“ميتافيرس”.. طموحات مارك ومخاطر العالم الجديد
كشف الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زاكربرغ، عن مستقبل عملاق التواصل الاجتماعي والذي سيتركز فيما يعرف في قاموس الخيال العلمي بـ “ميتافيرس” حيث يختلط العالم الحقيقي بآخر افتراضي، وسيكون جاهزا بعد عشر سنوات.
وفي عرض تقديمي في المؤتمر السنوي للشركة، أعلن زاكربرغ أن الشركة غيرت اسمها إلى “ميتا” وشرح بالتفصيل كيف تهدف شركته إلى بناء نسخة جديدة من الإنترنت.
وينقل تقرير من صحيفة الغارديان البريطانية أن مصطلح “ميتافيرس” ظهر لأول مرة في رواية الخيال العلمي (Snow Crash) للكاتب نيل ستيفنسون عام 1992.
ويتكون المصطلح من جزئين: “meta” وتعني ما وراء و”Verse” وتعني مصاغ من الكون.
وبحسب معنى المصطلح، يتفاعل البشر كـ”أفاتار” مع بعضهم البعض في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد يشبه العالم الحقيقي، وفق الصحيفة.
ويجتمع في “ميتافيرس” العالمان المادي والرقمي، وتتفاعل فيه التمثيلات الرقمية للناس، وعبرها يمكنهم العمل واللعب والاجتماع في مكاتبهم وحتى الذهاب إلى الحفلات الموسيقية.
ويتيح فيسبوك حاليا نسخة من “ميتافيرس” تدعى Horizon Workrooms، وهو تطبيق يتيح للموظفين دخول المكاتب الافتراضية وعقد الاجتماعات.
وتنقل الصحيفة أن نيك كليج، نائب رئيس فيسبوك للشؤون العالمية، يعقد اجتماعات فريقه كل اثنين في مكتب “ميتافيرس”.
وبحسب كليج، سيكون “ميتافيرس” سلسلة من العوالم المترابطة، حيث يمكن للمستخدم الانتقال من عالم فيسبوك إلى عالم أبل أو غوغل.
لكن هذه الطموحات تصطدم بمخاوف قانونية، بحسب الصحيفة، خاصة استهداف القراصنة المدعومين من الدول لخصوصية وأمن المستخدمين.
وفي ميتافيرس، يمكن للقراصنة أن يستهدفوا ليس فقط المعلومات التي كانوا يحصلون عليها في السابق مثل العمر والجنس، بل قد يكون بإمكانهم الحصول على بيانات خاصة جدا مثل لغة الجسد، واستجابات المستخدم الفيزيولوجية، ومعرفة من يتفاعل معه وكيف يتم ذلك.
وأمام هذه المخاوف، أعلنت فيسبوك بالفعل عن برنامج استثماري بقيمة 50 مليون دولار “لضمان تشييد ميتافيرس بمسؤولية”.
وخصصت فيسبوك مليارات الدولارات للاستثمار في المشروع، وهو ما سيقلل أرباحها بمقدار 10 مليار دولار في 2021.
وتقول الغارديان إنه من الصعب تخيل أن يطلق فيسبوك مشروعا بسهولة في وقت يواجه انتقادات من السياسيين والمشرعين.
وتواجه فيسبوك أزمة بعدما سربت الموظفة السابقة فيها فرانسيس هوغن دراسات داخلية تظهر أن مسؤولين تنفيذيين في الشبكة كانوا على دراية بأن مواقع الشركة قد تؤذي بعض المستخدمين، ما عزز الدعوات في الولايات المتحدة إلى ضبط هذا القطاع.
ويقول نيك كليج، نائب رئيس فيسبوك للشؤون العالمية، إن المشروع سيستغرق 10 سنوات ليكون جاهزا.