مسودة الجواب اللبناني على المبادرة الكويتية أصبحت مع الرؤساء
بعد «هبة» أقبلت «ياسمين» ومعها موجة من الصقيع القطبي، المصحوب بالجليد، ما رفع مستوى الإصابات اليومية بـ«أوميكرون» إلى 8600 إصابة، إضافة إلى 15 حالة وفاة.
هذه الظواهر المناخية القاسية، لم تقلص من الحضور اللبناني في مواجهة الاهتمامات الدولية، أكان على المستوى العربي، حيث الكل بانتظار الإجابة اللبنانية على طروحات المبادرة الكويتية، أم على المستوى الدولي، حيث العين على لقاء وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ومعه ورقة إعادة الثقة مع لبنان، الذي ينتظر جوابا عليها خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في الكويت غدا.
أما الرد اللبناني فمعقود للاجتماع الموعود بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مباشرة، او عبر «الزووم» بعد تسلم كل منهم مسودة الرد من وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب.
المواقف اللبنانية الرسمية المعلنة من المبادرة الكويتية، توحي بالاستعداد للتجاوب، وهذا ما أكد عليه الرئيس عون، والرئيس ميقاتي، وهي كذلك بالفعل، إنما فيما خص البنود التي لا خلاف عليها، أما البنود التي تشكل حجر الرحى، وجوهر المبادرة وفي طليعتها سلاح حزب الله، وتدخلات الحزب في شؤون الدول العربية، عسكريا وإعلاميا، فلا زالت مشوبة بالتحفظ، او التردد، تجنبا لزعزعة الاستقرار الداخلي النسبي القائم.
وتشير مصادر ديبلوماسية إلى التواصل القائم بين الدول العربية، المعنية بالمبادرة الكويتية وبين واشنطن وباريس، التي تتابع ما تم الاتفاق عليه بشأن إنشاء صندوق للمساعدات الإنسانية في لبنان.
وأشارت قناة «أم تي في» إلى زيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان مطلع فبراير، وسيشدد لودريان على إجراء الانتخابات النيابية بشفافية.
في غضون ذلك، دعت مجالس الاغتراب اللبنانية الرؤساء لعدم تفويت الفرصة والتفاعل مع المبادرة الكويتية عبر صياغة موقف لبناني موحد وواضح، وقال بيان صادر عن المجالس والهيئات الاغترابية اللبنانية: «ان لبنانيي الاغتراب، كما كل اللبنانيين رحبوا بالمبادرة الكويتية المدعومة من دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي والتي تطابق مضمونها مع بيان جدة، والتي أكدت وقوف دول مجلس التعاون الخليجي مع الشعب اللبناني في محنته.
هذه المبادرة الكويتية التي رأى فيها اللبنانيون نافذة مشرقة لخروج لبنان من عزلته، لذلك يدعو لبنانيو الاغتراب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء لعدم تفويت الفرصة والتفاعل مع المبادرة عبر صياغة موقف لبناني موحد وواضح بما يتلاءم مع مصلحة لبنان واللبنانيين إذ لا يمكننا الاستمرار بتفويت الفرص الواحدة تلو الأخرى.
من جهته، النائب جبران باسيل قال ان هناك مجموعة من الظروف الداخلية والخارجية أثرت على موقف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري وكأن المطلوب منه حرب أهلية. ودعا باسيل الرئيس عون الى عرض الورقة الخليجية على طاولة الحوار، وقال: نريد ان نصحح علاقاتنا مع الخليج لكن لا نريد ان نترك وراءنا مشكلة داخلية، معتبرا ان من طرح سلاح حزب الله في الورقة الخليجية يعرف تماما خطورتها، لذا وضعت ضمن جدول زمني، وأكد بدء الحوار مع حزب الله لتحسين اتفاق مارمخايل.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ان المبادرة الكويتية جدية وأساسية، مستغربا بعد لقائه في دار الفتوى مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة اللبنانية مع هذه المبادرة، فهي لم تطرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء، ولا توضح كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية معها.
وقال: نحن اليوم بأمس الحاجة إلى أن يعاود لبنان انفتاحه على العالم وبخاصة الدول العربية لكي نطمئن مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج العربي إلى مصيرهم، لأننا بسبب التصرفات الهمجية التي يمارسها البعض، وطالتنا كسياسيين يخافون على مستقبلهم، وعلى تهشيلهم من لبنان، بحيث نلحق من سبقنا من اللبنانيين إلى الدول التي لجأوا إليها، لكي نعيش حياة كريمة.
وتابع: إن خفة الدولة في التعاطي مع هذه المبادرة بالذات، تعد نكسة إضافية للبنانيين الذين يعيشون في دول الخليج العربي ولذويهم أيضا، وهذا غير مقبول ونتمنى أن يعبر اللبنانيون عن آرائهم، في حين أننا لا ننتظر شيئا من هذه القيادات السياسية، والمحاسبة هي الأساس للانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة.
وردا على سؤال قال: من يشتم الدول العربية سيكون رده على المبادرة سلبيا، أو سيحاول تضييع الوقت وجرجرته بين نعم ولا كالعادة، وفي النهاية لا نصل إلى أي مكان، فكيف تريد من حزب يشتم الدول العربية يوميا أن يوافق على مبادرة تؤدي إلى استعادة لبنان سيادته، في الوقت الذي ينتهك هو فيه سيادة لبنان؟ المبادرة تنص بكل وضوح على تطبيق القرارات الدولية من 1559 و1701 بالإضافة إلى استعادة الدولة سيادتها، وفرض سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، وهذا هو حلم اللبنانيين، وهدفنا الأساسي، لا شك في أن المنتهك لن يتساهل مع هذه المبادرة حتى صح فينا لقب بلد الفرص الضائعة».
في هذا الوقت، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتك، عن استعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات الحدودية البحرية مع لبنان، بوساطة أميركية، الأسبوع المقبل، عبر آموس هوكشتاين.