أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية بالوكالة المستشار عبدالعزيز الجارالله، أن الكويت كانت ولاتزال في طليعة الدول التي تولي الاستدامة البيئية أهمية كبيرة وقصوى على مختلف المستويات الدولية والإقليمية والوطنية، خصوصاً أنها عاشت أسوأ الكوارث البيئية من صنع الإنسان في القرن العشرين، عقب إحراق القوات العراقية المنهزمة آبار النفط في عام 1991.
وفي كلمة ألقاها ممثلاً وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، في احتفالية اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية والذي عقد أمس في معرض شركة النفط في الأحمدي، أعرب الجارالله عن حرص الكويت على تسليط الضوء على العواقب الوخيمة للنزاعات المسلحة على البيئة، نظراً للتجربة المريرة التي عانتها بعد حرق الآبار التي أشعلتها قوات النظام العراقي السابق المنسحبة في عام 1991، ما تسبب بواحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي صنعها الإنسان في القرن العشرين.
وقال «نستذكر بكثير من الاعتزاز والتقدير تضافر الجهود الدولية في السيطرة على إطفاء الآبار المشتعلة وبمشاركة 27 فريقاً دولياً مختصاً من الدول الصديقة والتمكن من السيطرة على تلك الحرائق خلال 240 يوماً، آخرها بتاريخ 6 نوفمبر من عام 1991، ليتم بذلك إيقاف المصدر الأول للتلوث في ذلك الوقت»، بالرغم مما ذكرته التقارير الأولية المختصة بأن عملية إطفاء تلك الآبار قد تمتد لعدة سنوات.
بدورها، قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة رئيسة اللجة العليا المنظمة الدكتورة وجدان العقاب، إن من الأجدى أن يلتفت العالم إلى تداعيات تدمير البيئة بواسطة المعارك والحروب، والتي يتم التعامل معها كما لو كانت أضراراً جانبية، في حين أنها في الحقيقة تتغلغل عميقاً في حياة من أصابتهم إلى أعماق تاريخهم ومستقبلهم.
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت للخدمات التجارية المشتركة المهندس عبدالوهاب المذن «كما تعلمون أن في مثل هذا اليوم تم إطفاء آخر بئر نفطية محترقة في 6 نوفمبر 1991، بعد أشهر من انسحاب القوات الغازية من الكويت».
وأضاف: يصادف هذا التاريخ نهاية أكبر كارثة بيئية في الكويت، ونتيجة لذلك حددت الأمم المتحدة هذا التاريخ بشكل دائم باعتباره يوماً يمثل الأمل للأجيال القادمة على كوكبنا نظراً لحجم الحرائق.
وقال «كان أداء الفريق الكويتي المكلف بمكافحة الحرائق جيداً بشكل ملحوظ، وأنه بروح النوايا الحسنة والتعاون، سمحت لنا الجهود الجماعية لشركائنا الدوليين وفريقنا الكويتي بالتغلب على الكارثة البيئية».
وأضاف «أود اغتنام الفرصة لتسليط الضوء على العمل المهم للغاية الذي تقوم به شركة نفط الكويت في ما يتعلق ببرنامج الإصلاح البيئي الكويتي، وهو أكبر برنامج معالجة بيئي من نوعه في العالم، بالتعاون مع شركائنا من الأمم المتحدة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونقطة الاتصال الوطنية الكويتية»، مبيناً أن المشروع حالياً في طور إصلاح الأضرار البيئية التي سببتها حرائق النفط وانسكاباته.
وتابع: يسعدني أن أبلغكم بأن الحياة تعود بسرعة إلى النظام البيئي الصحراوي في الكويت، ولا يمكن للكلمات أن تصف مدى تقديرنا للأفراد الذين خاطروا بحياتهم وقاتلوا النيران بشجاعة وتصميم، وأود أن أشكر مرة أخرى كل من ساعد الكويت في التغلب على هذه الكارثة البيئية.
بدوره، أكد ممثل الأمم المتحدة المقيم الدكتور طارق الشيخ، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم إذا دمرت الموارد الطبيعية التي تدعم سبل العيش.
وذكر أن النزاعات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة، و40 في المئة على الأقل في النزاعات الدائرة بين الدول حول العالم لها أبعاد على الموارد الطبيعية، ويهدد ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن تغير المناخ، بتزايد الضغوط والتوترات البيئية وفي كثير من الأحيان تسقط البيئة ضحية بين ضحايا الحرب.
استراتيجية «الكويت الخضراء»
قال الجارالله إن الكويت أطلقت استراتيجيتها البيئية «الكويت الخضراء»، ضمن رؤية (كويت جديدة لعام 2035)، والتي من شأنها أن تضع الكويت ضمن الدول الصديقة للبيئة، من خلال:
– توسيع المساحات الخضراء.
– الاعتماد على الألواح الشمسية لتوليد الطاقة، في سياق تنويع مصادر الطاقة.
– تحفيز المشاريع والأفكار الإبداعية.
– سن التشريعات المعنية بالبيئة، واستحداث قوانين حماية البيئة.
– ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
– خفض نسب التلوث.
– حماية التنوع البيولوجي.
