30 مبادراً كويتياً يغازلون الزبائن مع محلات التجزئة… بـ «بلاك فرايداي»
كعادتها في كل عام، تواكب محلات التجزئة في الكويت الفعالية التسويقية الكبرى التي يتم تنظيمها عالمياً تحت مسمى الجمعة السوداء أو البيضاء كما في الوطن العربي.
ويأتي هذا الحدث مرة واحدة سنوياً، وفي اليوم الذي يلي عيد الشكر الأميركي.
وعادة ما يكون في آخر جمعة في شهر نوفمبر من كل عام.
ويمثل هذا اليوم بداية موسم التسوق لعطلة عيد الميلاد للمستهلكين، ولذلك تكثف المحال التجارية حملاتها الترويجية بشكل كبير عن طريق طرح تخفيضات ضخمة لإقناع المتسوقين بشراء المنتجات من متاجرهم عبر الإنترنت وخارجه.
وتحت شعار «بلاك فرايداي»، تكتظ الشوارع بالإعلان مقدماً عن الخصومات الاستثنائية بهذا اليوم، فيما يلحظ هذا العام تزايد مشاركة المشاريع الصغيرة والمتوسطة لمبادرين كويتيين في هذا الحدث في مسعى لمغازلة الزبائن بهذا الحدث الموسمي من خلال تقديمهم خصومات وعروض حصرية لـ 30 مشروعاً بمختلف التخصصصات.
ويتزامن مع ذلك تنامي استخدام المواقع والإعلانات الرقمية من قبل الشركات المشاركة في الحدث بشكل كبير سواء على صفحاتها أو على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أخذاً بالاعتبار أهمية الحدث هذا العام نظراً لضيق ترويجه العام الماضي بسبب تداعيات كورونا.
وعملياً، بدت الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي وكأنها تغرق بالإعلانات المحفزة على الشراء والتخزين، مدفوعة بالأجواء الاحتفالية المفعمة بالرغبة في التسوق باندفاع، وسط خصومات تصل 90 في المئة.
عروض حصرية
وفي هذا الخصوص، قال المنسق الإعلامي لنحو 30 مشروعاً كويتياً صغيراً، محمد الصالح، إنه سيتم تدشين مركز «جبلة غاليري» في المباركية اليوم وغداً الجمعة، تزامناً مع «الجمعة السوداء»، بحيث يضم 30 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً لشباب كويتيين بتخصصات مختلفة.
ولفت الصالح إلى أن هذه المشاريع ستقدمّ خصومات مختلفة بمناسبة الافتتاح وبمناسبة «الجمعة السوداء»، بحيث تتنوع المنتجات والسلع بين الذهب والأحجار الكريمة، والعطور والبخور، والملابس النسائية، والساعات والمسابيح، والعسل والعناية بالبشرة، والمكياج ومنتجات التجميل الطبيعية، والهدايا والكماليات، إلى جانب الاستمتاع بالجلسات الراقية في «Dear Cafe» للمأكولات والمشروبات الخفيفة، موضحاً أن هذه المشاريع تعدّ قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
ازدهار ونمو
من جهته، أفاد مدير «كارفور الكويت» في شركة «ماجد الفطيم للتجزئة، أحمد أحمد، بأن زيادة الترويج للحدث يعكس ازدهاراً ونمواً بقطاع التجزئة، ويتناسب مع ثقافة وسعي الشركات لتحقيق قيمة فريدة من نوعها، واستثنائية لجميع العملاء خلال تجربة التسوق التي يقومون بها، وتوفير عروض لا منافس لها بأسعار استثنائية، ووفق أعلى مستويات الجودة لمختلف المنتجات».
وأوضح أن اختيار المنتجات المشاركة في «بلاك فرايداي» يتم بشكل مدروس مبني على مقاييس محددة تقوم الشركة بجمعها من خلال برامج مختصة في رصد ومراقبة ودراسة سلوكيات المتسوقين، لتلبية رغبات واحتياجات جميع العملاء.
وذكر أن «كارفور» قامت بتقسيم عروضها على مدار 5 أسابيع حتى 5 ديسمبر المقبل، مبيناً أنها تركز في كل أسبوع على مجموعة معينة من السلع، وتقديم خصومات متنوعة على منتجات أخرى من أقسام مختلفة، ما يتيح الفرصة للحصول على العلامات التجارية المفضلة لدى العملاء، إضافةً الى المنتجات الضرورية والمنتجات المفضلة وتلك الأكثر رواجاً، مع تقديم العديد من قسائم الخصم الفوري المتوافرة عبر تطبيق الشركة، والنقاط التي يمكن الحصول عليها مع كل عملية شراء، إلى جانب الخدمات الأخرى كالتوصيل المجاني خلال فترة الحملة.
وأفاد أحمد بأن الخصومات الموفرة في «جمعة كارفور» تصل 50 في المئة، وهي تسجل إقبالاً كبيراً من العملاء نظراً لطبيعة الحملة التي تشكل مفهوماً جديداً في الكويت والمجتمع العربي عموماً.
