انتصار نادال يغلق الباب أمام اللاعبين الشباب مرة أخرى
عندما تسبب ميدفيديف في حرمان نوفاك ديوكوفيتش من تحقيق لقبه 21، والاستحواذ على كل الألقاب الأربعة الكبرى في عام ميلادي واحد لأول مرة منذ 1969، في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة العام الماضي، بدا الأمر وكأنه تحول مثير في مقاليد الأمور مع قيادة اللاعب الروسي لعملية سيطرة على قمة اللعبة.
وبدا ذلك أكثر احتمالاً عندما وصل نادال البالغ من العمر 35 عاماً إلى ملبورن، بعد غياب لما يقرب من ستة أشهر، بسبب إصابة في قدمه، ليصبح الفارس الوحيد المتبقي من “الثلاثة الكبار” الأسطوريين.
وعاد روجر فيدرر إلى سويسرا لإعادة تأهيل ركبته المصابة بينما دخل ديوكوفيتش في خلاف بشأن تأشيرة دخول البلاد أشعله قرار عدم حصوله على تطعيم كوفيد-19، وتم ترحيله في نهاية المطاف.
وترك ذلك الإسباني نادال، المثخن بجراح معاركه الطويلة في اللعبة، والذي أصيب في الآونة الأخيرة بكوفيد-19، لمواجهة الشباب بمفرده، وهي بالتأكيد مهمة في غاية الصعوبة حتى بالنسبة لأعظم محارب في تاريخ التنس.
وبعد استبعاد ديوكوفيتش أصبح ميدفيديف المرشح الأوفر حظاً، وإذا لم يحقق لقبه الثاني في البطولات الأربع الكبرى، فمن المؤكد أن البطل الأولمبي ألكسندر زفيريف، أو ستيفانوس تيتيباس، سيحرز تقدماً كبيراً.
ولم يكن المصنف السادس بالبطولة بعيداً عن الأضواء بهذا الشكل قبل انطلاق بطولة كبرى، حتى رغم فوزه ببطولة إعدادية في ملبورن في الأسبوع السابق.
لكن غرائز اللاعب الإسباني الشبيهة بالمحاربين ظهرت، وتم تذكيرنا جميعاً بأن نادال يظل قوة جسدية ونفسية طبيعية في ملعب التنس، طالما كان واقفاً على قدميه.
وسقط الروسي كارين ختشانوف (25 عاماً)، والكندي دينيس شابوفالوف (22 عاماً)، والإيطالي ماتيو بريتيني وصيف بطل ويمبلدون (25 عاماً) أمام نادال، الذي تقدم سريعاً في البطولة، قبل أن يحقق أعظم عودة في النتيجة في مسيرته، ليتفوق على ميدفيديف في مباراة ملحمية، استغرقت 5 ساعات و24 دقيقة.
وهذا يعني أن نادال، بعد أشهر قليلة من مخاوف حول عودته إلى التنس، يقود الآن سباق أكبر عدد من ألقاب البطولات الأربع الكبرى، عندما كان الافتراض هو أن ديوكوفيتش سيكون الشخص الذي يصل إلى هذا الإنجاز الكبير.