“الصحة العالمية”: ارتفاع إصابات كورونا أمر “لا مفر” منه
حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من أن زيادة أخرى في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” بطفراته المختلفة “أمر لا مفر منه”. وأعلن راجندرا براساف ياداف، ممثل المنظمة، أنه «من السابق لأوانه الإعلان عن التغلب على الفيروس”، داعياً إلى استمرار توخي الحيطة والحذر، بعد عامين من إعلان المنظمة عن جائحة “كوفيد – 19”.
وقال ياداف في مقابلة تلفزيونية: “عندما نبدأ في خفض مراقبتنا وتقليص ارتداء الكمامات والتباطؤ في وتيرة التطعيم بشكل كبير، فهذا ينذر بكارثة”. وأشار ياداف إلى أن المنظمة تشهد “ارتفاعاً ضخماً، في حالات الإصابة، في عدد من الدول، ما يزيد من مخاطر ظهور متحورات جديدة مثيرة للقلق”.
في غضون ذلك، أظهر إحصاء لوكالة “رويترز” للأنباء أن عدد الوفيات بفيروس “كورونا” في آسيا تجاوز حاجز المليون، أمس (الجمعة)، مع ارتفاع الإصابات بالمتحور “أوميكرون” بعد انتشاره في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وأظهر الإحصاء أن عدد الوفيات في القارة التي تضم أكثر من نصف سكان العالم، وصل إلى مليون و45، وهو ما يمثل 16 في المائة من الوفيات العالمية.
وأوضح الإحصاء أيضاً أن أكثر من 450.88 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس “كورونا” على مستوى العالم، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى ستة ملايين و410 آلاف حالة. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
لا تزال حالات الإصابة الجديدة عند مستويات قياسية أو تقترب من أن تكون قياسية في ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند وفيتنام، لكنها تراجعت كثيراً عن أعلى مستوياتها في الهند وإندونيسيا والفلبين. وحتى البر الرئيسي الصيني، الذي يتبنى استراتيجية من التدابير الصارمة للحد من العدوى، لم يكن في مأمن من “أوميكرون” سريع الانتشار.
وارتفع عدد الوفيات إلى مستويات غير مسبوقة في دول بمنطقة شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ. كما ارتفع معدل وفيات “كوفيد – 19” في هونغ كونغ إلى أكثر من 200 وفاة يومياً في الأسبوع الماضي، مقارنة بحالة واحدة أو اثنتين قبل ذلك، إذ تجتاح العدوى المئات من دور رعاية المسنين، ما أثر على الكثير من كبار السن غير المطعمين في المدينة.
وبلغ متوسط الوفيات في كوريا الجنوبية 186 يومياً، أي ثلاثة أمثال المعدل في 2021، لكن الهند، التي تمثل الوفيات فيها ما يقرب من 52 في المائة من إجمالي وفيات «كوفيد – 19» في آسيا، خالفت هذا الاتجاه، إذ سجلت ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان انخفاضاً كبيراً في كل من الإصابات والوفيات في الشهر الأخير.
وأظهرت أرقام رسمية أن الهند كانت تسجل أقل من خمسة آلاف حالة إصابة و200 وفاة في اليوم على مدار الأيام الأربعة الماضية، وذلك في مقابل أعلى مستوياتها هذا العام المسجلة في يناير (كانون الثاني) التي تخطت 300 ألف إصابة وألف وفاة كل يوم.
وأظهر تحليل أجرته “رويترز” أن الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية طعمت أكثر من 85 في المائة من سكانها بجرعتين من اللقاحات، لكن نسبة من حصلوا على التطعيم الكامل في ميانمار وأوزبكستان وقرغيزستان تقل عن 40 في المائة.
وفي آسيا ككل، حصل ما يقرب من 65 في المائة من السكان على جرعتين من اللقاح. وتفرض هونغ كونغ، التي تدرس إجراء مسحات جماعية لسكانها البالغ عددهم 7.4 مليون، أكثر قيودها صرامة، إذ تحظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين وقررت إغلاق معظم الأماكن ووقف الرحلات الجوية من دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة.
وفي الصين، ترتفع الإصابات الجديدة باطراد. فقد سجل البر الرئيسي، أمس، أكثر من ألف إصابة محلية جديدة، وهو أعلى عدد يومي منذ احتواء بكين أول انتشار بالبلاد في أوائل 2020، وذلك بفعل قفزة في الإصابات التي لا تظهر عليها أعراض. ولم تسجل أي وفاة منذ يناير من العام الماضي. وقال ليانغ وانيان، رئيس مجموعة الخبراء المعنية بالوقاية من “كوفيد – 19” بالصين، إنه لا يزال من السابق لأوانه أن تفكر أكثر دول العالم سكاناً في تخفيف قيودها الصارمة، إذ لا يزال من الممكن أن يتسبب “أوميكرون” في الكثير من الوفيات.