الغانم: حملات إسكانية تتسلق على أكتافنا.. وموظفونا جنود مجهولون
الكويت – النخبة:
أكد رئيس نقابة العاملين في المؤسسة العامة للرعاية السكنية عبدالرحمن الغانم، أن دور النقابة يتمثل في الدفاع عن الموظفين العاملين في المؤسسة ومهندسيها ورفع أي ظلم قد يقع عليهم، مبيناً تفاعل المؤسسة في هذا الجانب.
وقال الغانم، في حوار مع «الجريدة»، إن موظفي المؤسسة هم الجنود المجهولون وراء التوزيعات الإسكانية التي تمت في الفترات الماضية، مطالباً بتوفير بدلات لهم كبدل الخطر والطريق والشاشة وغيرها؛ تقديراً لجهودهم. وأضاف أن القضية الإسكانية أصبحت مصدر الدعاية الانتخابية لهذه الحملات والقائمين عليها، وتحولت إلى تكسب إعلامي وتجاري وانتخابي وطالبنا الوزيرة بمنع التسلق على أكتاف الموظفين، مؤكداً أن النقابة ليست لديها خصومة مع أحد، لأننا في مرحلة جديدة تتطلب التعاون مع الجميع. وتابع: هناك سوء فهم مع بعض القياديين الموجودين، بسبب بعض المطالب، غير أننا لا نرغب في تنفيذها جملة واحدة، بل لدينا صبر، لافتاً إلى أن النقابة تتعرض لضغوط كبيرة من جانب الموظفين ولذلك نضطر إلى التصادم مع الإدارة… وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* في البداية، حدثنا عن دور النقابة في التعامل مع موظفي “الإسكان” ومهندسيها بشكل خاص، والقضية الإسكانية عموماً.
– دورنا دائما يكون الدفاع عن الموظفين، بمعنى أن أي موظف يظلم أو يتعرض لمشاكل، نحاول العمل دائما على حل تلك المشاكل أو دفع الظلم عنه، مع إدارة المؤسسة، التي دائما ما تتفاعل معنا.
الضغط والتصادم
* كيف ترى تعاطي مجلس الإدارة أو الإدارة الكلية ممثلة في المدير العام ونوابه مع نقابة المؤسسة؟
– هناك سوء فهم مع بعض القياديين الموجودين، بسبب بعض المطالب، غير أن كل المطالب ليس من الممكن تنفيذها من جانب هؤلاء القياديين، وكذلك نحن لا نرغب في تنفيذها جملة واحدة، بل لدينا صبر، لكن الموظفين ليس لديهم ذلك الصبر، وهذه النقطة لا تصل إلى الإدارة، أو بعض القياديين، لأننا نتعرض لضغط كبير من جانب الموظفين ومن ثم يضطرنا ذلك الضغط إلى التصادم مع الإدارة.
الأزمات المالية
* الوزيرة صرحت بجدية النظر في مطالبات النقابة، ماهي تلك المطالبات؟
– في أول لقاء مع الوزيرة، بينا لها الأزمات المالية الموجودة في البلد، كالترشيد وغيره، وبناء عليه لن نطلب زيادات مالية في الوقت الحالي، رغم أن الموظفين يستحقونها حاليا، وكان أول المطالب التي قدمناها خاصة بقسم المساكن المخصصة، وهو عبارة عن 5 موظفين يكشفون على البيت السكني في جميع مناطق الكويت، وليس المساكن الشعبية بل البيوت التي وزعتها المؤسسة، وهذا الفريق لديه مشكلة خطيرة، تتمثل في عدم حصوله على بدل جمهور أو خطر أو طريق أو تلوث، فهم يتعرضون لمشاكل مع الساكنين في البيوت التي يريدون إخلاءها، فهؤلاء السكان مغتصبون للبيت ولديهم صفات العناد والعراك مع موظفي المؤسسة.
وأذكر أن أحد الموظفين “تكهرب” عند إخلائه أحد البيوت، ولم تفعل له المؤسسة شيئا، ولم تقف معه نهائيا، وسوف يعالج على نفقته الخاصة، ونحن لا نريد أن يتكرر الأمر مع باقي الموظفين الذين من إنجازاتهم إخلاء مجمع الصوابر في خمسة أشهر، وكانت هنالك وعود من وزير الإسكان السابق بمنحهم مكافآت نظير هذا الإنجاز، وفي الأخير حصلوا على 150 دينارا لكل منهم، ومطالبنا لهذا الفريق هي صرف بدل شاشة وجمهور وخطر وطريق وتلوث، علما بأن هذه المطالبات جاءت لقياس مدى التعاون مع النقابة.
