مع استمرار ارتفاع أسعار الوقود في جميع أنحاء الولايات المتحدة يبحث الأمريكيون عن طرق أرخص لملء خزانات سياراتهم – ويبحث بعضهم عن ذلك في بلدان أخرى.
ويتجه البعض في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي تُصنف باستمرار باعتبارها من بين أعلى المعدلات في البلاد فيما يتعلق بأسعار البنزين، عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بحثا عن التوفير.
وكانت تكلفة الغاز في الولايات المتحدة، حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط، في ارتفاع. إذ ارتفعت أسعار الوقود، وفقا لوزارة العمل الأمريكية، بنسبة 40 في المئة من يناير 2021 إلى يناير 2022.
وروسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وأدى صراعها مع أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وبلغ متوسط تكلفة غالون التجزئة من البنزين في وقت سابق من هذا الشهر 4.33 دولارات – ووصل إلى أعلى مستوى له في 14 عاما، بحسب ما ذكرته جمعية السيارات الأمريكية (AAA).
ويبلغ متوسط سعر البنزين في كاليفورنيا حاليا 5.91 دولارات للغالون و 4.24دولارات للغالون على المستوى الوطني، بحسب بيانات (AAA).
أما الوضع في المكسيك فمختلف، إذ كان الرئيس، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قد وعد في وقت سابق من هذا الشهر بالسيطرة على أسعار البنزين من خلال دعم الوقود.
ونشر جوليو فاكويرو المقيم في سان دييغو على بعد 17 ميلا فقط من الحدود المكسيكية، على موقع تيك توك مقطع فيديو يوضح كيف ملأ سيارته هوندا سيفيك في تيخوانا المكسيكية مقابل 40 دولارا.
وأضاف: “800 بيزو ملأت خزان سيارتي” مبينا شاشة مضخة الوقود في محطة البنزين، ومقياس الوقود الكامل لسيارته.
وحاز المقطع القصير الذي نشره على تيك توك على أكثر من 1900 إعجاب.
وقال لبي بي سي إنه بعد ذلك بأسبوع كلفه ملء الخزان في كاليفورنيا 70 دولارا.
ويعيش فاكويرو على بعد حوالي 20 دقيقة من تيخوانا ويميل إلى زيارتها كل شهرين، لكنه قال إنه إذا استمرت الأسعار على هذا النحو فسيبدأ في القيام برحلات أسبوعية إلى المكسيك للحصول على بنزين أرخص.
وقال إن سعر الغالون في شيفرون في المكسيك (3.75 دولارات) مقارنة بسان دييغو (6 دولارات) رخيص جدا.
وأشار إلى أن السعر في منافذ شركة بيميكس، وهي شركة مكسيكية مملوكة للدولة، كان أرخص إذ بلغ فقط 3.30 دولارات للغالون الواحد.
وقال كين بارنز، وهو مقيم آخر في جنوب كاليفورنيا، لبي بي سي إنه لا يسافر هو وزوجته حاليا في رحلات محددة إلى المكسيك بحثا عن الوقود، لكنهما “يتجنبان عن قصد ملء خزان سيارتهما في الولايات المتحدة قبل مغادرتها”.
ويعيش بارنز على بعد حوالي 20 ميلا من الحدود، لكنه قال إنه إذا كان يعتزم الذهاب إلى المكسيك، فمن المؤكد أنه “سيعبر الحدود ثم يملأ حزانه”.
وقال إنهما هو وزوجته يعتمدان أيضا على سيارتهما الكهربائية أكثر.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فلا يزال الطلب على الغاز يرتفع على المستوى الوطني، بحسب ما قاله موقع غاز بودي الذي يوفر تحديثات لأسعار البنزين على مدار الساعة، فقد ارتفع بنسبة 2.9 المئة في منتصف شهر مارس/آذار، على الرغم من عدم وضوح سبب ارتفاع الطلب.
وقال باتريك دي هان، رئيس قسم تحليل البترول في غاز بودي، إن السفر للحصول على بنزين منخفض السعر لمن يبحث عن عروض جيدة يمكن أن يؤتي ثماره – لكن كل هذا يتوقف على مدى رخصه والمسافة التي يحتاج إلى قطعها من أجل التوفير .
وأضاف: “يجب بشكل عام أن توفر السيارات الصغيرة سنتا واحدا لكل غالون لكل ميل تقوده بعيدا عن طريقها، بينما تحتاج سيارات الدفع الرباعي إلى توفير ما لا يقل عن سنتين لكل غالون لكل ميل بعيدا عن طريقها المعتاد”.
وقال: “تستهلك المركبات الصغيرة أقل بالنسبة لكل غالون والمسافة المقطوعة.”
كما حذر دي هان من استثمار الوقت لعبور الحدود مرتين، قائلا إنه قد لا يكون “مجديا إلا إذا كان لديك دبابة ضخمة مثل عربة سكن متنقلة”.
ويوصي موقع غاز بودي بالحد من استهلاك الوقود والقيادة بطريقة تزيد من كفاءة الوقود، بدلا من ذلك.
