«المستكشف».. سفينة علمية بحثية متعددة الوظائف للمحافظة على البيئة البحرية والثروة السمكية واستدامتها في الكويت والخليج
تعد سفينة (المستكشف) التي تهدف للمحافظة على البيئة البحرية والثروة السمكية واستدامة مواردها أحد أبرز إنجازات معهد الكويت للابحاث العلمية الذي يشرف بدوره على الثروة السمكية وعلوم البحار.
و(المستكشف) التي تعتبر منصة بحثية متنقلة متعددة الوظائف مؤهلة للقيام بجميع المسوحات للبيئة البحرية على نطاق الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب ومن خلالها يتطلع المعهد الى الشراكة البحثية العلمية والمعرفية مع دول الإقليم.
وكان المعهد تسلم السفينة في يوليو 2019 اضافة الى سفينة (باحث 1) الموجودة لدى المعهد منذ عام 2015 والتي تساهم في اجراء المسوحات البحرية وتحليل النتائج بوجود مختبرات متعددة عليها.
وقال مدير برنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بالمعهد الدكتور محسن الحسيني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن صناعة (المستكشف) تمت وفق أعلى المعايير العلمية وأحدثها.
وأضاف الحسيني أنه تم إنشاء برنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي حسب الخطة الاستراتيجية البحثية السابعة للمعهد (2010-2015) والتي يعد من أبرز مكوناتها تعزيز القدرات البحثية في البرنامج بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية والخطط البحثية المستقبلية لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية.
وكشف أنه تم إنشاء وحدة وطنية بحثية لعلوم البحار وإدارة مواردها كمركز متميز لتحسين نوعية الحياة والمحافظة على سلامة البيئة البحرية استدامتها والمحافظة عليها.
وأوضح أن الخطة تهدف أيضا للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي الذي يتوافق مع الخطة الإنمائية لدولة الكويت 2030 وهدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (الحياة تحت الماء).
وذكر أن هنالك العديد من الاهداف البحثية التي من أجلها تم صناعة (المستكشف) والتي ستساهم بتحقيقها في مجالات علوم البحار بفروعها الحيوية والكيميائية والفيزيائية والجيولوجية والعوامل المؤثرة في ديناميكية مياه البحار والعوامل البحرية المؤثرة في نمو وتكاثر وانتشار الموارد المتجددة والحيوية وتطبيقات تقنية الاستشعار عن بعد في دراسة علوم البحار ودراسة علم المناخ والطقس الخاص بعلوم البحار والتغير المناخي والتنوع البيولوجي البحري والشعاب المرجانية وحماية الأحياء البحرية.
وأفاد بأن (المستكشف) ستسهم أيضا في تقييم مخزونات الثروة السمكية والإدارة المستدامة للموارد المتجددة للاستغلال الأمثل واجراء مشاريع بحثية مشتركة مع دول الإقليم والمنظمات الدولية وديناميكية التجمعات السمكية اضافة الى امكانية بحث البصمة الوراثية في هذه الدراسات ودراسة الطحالب الضارة والسامة.
وأضاف ان (المستكشف) ستدعم جهود إنشاء مركز وطني وقاعدة للمعلومات والبيانات الخاصة لعلوم البحار والثروة السمكية والمساهمة في وضع التوصيات والسياسات لحماية الموارد البحرية والنظام البيئي البحري.
وأشار الى أن صناعة السفينة تمت في أحد المصانع الاسبانية المتخصصة بصناعة السفن البحثية بإشراف مكتب التصنيف العالمي (DNV-GL) ومكتب استشاري في المملكة المتحدة كممثل للمعهد لمراقبة مراحل تصنيع السفينة ولضمان صناعة السفينة وفقا للمواصفات المتفق عليها.
وأكد أن صناعتها كانت وفقا لاحدث التصاميم بطول 6ر55 متر وعرض 12 مترا وغاطس 3ر4 متر وبقدرة على الابحار لمدة 19 يوما متواصلا وبطاقة استيعابية تبلغ 14 فردا من الطاقم التشغيلي و14 باحثا علميا.
وأوضح أن السفينة تضم 7 مختبرات متخصصة بمساحة إجمالية تبلغ 223 مترا مربعا تتنوع بين الكيمياء والأحياء والصوتيات (السونار) وعلوم البحار الفيزيائية والكيميائية وتشريح الأسماك والثروة السمكية ومزودة بأحدث الاجهزة العلمية بحيث يتم فحص وإجراء التحاليل الاولية للعينات خلال فترة الإبحار والمسوحات البحرية.
وقال إن (المستكشف) مجهزة بثلاث رافعات خدمية وتم تزويدها بمعدات علمية ومجسات لجمع البيانات والعينات وإجراء مسوحات علوم البحار الحيوية للهائمات ويرقات الاسماك والاحياء البحرية وترسبات قاع البحر.
وذكر أنها تضم أجهزة (صوتيات) لمسح المخزون السمكي والمسح الطبوغرافي لقاع البحر ومسح الطحالب البحرية اضافة لمركبة للتحكم عن بعد لاستكشاف القيعان وأجهزة لتسجيل الخواص البصرية للمياه والبيانات المناخية وأجهزة تسجل باستمرار المتغيرات والخواص الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر في حالة الابحار كما انها تحتوي على غرف للاجتماعات واعاشة وطعام لتوفير كل التسهيلات للباحثين حتى يتمكنوا من اداء مهامهم البحثية على أكمل وجه خلال الرحلات العلمية.