تفاعل الوزيرة مع النقابة
عن تفاعل وزيرة الإسكان والمؤسسة مع النقابة والموظفين بشكل عام، قال الغانم: كان أول لقاء لي، بعد تهنئتي الوزيرة بوشهري بتوليها حقيبة الإسكان، بخصوص موظفة تشغل وظيفة رئيسة أحد الأقسام، كانت قد عوقبت بإبعادها عن المنصب.
وتابع: طلبت من الوزيرة فتح تحقيق في الموضوع، وبالفعل تم ذلك، وعادت هذه الموظفة إلى عملها كرئيسة قسم، ونشكر الوزيرة بوشهري على هذه المبادرة الطيبة، لأنها وقفت مع الموظفة، ومع النقابة في طلبها.
الخصومة والتأزيم
* ما رؤيتكم للمرحلة المقبلة من التعاون مع الوزيرة بوشهري؟
– قدمنا مطالبات للوزيرة غير معلنة إلى الآن، مفادها وجود مسؤولين غير متعاونين مع الموظفين، ويصعبون الأمور عليهم، ويؤزمونها، ونحن ليس لدينا خصومة مع أحد، لأننا في مرحلة جديدة تتطلب التعاون مع الجميع.
الجندي المجهول
* ما تقييمك لموظف الإسكان الكويتي؟
– للأمانة هو الجندي المجهول، إذا كانت التوزيعات ناجحة فهذا بسبب موظفي الإسكان، لأنهم وراء هذه التوزيعات، فجنوب المطلاع بمفردها نحو 30 ألف وحدة سكنية وزعت في فترة وجيزة، فلا يظن أحد أنهم لا يتعرضون للضغط، أضف إلى ذلك موضوع بدل الإيجار الذي فتح أخيرا، لأنه بشكل يومي هناك من يتزوج ومن يبدل، ومطلوب من الموظفين دائما ويوميا تحديث البيانات ومعرفة من يستحق ومن لا يستحق، وهذا كله يمثل ضغطا كبيرا على موظفي المؤسسة العامة للرعاية السكنية.
1800 موظف
* كم عدد موظفي المؤسسة؟ وهل ترون أن من الواجب صرف كادر لهم، او تتحركون على كادر مالي خلال الفترة المقبلة؟ أم مازال الوقت مبكرا للحديث عن ذلك؟
– عددهم ما يقارب 1800 موظف، ونحن لا نتكلم عن كادر مالي، بل حديثنا ومطالبنا تتمثل في البدلات الموجودة والمقرة في المؤسسات الأخرى بالدولة وغير المتوافرة لدينا مثل بدل الشاشة، وبدل الجمهور، وهو بدل لا يكلف الدولة كثيرا، لكنه يأتي تقديرا للموظف.
الحملات الإسكانية
* بالحديث عن الهجوم، هاجمتم مؤخرا بعض الحملات الإسكانية، وطالبتموها بعدم أخذ حقوق وإنجازات موظفي ومهندسي المؤسسة ونسبها لأنفسها، واتهمتم أيضا بعض الحملات بأنها وراء التكسب الإعلامي على حساب المؤسسة وقواعدها؟
– مع الأسف، في الحقبة التي مرت، كان كل 3 أشخاص يشكلون لجنة، وعندما يتم الإنجاز ينسب إلى هذه اللجنة، لا الموظفين الذين يخططون ويدرسون ويوزعون ويرفعون التقارير للمؤسسة التي تأخذ هذه النتائج وتعطيها لهذه الحملات التي تتكون من شخصين أو ثلاث، حتى يخرج هؤلاء على صفحات الجرائد، لينالوا الشكر على الإنجاز، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الموظفين هم من تعبوا وخططوا ونفذوا، ومنهم من تعرض للمرض من كثرة الجلوس على الكراسي، ومهندسو المؤسسة من أكفأ المهندسين بالدولة، ونتمنى من الوزيرة بوشهري، بحكم انها مهندسة، وتعرف معنى كلمة مهندس، ان تقدر عمل المهندسين وتفصل بينه وبين عمل الإداريين.
تكسب إعلامي
* هل تتكسب هذه الحملات إعلامياً على حساب القضية الإسكانية؟
– طبعا، فقد أصبحت القضية الإسكانية مصدر الدعاية الانتخابية لهذه الحملات والقائمين عليها.
