بريطانيا تحذّر من «ستار دخاني» روسي لهجوم جديد في أوكرانيا
أعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس عن خشيتها من أن تكون محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مجرد «ستار دخاني» يستخدمه «الكرملين» قبل شن هجوم جديد.
وقالت تراس في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت أمس إنها «متشككة جدا» بشأن المحادثات، معتبرة أن روسيا تستخدمها كوسيلة «لإعادة تجميع» قواتها، مضيفة إن «غزوهم لا يجري كما هو مخطط له، ولا نرى أي انسحاب جدي للقوات الروسية أو أي مقترحات جدية مطروحة على الطاولة».
وأضافت أن «الروس كذبوا ويكذبون أيضا. أخشى أن تكون المفاوضات محاولة جديدة للانعطاف وإطلاق ستار دخاني ضد (الفظائع) المروعة».
وتابعت «إذا كانت دولة جدية في المفاوضات، فهي لا تقصف عشوائيا المدنيين في ذلك اليوم».
وفي أحدث تصريح حول وضع الغزو الروسي لأوكرانيا السبت، أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن «الكرملين فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الأولية» و«اضطر إلى تعديل خطته العملياتية».
وأضافت الوزارة أن ذلك يتضمن «على الارجح استخداما عشوائيا للقوة النارية مما يؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية الأوكرانية وتفاقم الأزمة الإنسانية».
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون خطأ بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وأضاف جونسون في مؤتمر لحزب المحافظين «محاولة إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع بوتين بعد ذلك، مثلما فعلنا في 2014، ستكون بمنزلة ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى».
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات سلام شاملة مع موسكو لوقف غزوها لبلاده وإلا استغرق الأمر «عدة أجيال» قبل أن تتعافى روسيا من الخسائر التي منيت بها في الحرب.
وقال زيلينسكي إن ثمن رفض التسوية سيكون فادحا، مضيفا «أريد أن يسمعني الجميع الآن وخاصة في موسكو. حان وقت الاجتماع وحان وقت الحديث… لقد حان الوقت لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا واسترجاع العدالة. وإلا، فإن خسائر روسيا ستكون من الشدة بدرجة ستجعل التعافي منها يستغرق أجيالا».
وفي الاطار ذاته، دعت الرئاسة الأوكرانية الصين إلى الانضمام إلى الدول الغربية في «إدانة الهمجية الروسية» في أوكرانيا، غداة تحذير الولايات المتحدة لبكين من العواقب التي قد تحصل في حال دعمت الصين موسكو في غزوها.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانيـــة ميخايلـــو بودولياك على تويتر «يمكن أن تكون الصين عنصرا مهما في نظام الأمن العالمي إذا اتخذت القرار الصائب أي دعم حلف الدول المتحضرة وإدانة الهمجية الروسية».
وفي المقابل، دعا رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى وقف إمدادات الأسلحة وإرسال «المرتزقة» إلى إوكرانيا.
وكتب فولودين – في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (التلغرام)، امس بحسب وسائل إعلام روسية – «على الولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو، التوقف عن إمدادات الأسلحة وإرسال المرتزقة إلى أوكرانيا».
وأشار إلى أن «المتطرفين الأوكرانيين يستخدمون السكان المدنيين كدروع بشرية ويختبئون وراء النساء والأطفال».
وأضاف: «أن الأسلحة والذخائر تنقل إلى أوكرانيا من قبل بلدان حلف الناتو، أما المرتزقة، الذين يعززون صفوف كتائب القوميين، فيجري تجنيدهم في أراضي بلدان الحلف بموافقة من قياداتها».
وتابع فولودين: «عندما يدعو الرئيس الأميركي، جو بايدن، وزملاؤه في حلف الناتو، إلى السلام، يجب أن يبدأوا من أنفسهم»، متهما إياهم بعرقلة تسوية الوضع في أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على النازية فيها.
وأعرب عن اعتقاده بأن الدول الغربية لا تريد أن تكون أوكرانيا دولة مستقلة حيادية، مؤكدا أن كل ما يحدث اليوم في أوكرانيا وخاصة مقتل المدنيين وسيل اللاجئين يقع على عاتق واشنطن وبروكسل مباشرة.
وختم بالقول: «إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى يريدون السلام، فسيكون من الصواب توجيه الأموال ليس للإمدادات العسكرية، وإنما لتوفير المساعدة الإنسانية للسكان»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تتخذ قرارها الخاص وألا تسترشد بمعايير مزدوجة.
نقلت وكالة «إنترفاكس» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن موسكو تتوقع أن تنتهي عمليتها في أوكرانيا بتوقيع اتفاق شامل بشأن القضايا الأمنية بما يشمل الوضع المحايد لأوكرانيا.
ميدانيا، قالت السلطات الأوكرانية إنها لم ترصد أي تغييرات كبيرة في جبهات القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة إلى أن مدن ماريوبول وميكولايف وخيرسون في الجنوب وإيزيوم في الشرق لاتزال تشهد أعنف قتال.
وفر عبر حدود أوكرانيا الغربية أكثر من 3.3 مليون لاجئ في حين نزح مليونان آخران في داخل البلاد. واستمرت جهود إجلاء المدنيين من المدن المحاصرة عبر «ممرات إنسانية»، وقالت السلطات الأوكرانية إنه تم الاتفاق على فتح عشرة ممرات.
وذكرت الشرطة الأوكرانية في منطقة كييف أن سبعة مدنيين قتلوا في قصف روسي أمس الاول في بوتشا الواقعة في شمال غرب العاصمة.
وفي منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، تحدثت الشرطة الإقليمية عن عشرات القتلى والمصابين أيضا في هجمات.
وقال الجانب الأوكراني إن المناطــق السكنيــة تعرضت للقصف مجددا على مدار أمس.