«سنية» بدأت حفظ القرآن في الـ60: «اتولدت من جديد»
ربما يظن البعض أنه بإتمام سن الستين يصبح المرء أقل نشاطًا، جراء إحالته إلى المعاش وتفرغه من العمل، فيبدأ الملل يتسلل إلى حياته، ومن ثَمَّ يضحى يومه روتينيًا بلا جديد، ولكن بحسب الدراسات، تُعد الـ60 السن الذهبية، ويبدأ عمر الشخص بحلولها، وهذا بالفعل ما آمنت به الحاجة سنية إبراهيم، التى قررت أن تبدأ حياتها من جديد بعد إحالتها إلى المعاش من وظيفتها.
«قررت أبدأ حياتى من جديد.. لا أشعر أننى أتممت 60 بل أشعر أننى لا أزال شابة»، بهذه الكلمات بدأت الحاجة سنية حديثها، لـ«المصرى اليوم»، مؤكدة أن أول قرار عزمت على اتخاذه هو حفظ القرآن الكريم، حيث نوَت كثيرًا فى حياتها أن تحفظه، ولكن مسؤوليات الحياة لم تُعطِ لها الفرصة لذلك.
«سنية» قالت إن رغبتها فى حفظ القرآن نبعت من فكرة أن «الشباب فى القلب»، وهو الذى يؤثر على سائر الجسد، مؤكدة أنها استطاعت تزويج فتياتها الأربع، وبات لديها أحفاد فى سن المرحلة الثانوية، فأمسى بيتها فارغًا إلا من زوجها الذى يؤنسها، فاتخذت القرآن جليسًا وتواصلت مع محفظ قرآن تحفظ معه عن طريق الهاتف.
فى غضون 4 أشهر فقط، استطاعت الحاجة سنية أن تحفظ أطول سورتين فى القرآن، وهما البقرة وآل عمران، منوهة بأن الحفظ لم يكن صعبًا على الإطلاق: «أستشعر جمال القرآن فأجد نفسى أحفظه سريعًا»، متابعة أنها تبدأ الحفظ بعد صلاة المغرب وتستمر حتى تنام.
«أضع المصحف بجانبى أثناء النوم، وعندما أستيقظ من نصف النوم أقرأ فيه.. وأراجعه على مدار النهار، فبات المصحف لا يفارق يدىَّ»، بهذه الكلمات تحدثت «سنية» عن طريقتها فى الحفظ، مشيرة إلى أنها تحفظ ربعين كل أسبوع.
وعن شعورها بعد حفظ تلك السور قالت: «شعرت أننى مولودة من جديد.. مخى دائمًا مشغول بالقرآن.. هو خير صديق فى حياتى بأكملها»، متابعة أنها درست فى معهد القراءات النحو والفقه والبلاغة فى سن الأربعين، لكنها لم تحفظ القرآن وقتها نظرًا لانشغالها بمسؤوليات الحياة، ولكن رغبتها لم تسقط بالتقادم، بل كبر حلم الحفظ لديها حتى بدأت فى تحقيقه.
من جانبه، تحدث محفظ القرآن الخاص بها، عادل الجندى، لـ«المصرى اليوم»، حول «سنية»، مؤكدًا أنها لم تتوانَ يومًا فى الحفظ، بل كانت تدهشه قدرتها على الحصول على أعلى الدرجات، التى لا يستطيع شباب عدة أن يحصلوا عليها.
واختتمت ابنة محافظة كفر الشيخ حديثها بأمنيتها فى استكمال حفظ القرآن كاملًا، مؤكدة أن الحياة بعد الستين مفعمة بالطاقة والحيوية.