بوتن: لا نريد الحرب.. وجاهزون للتفاوض
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الثلاثاء، إنه “لا يريد الحرب” فيما يتعلق بالأزمة مع أوكرانيا، لافتا إلى أنه اقترح مبادرات لإطلاق مفاوضات بشأن “الأمن المشترك”، لكن لم يتلق “ردا إيجابيا” وفق تعبيره.
وأضاف بوتن: “تحدثنا عن وجهة النظر الروسية بشأن الاقتراحات التي لها صلة بالضمانات الأمنية التي وجهتها روسيا لأميركا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). تناولنا عددا من المطالب المرتبطة بعدم توسع الناتو شرقا، وتخليه عن نشر أسلحة هجومية بمحاذاة الحدود الروسية، وعودة البنى التحتية الأطلسية إلى ما كانت عليه عام 1997”.
وأضاف: “لا يمكن لروسيا أن تتغاضى عما تقوم به البلدان الغربية الأطلسية وأميركا، فيما يخص الحفاظ على مبدأ عدم تجزئة الأمن، وهذا المبدأ يحتم أن يكون هناك تشبث بالتزامات محددة، كالالتزام بعدم تعزيز وتقوية الأمن القومي لتلك الدول على حساب دول أخرى”.
واستطرد الرئيس الروسي: “الردود الأميركية والأطلسية لا تستجيب لمخاوف روسيا ولا تبددها”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك
“مجموعة من الأفكار التي يمكن مناقشتها، وهذا اتضح خلال لقائي مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وتلك البنود مرتبطة بالأمن الأوروبي ومنظومة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى”.
وأكد على أن بلاده “جاهزة للتفاوض بشأن كافة القضايا الشائكة”، مضيفا: “لكن ليس بمعزل عن الاقتراحات الروسية التي نعتبر تطبيقها من أولى الأولويات القومية لروسيا”.
واتهم بوتن القيادة الأوكرانية بـ”التهرب” من تنفيذ اتفاق مينسك، وتابع: “لا تتعهد باحترام الاتفاقات التي تم إبرامها في برلين وباريس. المستشارة الألمانية السابق اقترحت صيغة محددة لتطبيق اتفاق مينسك، وحتى الآن لم يتم تطبيقها”.
واستطرد: “إلى الآن تتجاهل سلطات كييف تلك الدعوات لإجراء حوار مباشر مع دونسك ولوغانسك وتنتهك حقوق الإنسان، وتشرع التمييز اللغوي فيما يخص استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا”.
شولتس: لا بد من خفض التصعيد
من جانبه، أكد أولاف شولتس أن زيارته إلى موسكو “تأتي في سياق أزمة مشتدة لم نشهد مثيلا لها على مدار العقود الماضية في أوروبا”.
وأضاف: “من المهم أن نمنع نشوب الحرب. وحدثني الرئيس الروسي عن المشاورات مع وزير خارجيته ودفاعه، وهناك إمكانية لإجراء محادثات على مستويات متعددة، وعلينا بذل الجهد الكافي لاحتواء الأزمة”.
ووصف شولتس انسحاب بعض القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا بـ”الأمر الإيجابي”، واستطرد: “مستعدون مع حلفائنا بالاتحاد الأوروبي والناتو أن نتحدث مع روسيا حول الأمن الجماعي، حيث اقترح الناتو إجراء مفاوضات في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك برئاسة بولندا، وهذه الحوارات ستجري في جو من التفاهم وفي ظل الاعتراف بالمبادئ التي اتفقنا عليها، خصوصا سيادة الدول ووحدة أراضي كل الدول، بما في ذلك أوكرانيا”.
“عواقب وخيمة إذا تعرضت أوكرانيا لهجوم”
وشدد المستشار الألماني على أنه “من الضروري عدم مناقشة كل تلك المسائل في إطار الحوار”، قائلا: “علينا ألا نصل إلى طريق مسدود. وإذا حدث أي عدوان أو هجوم على أوكرانيا، فإنه سيؤدي لعواقب وخيمة، ومثل هذا التصعيد يجب وقفه والتخلص منه بحكمة عبر إيجاد حلول دبلوماسية”.
وأوضح أن ذلك السبب دفعه لزيارة كييف، الإثنين، وموسكو، الثلاثاء، مشددا على “ثقته بأن منصة نورماندي تعد إطارا أساسيا لحل هذه الأزمة”.
وتابع: “من الإيجابي جدا أن الرئيس الأوكراني تعهد أمس بأنه سينظر إلى التعديلات التي يمكن إدخالها على الدستور، في إطار المجموعة الثلاثية”.
واختتم حديثه قائلا: “فيما يخص الشعب الألماني والشعوب الأوروبية، من الواضح أنه يجب التعاون مع روسيا من أجل ضمان الأمن الجماعي لكل البلدان. لا يمكننا تحقيق هذا دون روسيا ومشاركتها، لذا لا أرى أننا وصلنا إلى طريق مسدود، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة والمسؤولية. علينا أن نفعل كل شيء من أجل خفض التصعيد في أوروبا”.
الغاز الروسي وألمانيا
وفيما يتعلق بالغاز الروسي الذي يورد لألمانيا، أوضح بوتن أن بلاده “توفر ثلث حاجات البلد الأوروبي من الطاقة، بما في ذلك 35 بالمئة من واردات الغاز، و35 بالمئة من واردات النفط”.
وأضاف: “روسيا وردت الغاز لألمانيا بنحو 55 مليار متر مكعب، وحتى عندما يكون هناك عجز بصدارات الغاز، كنا نعمل على توريده للمستهلكين الألمان على حسب الأسعار التي ثُبتت على مدار السنوات”.
وقال الرئيس الروسي: “أجدد التأكيد على أننا مستعدون لمواصلة تصدير الغاز عبر أوكرانيا حتى عام 2024، وذلك إذا استمر الطلب من جانب المستهلكين الأوروبيين، وإذا كانت خطوط الغاز الأوكرانية صالحة للاستخدام”.
كما شدد على أهمية مشروع “السيل الشمالي 2” لنقل الغاز لأوروبا. وأضاف: “تطوير علاقاتنا الثنائية (مع ألمانيا) يشمل مجالات أخرى بالطاقة، مثل الطاقة التي يتم توليدها باستعمال الهيدروجين. وهاك مناقشة لتلك القضايا في إطار مجموعة العمل بقطاع الطاقة والتغير المناخي”.