ضاحي السهو رحل من دون أن يصبح… كويتياً
بعد عمر ناهز التسعين عاماً، قضاها كلها على أرض الكويت، ولادة وعملا ووفاة، رحل ضاحي السهو الشمري عن هذه الدنيا، من دون أن يحقق أمله بأن ينال الجنسية الكويتية ويصبح كويتياً، ليحتضنه ثرى الكويت وهو «بدون».
الراحل السهو ولد في «وارة» عام 1933 ميلادية، وبدأ حياته في الأمن العام، ثم في شركة نفط الكويت، وقاوم الغزو العراقي الغاشم، وأصيب، وقدم أبناءه للدفاع عن الكويت، وكل ذلك ظل من فئة غير محددي الجنسية «البدون» من دون أن يحصل على الجنسية الكويتية، مع أن إخوانه وأبناء عمومته كلهم يحملون الجنسية الكويتية، وفقاً للمادة الأولى، وذلك لأن أباه توفي قبل صدور قانون الجنسية، وقد حصل إخوته وأبناء عمه على الجنسية الكويتية في ذلك الحين، إلا أنه تأخر بسبب انغماسه في عمله، وقد حصل على شهادات متعددة من رجالات كويتيين، تشهد بأنه كويتي، وأن له تواجداً في الكويت قبل عام 1920.
ويعد ضاحي حسين السهو الشمري من مؤسسي شركة نفط الكويت، وخدم فيها أكثر من 30 سنة بدءاً من 1958 ولغاية 1990، وهو أحد رواد الشركة، وكان قبل عمله في شركة نفط الكويت، موظفاً في الأمن العام.
وبعد مراسم دفن المغفور له بإذن الله تعالى، أول من أمس، أقام أبناؤه مراسم العزاء بجوار منزله في شرق الأحمدي، وحضر العزاء كوكبة من الشخصيات العامة وشيوخ القبائل.
وقال ابنه نايف لـ«الراي» إن«الوالد من مواليد منطقة وارة عام 1933، وعمل في البترول عام 1958، وقبل ذلك بعامين كان يعمل في الأمن العام، وقبل قانون الجنسية وقبل استقلال الكويت، فنحن ما عندنا غير الكويت، فالكويت هي بيت والدي رحمه الله قبل أن تكون بيتنا وهذا ما تعلمناه من ضاحي».
وأضاف نايف: «الوالد أفنى عمره في هذا البلد، وساهم في استخراج ثروات الكويت في بداية عهدها، فماذا أكثر من هذا؟ وله أقارب من الدرجة الأولى، وكلهم حصلوا على الجنسية بالتأسيس وفقاً للمادة الأولى، ومع ذلك في الغزو العراقي الغاشم رفض الخروج من الكويت، لحبه لهذا الوطن الذي ذرف الدموع على ثراه».
ولفت إلى أن «أخي سعد أسير أثناء فترة الغزو في 2 أغسطس، وأخي سالم كان من أبطال المقاومة، ولديه كتاب شكر من الشيخ محمد الخالد على جهده ومشاركته في المقاومة، فالوالد رحمه الله ضحى بأبنائه من أجل الوطن، ومع ذلك كله لم يحصل على حقه في التجنيس، ولم يحصل على الجنسية الكويتية.
ورغم ذلك لم نتظاهر ضد وطننا الكويت ولم نشارك في أي تظاهرة، وهذا ليس لأننا ليس لنا حق، ولكننا مؤمنون بأنه لا يصح أن يتظاهر الشخص على بيته ووطنه، ونحن نثق بحكومتنا ونأمل من قيادتنا الإنصاف».
وأشار إلى أن «الوالد ضاحي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد صلاة يوم الجمعة الماضي، حيث اتصل علينا مستشفى شركة البترول وأبلغونا بوفاته، وما أثر على ضاحي ولا أحد يعلم عنه، وهذا كلام أنا مسؤول عنه، فلدينا تقارير طبية تبين أن شظايا أصابته أثناء الغزو الغاشم في صدره، بجانب القلب وتتحرك مع كبر العمر، وسببت له تمزقات داخلية، فهذه آثار الغزو أخذها معه تحت الثرى».