من ناحية ثانية، أوضح أحمد أنه كان لعقبات الشحن التي فرضتها جائحة «كوفيد- 19»، التأثير الملحوظ على القطاع، إذ إن ارتفاع الأسعار المصحوب ببطء الخدمات اللوجستية أديا إلى شحّ في توافر العديد من المنتجات الغذائية.
احتياجات الزبائن
في سياق متصل، أكد متحدث في مجموعة الشايع أن المجموعة تلتزم بتقديم تجربة تسوق فريدة من نوعها لزبائنها، مشدداً على حرص علامات المجموعة على تقديم مجموعة واسعة من العروض بمناسبة فعاليات «بلاك فرايداي» سواء في المحلات أو «أونلاين»، والتي تختلف من علامة تجارية إلى أخرى وتتناسب مع جميع احتياجات الزبائن.
وقال: «غالباً ما تشهد هذه المناسبة إقبالاً كثيفاً من قبل الزبائن على التسوق، وبدورنا نحرص على توفير جميع متطلباتهم واكتشاف طرق جديدة ومبتكرة للتواصل معهم.
وأضاف «اليوم يقضي زبائننا معظم أوقاتهم على المنصات الرقمية، ولذلك صممنا لهم هذه الحملة حتى بات بإمكانهم اختيار منتجاتهم المفضلة من خلال البث المباشر أو عبر مقاطع فيديو قصيرة بمشاركة مؤثرين أو عبر زيارة صفحات الخاصة بالعلامات عبر (تيك توك)».
50 في المئة
من ناحيته، قال مدير إدارة المعارض في شركة «بست اليوسفي» للإلكترونيات، محمود نورالدين، إن الشركات المحلية بدأت منذ 2014 بالمشاركة في عروضات «بلاك فرايداي»، تحت مسميات أخرى مثل «الجمعة البيضاء» وغيرها، مبيناً أن الفكرة لاقت رواجاً كبيراً من العملاء، باعتبارها فرصة جيدة للاستفادة من التخفيضات.
وأوضح أن «بست اليوسفي» تقوم بالمشاركة في المناسبة العالمية بعروض تحمل شعار «بست فرايداي»، منوهاً بأنه يتم اختيار مجموعة متنوعة من المنتجات لتلبية رغبات أكبر عدد ممكن من العملاء الذين يقومون بالسفر لقضاء هذ الوقت من السنة بالخارج، وأنهم عادة ما يشترون الهدايا و احتياجاتهم للسفر، مستفيدين من عروض التخفيضات، التي تبدأ من 50 في المئة، ومتابعاً أن الإقبال على الشراء يكون أعلى عن الأيام الاعتيادية بما لا يقل عن 30 في المئة.
وتابع نورالدين أن «كورونا» أثرت بشكل سلبي بسبب الإجراءات التي اتخذتها الدول لمحاربتها، إذ ارتفعت أسعار الشحن العالمي، ما أدى الى ارتفاع الأسعار ونقص ببعض المنتجات، كاشفاً أن «بست اليوسفي» دائماً ما تبحث عن مصادر وأسواق جديدة لتوفير المنتجات وتلبية احتياجات العملاء.
خصومات الحفلات
من ناحيته، قال المدير التنفيذي لتطبيق «bilBayt»، أحمد سلامة، إن التطبيق سيقدّم يوم غد خصماً بنحو 25 في المئة على جميع المنتجات الخاصة بإقامة المناسبات والحفلات لمدة 24 ساعة.
وذكر أن التطبيق سيقدّم كود الخصم على الـ«كيترنغ» ومنتجات البقالة بمختلف أنواعها، في إطار مشاركته في هذه المناسبة العالمية التي تتسابق الشركات من جميع أنحاء العالم للمشاركة فيها. قصة «بلاك فرايداي»؟
لم تجد شرطة فيلادلفيا وصفاً يعبر عن الفوضى التي تعم أرجاء المدينة في أعقاب عيد الشكر خلال خمسينيات القرن الماضي أفضل من اسم الجمعة السوداء «Black Friday».
واعتاد المتسوقون من أهل المدينة والسائحون الاحتفال في هذا الوقت من العام بمناسبتين تأتيان تباعاً، الأولى في يوم الخميس إذ يحتفلون بعيد الشكر، والثانية السبت إذ يتابعون بحماس مباراة كرة القدم بين فريقي الجيش والبحرية.
وهو الأمر الذي جعل من يوم الجمعة الذي يتوسط المناسبتين، يوماً تعاني فيه المدينة من ازدحام في حركة المرور، وطوابير طويلة ممتدة لخارج المتاجر.
إذاً فالجمعة السوداء (البلاك فرايداي) أطلقته شرطة فيلادلفيا ليصف حالة الطوارئ التي تعيشها الشرطة في هذا اليوم المجنون.
وفيما فشلت كل المحاولات اللاحقة لتحسين سمعته باختيار المحال التجارية في فيلادلفيا اسم آخر بديل مثل الجمعة الكبير «Big Friday»، إذ كان للمسمى الكئيب الغلبة وحافظ على بقائه على مدار عشرات السنين إلا أن هذا اليوم لايزال مميزاً بأفضل مواسم العروض محلياً وعالمياً.