بعد فاجعة الطفل ريان.. حملة في الجزائر لتأمين الآبار
بدأت الجزائر عقب حادثة وفاة الطفل المغربي ريان أورام، حملة لتأمين وتغطية الآبار بمختلف مناطق البلاد، وسط تحذير رسمي من عقوبات بحق المخالفين.
ومساء السبت، أعلن الديوان الملكي المغربي في بيان، وفاة ريان الذي تم انتشاله من بئر بعمق 32 مترًا سقط فيها لأكثر من 100 ساعة شمالي المملكة، في حادث جذب مشاعر العالم.
وسقط ريان أورام الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات في البئر بقرية إغران بالتلال القريبة من مدينة شفشاون في المغرب يوم الثلاثاء الماضي، مما استتبع عملية إنقاذ ضخمة جذبت اهتمام كثيرين داخل البلاد وخارجها.
اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الآبار
وطالبت ولاية المسيلة شرقي الجزائر، في بيان مساء الأحد “ملاك الآبار الارتوازية والتقليدية، باتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تأمينها بشكل ملائم يحقق الحماية المرجوة للمواطنين وكذا الحيوانات”.
وأضافت: “سيتم تشكيل لجنة مهمتها متابعة مدى تنفيذ محتوى التعليمة بشكل دوري ومفاجئ لمواقع الآبار، مع فرض إجراءات رادعة للمخالفين وتحميل ملاكها المسؤولية الكاملة عن أي حادث يمكن وقوعه مستقبلًا”.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، شهدت الولاية حادثة هزت البلاد بعد انتشال جثة الشاب عياش محجوبي من عمق 30 مترًا داخل بئر ارتوازي سقط داخلها، بعد 9 أيام من الحفر.
وأمس الأحد، أجرى رئيس بلدية فرجيوة بولاية ميلة (شرق)، زيارة مفاجئة إلى مزارع بالمنطقة واستدعى مالكيها من أجل “تأمين الآبار الموجودة فيها لأنها تشكل خطرًا على المواطنين”، وفق صفحة البلدية على فيسبوك.
وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر خلال الساعات الماضية إطلاق حملة “تغطية الآبار”، لمطالبة أصحاب الآبار بتأمينها لمنع تكرار مآسي سقوط أشخاص وحتى حيوانات.
وتخضع عملية حفر الآبار في الجزائر إلى ترخيص من وزارة الموارد المائية، وتمنح التراخيص بالدرجة الأولى للمزارعين في المناطق البعيدة عن السدود من أجل الري، لكن يوجد عدد كبير من الآبار من رخص، حسب السلطات.
وفي نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن وزير الموارد المائية كريم حسني، الشروع في إحصاء الآبار غير المرخصة فضلًا عن تسهيل الحصول على رخص لتسوية وضعيتها في ظل شح الأمطار وتراجع منسوب السدود.
دعوات لتشديد الرقابة على حفر الآبار في المغرب
وأعادت مأساة الطفل ريان الحديث عن الآبار العشوائية في المغرب، حيث دعا السكان إلى تشديد الرقابة على حفر الآبار وإلزام مالكيها بتأمينها.
وفي قرية إغران التي توفي فيها الطفل، والتي يعتمد سكانها على المياه الجوفية لري أراضيهم الزراعية، يوجد أكثر من مئة بئر مفتوح ولا ماء فيها، مما دفع السكان للمطالبة بسد الفارغ منها.
ودعا الأهالي إلى تعزيز الرقابة وتنظيم حفر الآبار، وتشييد حمايات للآبار وتأمينها، ولاسيما أن حادثة سقوط ريان ليست الأولى، إلا أنه قلب الموازين وحرك العالم تضامنًا معه.