التعامل مع طفل صعب المزاج
التعامل مع طفل صعب المزاج أمر بمنتهى الصعوبة، وغالباً ما تنتاب الأمهات مشاعر العجز والألم عندما يبدأ
الطفل بالصراخ والعناد وتعجز الأم عن إيجاد وسيلة لتهدئته، فتلجأ إلى أساليب تقليدية قد تؤثر على صحة
الطفل النفسية في محاولة منها للسيطرة على الوضع
إليك عزيزتي الأم بعض الخطوات التي قد تساعدك في احتواء طفلك وجعله أكثر هدوئاً بطرق سليمة
التعامل مع طفل صعب المزاج من خلال تدريب الطفل تدريجياً
على ضبط النفس :
يمكن تدريب الطفل على ضبط النفس تدريجياً من خلال الحديث إليه بهدوء وإخباره بأن الصراخ والبكاء لن
يساعده في الحصول على ما يرغب به وأنه بذلك قد يعرض نفسه للعقاب، مما يؤدي إلى حرمانه مما يرغب
به إلى الأبد، فلو رغب الطفل بتناول الحلويات قبل وجبة الغداء، وأصرّ على ذلك نطلب منه أن ينتظر حتى
يتناول وجبته ، حتى نعوده على ضبط النفس والتحلي بالصبر قليلاً لينال مايريد وإلا سيحرم منها نهائياً
قد تجدين عزيزتي الأم صعوبة في تدريب الطفل على ضبط نفسه من المرة الأولى وهذا شيء طبيعي،
ولكن مع الوقت سيتعلم الطفل هذه الآلية ويلتزم بها ويصبح قادراً على التعامل مع المواقف العصيبة بسلوكيات
تعطي نتائج مرضية.
التعامل مع طفل صعب المزاج بتوفير الاحتياجات
الأساسية للطفل :
إن توفير احتياجات طفلك الأساسية من طعام وشراب و ونوم كافي، والاهتمام بنظافته تساعده على تجاوز
مزاجه الصعب بسهولة ، كما أن للطفل احتياجات جسدية يجب تلبيتها فهناك حاجات نفسية لاتقل أهمية
عن احتياجاته الجسدية مثل الاهتمام به و التعبير الدائم عن حبنا له، ومنح الطفل وقت كافٍ للحديث معه
واللعب معه، وتعزيز ثقته بنفسه والتركيز على الصفات الإيجابية لديه و الثناء عليها وتطوير مهاراته كما يجب
علينا أن نتحلى بأكبر قدر ممكن من الصبر عند التعامل مع مزاجاته الصعبة والتعاطف معه و محاولة فهم مشاعره،
كل هذه الأشياء
إتاحة الفرصة للطفل لتحمل المسؤولية:
عندما يبالغ الوالدين بالاهتمام بطفلهما بشكل مبالغ فيه، و تأمين الحماية له بشكل مفرط فلا يفسحوا له
المجال بالقيام بأبسط الأمور او إنجاز أبسط واجباته بمفرده فتجد الأم تتولى كل شيء دون ترك أدنى فرصة لهذا
الطفل في تحمل مسؤولياته، مما يسبب له الاجهاد والتوتر ويجعله يغضب لأتفه الأمور ونصح الاستشاريين
النفسيين بتعليم الطفل شيء جديد يمكنه من القيام بواجباته تدريجياً حتى يتمكن من القيام بها بشكل كامل
دون الاعتماد على والديه ،كأن يتعلم كيف يرتب ألعابه، ويربط حذائه مثل هذه الأشياء البسيطة تعزز ثقة الطفل بنفسه ويصبح قادراً على تحمل مسؤلياته مما يساهم في تخفيف التوتر والغضب ويجعله أكثر هدوئاً و قدرة على إدارة ذاته واكتفاءً بها.
احتواء الطفل وتقبل أخطائه :
بالرغم من الجهود الكبيرة والمحاولات العديدة التي يبذلها الأهل في سبيل جعل طفلهم أكثر هدوئاً، إلا أنهم
يتفاجئون بغضب ابنهم على أتفه الأسباب وهنا يجب احتواء الطفل وتقبل أخطائه فالطفل يخطىء مثله مثل الجميع،
فلا يجب اعتباره مشكلة بحد ذاته بل تقبله كفرد في العائلة و يجب التعامل مع ردة فعله على أنها هي المشكلة
دون اعتبار الطفل مشكلة في حد ذاته ومتابعة المحاولة واستشارة أخصائين من أجل الحصول على طفل أكثر هدوئاً
من خلال تقبله واحتوائه.
إن شعور الأهل بالفشل والإحباط عندما يغضب طفلهم باستمرار بالرغم من المحاولات العديدة يصَّعب العملية على
الأهل والطفل معاً، لذلك يجب على الأهل ادراك وفهم أنهم في صدد تغيير سلوك طفلهم وهو أمر يتطلب وقتاً
طويلاً بالإضافة إلى الصبر والمثابرة والتحفيز المستمر للطفل، كتقديم هدية له في كل مرة يتعامل بهدوء عندما
يريد طلب شيء بعيداً عن الصراخ والعناد، فهذا يشجعه على التعلم من أخطائه والتحكم برَّدات فعله ليصبح أكثر
هدوئاً وإيجابية.