روسيا لاستهداف إمدادات الأسلحة الغربية وأوكرانيا: موسكو تكبّدت «خسائر فادحة»
أكدت كييف أن موسكو تقوم بتعزيز قواتها في جميع مناطق القتال بعدما تكبدت «خسائر فادحة» منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل أسبوعه الثالث، واتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بقصف مسجد السلطان سليمان الذي كان يحتمي به أكثر من 80 شخصا في مدينة ماريوبول الإستراتيجية بينهم أطفال.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أحدث خطاب متلفز له أمس، إن الجيش الروسي تكبد «أكبر خسائره منذ عقود»، مشيرا إلى أن 31 مجموعة تكتيكية روسية أصبحت غير قادرة على القتال، مجددا الدعوة لضرورة الضغط على موسكو من أجل توفير الحماية اللازمة للمدنيين الأوكرانيين وإجراء عمليات إجلائهم بشكل آمن.
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية مقتل 12 ألف جندي روسي وتدمير 362 دبابة و58 طائرة و135 من الأنظمة المدفعية منذ بداية الحرب وحتى امس.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تقرير أوردته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية، أن إجمالي الخسائر القتالية التقريبية للجيش الروسي خلال الفترة من 24 فبراير الماضي وحتى 12 الجاري بلغت أكثر من 12 ألف شخص و362 دبابة و1205 مركبات قتالية مدرعة، و135 من الأنظمة المدفعية و62 من أنظمة الصواريخ متعدد الانطلاق و33 من أنظمة الدفاع الجوي، و58 طائرة و83 مروحية و585 مركبة و3 سفن وقوارب و60 خزان وقود و7 طائرات من دون طيار من المستوى التشغيلي والتكتيكي.
جاء ذلك فيما احتدم القتال خارج كييف وخاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، حيث باتت عمليات إجلاء مهددة مجددا لاسيما من البلدات المحاصرة.
وشددت القوات الروسية ضغوطها على العاصمة بعدما أصبحت على بعد 25 كيلومترا منها، وقصفت مواقع مدنية في مدن أخرى، حيث دوت صفارات الإنذار في كل الأراضي الأوكرانية لحث الناس على الاحتماء.
وحذر مسؤولون أوكرانيون من ان القصف العنيف والتهديدات بشن هجمات جوية روسية يعرض للخطر محاولات إجلاء المدنيين من بلدات محاصرة.
وقال حاكم منطقة كييف إن القتال والتهديدات بشن هجمات جوية روسية استمرت أثناء محاولات الإجلاء، وقال حاكم منطقة دونيتسك إن القصف المستمر يعقد جلب المساعدات إلى ماريوبول، فيما اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان المحاصرين في ماريوبول في حالة يأس.
وقال مستشار للرئاسة الأوكرانية إن 79 حافلة للإجلاء وشاحنتين تحملان شحنات إنسانية توجهت إلى مدينة سومي، كما غادرت حافلات وشاحنات زابوريجيا إلى ماريوبول.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القتال شمال غربي كييف مستمر وإن الجزء الأكبر من قوات المشاة الروسية على بعد 25 كيلومترا من وسط المدينة.
وأضافت أن مدن خاركيف وتشرنهيف وسومي وماريوبول مازالت تحت الحصار والقصف الروسي المكثف.
كما تعرضت مستشفيات من بينها مركز لعلاج السرطان وعيادة لطب العيون في مدينة ميكولاييف الساحلية جنوب أوكرانيا لقصف، حسبما ذكر صحافي في وكالة «فرانس برس»، وتطايرت نوافذ مركز علاج السرطان وتضررت الأبواب.
وقال رئيس المستشفى دميترو لاغوشيف «قصفوا مناطق مدنية ليس فيها أي أهداف عسكرية».
وأضاف «يوجد مستشفى هنا ودار أيتام وعيادة لطب وجراحة العيون».
ولم يكن في مركز السرطان أي مرضى أو طواقم صحية وقت الضربات لكن عددا غير معروف من المرضى كانوا في عيادة العيون.
وقالت مسؤولة العيادة كاسيميرا ريلكوفا «أمضينا الليل في القبو، الجميع كانوا يرتجفون. المرضى كانوا مذعورين».
وفي حي إنغولسكي توقفت التدفئة وأجبر العديد من الناس على المغادرة.
في الغضون، أعلن الادعاء العام في أوكرانيا امس مقتل ما لا يقل عن 79 طفلا وإصابة 100 على الاقل منذ بدء الغزو الروسي، مضيفا أن أكثر من 280 مؤسسة تعليمية في أنحاء البلاد أصيبت بأضرار خلال الأيام الـ 16 الأولى من الحرب، ومنها 110 مؤسسات في منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا. وقد جرى تدمير تسع مؤسسات بالكامل.
واضاف «نتيجة لذلك، حرم سبعة ملايين طفل من فرصة التعلم بسبب الأعمال العدوانية النشطة والتدمير الكامل لهذه المؤسسات».
من جهتها، هددت روسيا باستهداف إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «حذرنا الولايات المتحدة من أن ضخ الأسلحة المنظم من عدد من الدول ليس مجرد خطوة خطيرة، إنها خطوة تجعل تلك القافلات أهدافا مشروعة»، نافيا في الوقت ذاته وجود مفاوضات أو محادثات بين واشنطن وموسكو حول أوكرانيا.
وأعلن ريابكوف أن قوائم العقوبات الشخصية ضد الولايات المتحدة والغرب سيتم الإعلان عنها قريبا، وقال ردا على سؤال حول قوائم الأشخاص الذين سيخضعون للعقوبات الروسية «إن القوائم جاهزة، وهذا جزء كبير من العمل اليومي لنا»، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون التركيز على كيفية الاستجابة للعقوبات وعلى نطاقها أمرا خاطئا.
بدورها، قالت الخارجية الروسية إن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الغرب بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية لم تعد قائمة، مبررة ذلك بأن «التوازن تغير جذريا والوضع حاليا مختلف تماما»، لكنها أكدت استمرار الاتصالات بين موسكو وواشنطن رغم التوترات الحالية.