صعق الدماغ يساعد في علاج الوسواس القهري
ويمكن أن تشمل أعراض الوسواس القهري غسل اليدين القهري، والتحقق المتكرر من إغلاق الأبواب والأفران، والأفكار المقلقة المتكررة التي يمكن أن تجعل الناس غير قادرين على مغادرة المنزل والعمل وإقامة العلاقات الطبيعية.
ويملك العلماء الآن نظرة ثاقبة عن إشارات الدماغ التي تبدأ قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور، ويمكن أن يسمح لهم ذلك بصعق الدماغ بنبضات كهربائية مستهدفة لتعطيل هذه الإشارات ومنع الأعراض.
وتم استخدام ما يسمى بالتحفيز العميق للدماغ، والذي يتضمن جراحة لوضع أقطاب كهربائية في الدماغ منذ عقود، لمساعدة مئات الأشخاص المصابين بالوسواس القهري الحاد في جميع أنحاء العالم.
لكن تحفيز الدماغ الأكثر استهدافًا والذي يستخدم فقط عندما تكون الأعراض على وشك البدء، أو عندما تكون شديدة بشكل خاص، يمكن أن يكون أكثر فعالية. وقد يؤدي خفض مستوى تحفيز الدماغ عندما يكون الوسواس القهري لدى المريض أقل حدة إلى تجنب التحفيز الذي يعزز مزاجه بشدة، وهو أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤدي إلى سلوك ينطوي على مخاطرة مثل المقامرة أو السرعة أو الإفراط في شرب الخمر.
وتتبع العلماء إشارات الدماغ عندما يبدأ اضطراب الوسواس القهري لدى خمسة أشخاص يعانون من هذه الحالة، وهم رجلان وثلاث نساء، تتراوح أعمارهم بين 31 و 40 عامًا، يعانون من أعراض الوسواس القهري التي بدأت عندما كانوا أطفالًا أو مراهقين.
وفي دراسة استمرت 18 شهرًا، طُلب من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري القيام بأشياء قد يجدونها غير مريحة، مثل لمس مفتاح الضوء الذي قد يكون متسخًا، أو السماح لشخص ما بلمسهم بيد قذرة، لمعرفة رد فعل دماغهم.
وكشفت النتائج عن الإشارة المعنية، والتي يبدو أنها موجات دماغية ذات تردد معين من منطقة “المكافأة” في الدماغ، ويمكن أن يؤدي صعق الدماغ إلى منع الخلايا الموجودة في مركز المكافأة من تعطيل الجزء الأمامي من الدماغ ومنعها من اتخاذ قرارات عقلانية.
وقال الباحثون إن تحفيز الدماغ يحتاج إلى التحسين لأن ما يصل إلى 40 في المائة من الناس لا يستجيبون للعقاقير أو العلاج التقليدي، و10 في المائة لا يستجيبون لأي منهما. لكن زيادة المعرفة بما يجري في الدماغ يمكن أن تؤدي أيضًا إلى علاجات لا تنطوي على جراحة في الدماغ ويمكن أن تفيد المزيد من المرضى، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.