وصحة الآخرين، وفي الوقت نفسه فإن القانون يحمي المريض بعدم استغلاله وإدخاله المستشفى كنوع من الحبس دونما الحاجة إلى ذلك، ويمنع هذا الأمر ويعاقب الطبيب حال إدخاله المريض دون الحاجة، حيث يتم التقييم بمتابعة المرضى ورصد مدى استحقاق الحالة للدخول الى المستشفى.
كذلك نظم القانون العلاج النفسي، حيث إن الكثير من المصابين بالأمراض النفسية خاصة الأمراض الشديدة ليس لديهم الوعي بأنهم مرضى ويحتاجون إلى دواء، والقانون من منطلق الحفاظ على المرضى ينظم آلية تعاطي المريض للدواء ومتابعة التأكد من تعاطيه ويسمى هذا العلاج المجتمعي «الإلزام المجتمعي»، والخاص بمتابعة المريض والذي إن تأخر في جرعاته وقبل انتكاس حالته واللجوء إلى الدخول للمستشفى يمكن عبر آلية معينة بالتواصل مع المريض ومحيطه إعطاؤه الأدوية والتأكد من استمرارية العلاج.