التطبيع الرقمي: عراقيون متضامنون مع إسرائيل
بغداد – أثارت رسائل تضامن من عراقيين مع إسرائيل، جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية.
ونشر أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي على حسابه الرسمي على تويتر صورة لزي عسكري عراقي مصحوبا بورقة كتب عليها “من العراق جهاز مكافحة الإرهاب متضامن مع الشعب الإسرائيلي حبي لكم”، وقد ذيّل العبارة بتوقيع “أبوضرغام”.
وعلق جندلمان “ضابط عراقي أصيل يعبر عن حبه لإسرائيل وعن تضامنه معنا في مواجهة الإرهاب الفلسطيني. تحياتي لك أيها الملازم أبوضرغام وحماك الله”.
كما انتشرت عبارات أخرى في نفس السياق على الشبكات الاجتماعية خاصة فيسبوك الموقع الأكثر استخداما في العراق.
كما دشنت صفحة على فيسبوك باسم “العراق مع إسرائيل” استقطبت أكثر من 15 ألف متابع وروجت لها صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على الشبكات الاجتماعية.
وتحمل الصفحة شعار الموقع؛ علمي العراق وإسرائيل.
ونشرت صفحة “العراق مع إسرائيل” صورا لعبارات تضامن لعراقيين، لم يفصحوا عن هوياتهم، أو صورهم الحقيقية، مكتوبة على أيديهم ومرفوقة بجواز السفر العراقي.
وعلى صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” التي يتابعها مليون و225 ألف متابع على فيسبوك كتب معلق على صورة العراق مع إسرائيل “مستحيل يكون هذا نابعا من شعب العراق هذا كذب يا آل صهيون نحن كشعوب نكرهكم ونحن كمصريين نبغضكم”.
ليجيب مشرف على صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية “ليست كل الأصابع سواسية، ولست متحدثا باسم الشعب المصري بأكمله. أمّا الشعب العراقي فلهُ ظروفه الخاصة وقد بدأ يُدرك ما لا تُدركهُ بعد بقية الشعوب العربية التي لا تزال تعيش على العواطف”. وقال آخر على نفس الصفحة متوجها على ما يبدو إلى العرب “لم لا تعيشون في سلام وتتقبلون الواقع؟(..)”.
إسرائيل تخطو خطوات غير مسبوقة في طريق “الدبلوماسية الرقمية”
وأجابت صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية “كلمات من ذهب تشرح الحقيقة الدامغة بشكل واضح وصريح. من هذا المنبر ندعو الجميع إلى نبذ التطرف والتحرر من الشعارات الفارغة”.
وأحدث أوجه هذا النزاع، هو الجدل بشأن زيارة ناشطة مدنية عراقية، إلى إسرائيل، إذ أعلن المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى، مزاحم الحويت، دعمه لها، ليرد أحمد الجربا، أحد زعماء عشيرة شمر، وعضو البرلمان العراقي، قائلا إن عشائر نينوى لم تخول أحدا الحديث باسمها.ورد الحويت مؤكدا أن “عداء إسرائيل ولى مع صدام”.
وكانت الناشطة الإيزيدية، نادية مراد، التي نجت من أسر تنظيم داعش زارت اسرائيل الاثنين، وحضرت ندوة في الكنيست، بشأن “الإبادة الجماعية” التي تعرض لها الإيزديون.
وبحسب صفحة إسرائيل تتكلم باللغة العربية على فيسبوك فإن الإعلام العراقي طرأ عليه انفتاح بعد عام 2003 بحيث “تعددت الأقلام التي تعيد النظر في علاقاتها بمكنونات المجتمع العراقي من ضمنها اليهود الذين ساهموا مساهمة فعالة في تطوير العراق الحديث ومؤسساته حتى إسقاط الجنسية عنهم”.
فيما أكد ناشطون على فيسبوك أن الحملة كاذبة ومحاولة للإساءة إلى الشعب العراقي.
من جانبه قال ناشط إن “عددا من الصفحات الإسرائيلية التي تحمل عناوين عراقية نشرت تلك الأكاذيب حتى تعلن للجميع أن العراقيين يقفون معهم”، لافتا إلى أن “من ضمن تلك الصفحات هي صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية والتي ادعت أن العديد من الرسائل وصلت إليها خلال الأيام الماضية تبين تضامن الدول العربية مع إسرئيل، حيث إن أكثر هذه الرسائل جاءت من العراق”.
واعتبر جاسم أن “هذه تمثل أضحوكة يحاول الإسرائيليون تمريرها على البعض”.
من جانبه، أكد النائب عن التحالف الوطني محمد اللكاش الخميس، أن الحملات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهاشتاغ “كلنا إسرائيل” هي مدفوعة الثمن، مشيرا إلى أن هذه الحملات تقف وراءها جيوش إلكترونية تابعة للموساد الإسرائيلي المتوغل في مناطق عدة بالعراق من بينها كردستان.
وقال اللكاش في حديث لموقع “السومرية نيوز” العراقي، “القول إن الحملة رد فعل على تصرفات بعض المحسوبين على الشعب الفلسطيني ليست مبررا لها”.
يذكر أن إسرائيل تخطو خطوات غير مسبوقة في طريق “الدبلوماسية الرقمية” وقد استطاعت الوصول إلى الشباب العربي على الشبكات الاجتماعية في مسعى للتأثير في الرأي العام.