* هل تطالب الوزيرة بعدم استقبال أفراد هذه الحملات؟
– نعم، وقد فعلنا ذلك أساسا، لمنع التسلق على أكتاف وجهود الموظفين، وأتمنى منع دخول المراجعين للمؤسسة، لأنه يسبب ربكة، إلا في حالة ترك بطاقة لمعرفة من دخل ومن خرج، وحتى يسهل تنظيم العملية، وخصوصا في أثناء التوزيعات.
* هل طالبتم “الشؤون” بتنظيم عمل هذه الحملات حتى يتم التعامل معها بشكل رسمي؟
– نعم، لكن الحملات غير موافقة، لأن العملية مفتوحة لهم، وسهلة بالنسبة إليهم، والمفترض ألا تنشر الصحافة شيئا لهذه الحملات إلا إذا كان عملهم رسميا، مثل اتحاد ملاك الشقق، لأنه يجب التعامل مع أناس محددين، دون الدخول في تفريعات لا طائل من ورائها.
اتحاد ملاك
* قلت إن بعض هذه الحملات تتكسب تجاريا، هل يمكن التوضيح؟
– هناك بعض الحملات تذهب إلى بعض التجار وتقول انها بصدد تنظيم ندوة، وتتم دعوة الناس إليها، ويتكفل أحدهم بجميع مصاريفها، من أجل أجندة معينة، وهي التحدث امام المؤسسة. ونحن نطالب المؤسسة بعمل اتحاد ملاك لكل منطقة، حتى يصبح العمل أكثر تنظيما.
إنجازات وتحركات
* البعض اتهم النقابة بأنها تدافع عن مجلس إدارة المؤسسة والوزيرة والتصدي للدفاع عنها؟
– الوزيرة لم تعيّنّي كي ادافع عنها، فأنا أتيت من خلال صناديق الاقتراع، وإحقاقا للحق، فإن الوزيرة منذ كانت في المجلس البلدي لها إنجازات وتحركات، ويوم أن كانت مستشارة، كان لها دور كبير في موضوع الجزر التي ينتظرها الكويتيون والخطة التي شاركت الوزيرة في إعدادها، ولما جاءت إلى الوزارة استبشر الجميع خيرا بذلك.
تركة كبيرة
* هل النقابة ضد انتقاد الوزيرة؟
– لا، بالعكس، فإذا كان الوزير متقاعسا من حق الناس انتقاده، لكن إذا كان لديه انجازات سابقة، لكن غير متاح حاليا امامه وقت للانجاز، والوزيرة تسلمت تركة كبيرة، 5 جهات حكومية هي المواصلات “الخدمات” والموانئ، والطيران المدني، وكل جهة لها ما لها من اهتمامات، وأشعر ان مدة 3 الأشهر التي طلبتها للدراسة والانجاز غير كافية من وجهة نظري، كما ان موضوع الحملات يمثل مشكلة كبيرة ويأخذ وقتا كبيرا من الوزيرة، وهناك بعض الأعضاء الذين يسمعون لهذه الحملات ولهم تكسبات انتخابية، وهو ما يشكل عبئا على الوزيرة.
* كلمة أخيرة.
– نشكر جريدة “الجريدة” على دعم الملف الاسكاني في البلاد بكل حيادية، ولإتاحة الفرصة لنقابة المؤسسة العامة للرعاية السكنية للحديث عن آخر مستجدات النقابة وهموم موظفي المؤسسة، الى جانب نشرها الاعلامي الاحترافي للحقائق بعيداً عن المغالطات ونشر الاشاعات المفبركة
اختيار القيادات
بشأن اختيار قياديي المؤسسة الجديدة، أكد الغانم أنه إذا كان هناك تجديد، فأرجو أن يكون من كفاءات المؤسسة، سواء للوكلاء أو غيرهم من القياديين ونواب المدير العام، ممن لا تثار حولهم شبهات، وهناك من الأكفاء في المؤسسة من يستحق ذلك، وهم يتعاملون مع الموظفين معاملة راقية ويتعاونون جدا معهم.
وأضاف: نتمنى أن يقف المواطنون مع الوزيرة بوشهري التي تولت المنصب في جو غير صاف، والوزارة في معرض اتهام وهجوم مستمر من الأهالي، وقد طلبت الوزيرة في سبيل ذلك مدة 3 أشهر لدراسة جميع الأوضاع وتقييمها، ومن غير المنطقي أن تكون هذه المدة كافية لإنجاز شيء.