«صندوق النرويج» يستثمر في 13 سهماً كويتياً بـ 476.8 مليون دولار
في ظل القفزة الكبيرة التي شهدتها بورصة الكويت خلال العام الماضي 2021 والتي حققت خلالها مكاسب سوقية كبيرة بلغت مستوى 9.2 مليارات دينار، ليتجاوز بذلك السوق التداعيات السلبية التي فرضتها جائحة كورونا على القطاعات الاقتصادية خلال 2020، شهدت استثمارات الصندوق السيادي النرويجي (أكبر الصناديق السيادية العالمية) في الأسهم الكويتية بنهاية 2021 قفزة كبيرة بنسبة 43% لتبلغ 476.88 مليون دولار مقارنة مع 333 مليون دولار خلال 2020.
وجاءت قفزة استثمارات صندوق الثروة السيادي النرويجي في 13 سهما في بورصة الكويت خلال العام الماضي لتقترب من المستوى الأعلى الذي سجلته استثمارات الصندوق في 2019 والتي بلغت مستوى 492.3 مليون دولار.
وتظهر قفزة الاستثمارات النرويجية في الكويت ثقة عالمية كبيرة في الأسهم الكويتية، بعد ترقية السوق الكويتي الى مصاف الأسواق العالمية الناشئة من خلال الانضمام الفعلي لمؤشر ستاندر آند بورز داو جونز، والترقية الرسمية لمؤشر MSCI، والتحسينات المستمرة التي تنفذها منظومة السوق المتمثلة في هيئة أسواق المال وبورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة، ما يعزز مكانة الدولة كمركز مالي إقليمي.
وقامت بورصة الكويت بتنفيذ العديد من إصلاحات السوق ضمن خططها الشاملة للنهوض به على عدة مراحل، ونجحت في إدخال أدوات استثمارية مبتكرة، وتعزيز مستوى الشفافية، وإعادة هيكلة السوق بهدف رفع السيولة فيه، وزيادة قدرته التنافسية، استنادا لاستراتيجية الشركة النابعة من مهمتها، والتي تركز على تطوير السوق ليواكب المعايير الدولية.
وجاء بنك الكويت الوطني في صدارة الأسهم، حيث بلغت استثمارات الصندوق 104.3 ملايين دولار، وجاء بنك الخليج في المرتبة الثانية باستثمارات بلغت 89.9 مليون دولار، والبنك الأهلي المتحد- البحرين باستثمارات بلغت 65.4 مليون دولار، وشركة هيومن سوفت باستثمارات بلغت 61.4 مليون دولار، وشركة المباني باستثمارات قدرت بنحو 50.7 مليون دولار.
وللمرة الأولى عزز الصندوق استثماراته في شركة بورصة الكويت لتبلغ حجم الاستثمارات في الشركة ما قيمته 31.9 مليون دولار، أما شركة الاتصالات المتنقلة (زين) فبلغ حجم الاستثمارات 30.6 مليون دولار، وشركة طيران الجزيرة بقيمة 26.98 مليون دولار، وشركة أجيليتي باستثمارات بلغت 6.7 ملايين دولار.
أما شركة STC الكويت فبلغ حجم استثمارات صندوق النرويج فيها ما قيمته 5.3 ملايين دولار، وبنك برقان بلغ حجم الاستثمارات فيه ما قيمته 2.4 ملايين دولار، ثم شركة بوبيان للبتروكيماويات 879 ألف دولار، وأخيرا بيت التمويل الكويتي (بيتك) بلغ حجم الاستثمارات فيه نحو 2.7 ألف دولار.
وتاريخــيـــاً، بـلـغــت استثمـــارات الصنـــدوق النرويجي في الكويت 150 مليون دولار في 2018 و130 مليون دولار في 2017، وبلغت في 2016 نحو 110 ملايين دولار وفي عام 2015 ما قيمته 100 مليون دولار.
ويبدو أن الثقة الأجنبية في أسواق المال الكويتية والكيانات التشغيلية المتداولة فيها سجلت ارتفاعا كبيرا خلال الآونة الأخيرة، وذلك في ظل خطط التطوير التي يتم تفعيلها على أرض الواقع، والتي تمثل ضمانات لاستثمار مستقر وآمن، كما أن السوق الكويتي بات مثالا يحتذى للأسواق الأخرى.
ويعتبر صندوق الثروة السيادية النرويجي أو ما يعرف رسميا بالصندوق الحكومي لمعاشات التقاعد – العالمي من أنجح الصناديق السيادية في العالم من حيث القوة وتنويع محفظة الاستثمارات والعائدات.
ولقد كانت مبادرة الحكومة النرويجية بإنشاء صندوق معاشات التقاعد – العالمي في عام 1990 لاستثمار الفائض المالي النفطي في شركات قوية في مختلف الأسواق المالية العالمية المختارة بدقة، وكذلك الاستثمار في شركات ذات أصول قوية في النرويج وخارجها.
وحقق الصندوق السيادي النرويجي، عائدا نحو 177 مليار دولار في عام 2021، بنسبة عائد 14.5%، تمثل ثاني أكبر عائد سنوي في تاريخ الصندوق، وبلغت إجمالي القيمة السوقية لأصوله نحو 1.38 تريليون دولار.