«من شارع الهرم»… إلى أين؟
حالة من الضياع، يعيشها المشاهد لمسلسل «من شارع الهرم إلى»، الذي بدأ عرضه منذ بدء شهر رمضان المبارك.
الضياع أتى لا إرادياً، فمن ناحية هو أمام عمل ضخم، تقود بطولته الفنانة القديرة هدى حسين، التي تثبت سنة بعد سنة أنها ممثلة من الطراز الرفيع، وأن الخبرة تُكتسب والأداء يُدرّس، فيما أتت الضجة وردود الفعل الشعبية من ناحية أخرى على حالات وحوارات ومشاهد اعتبرها البعض لا تشبه المجتمع الكويتي وبعيدة كل البعد عنه، فيما رأى البعض الآخر أنها مرآة تعكس واقعاً موجوداً.
المسلسل الذي ما زال في بداياته، يتناول قصة امرأة تدعى عبلة (هدى حسين)، وهي دكتورة ترعى أولادها حتى بعد أن أصبحوا أطباء، حيث يعمل الستة معها في المركز الطبي، ويقيمون معها أيضاً في المنزل ذاته، ولكل منهم جناح خاص مع عائلته.
وتستطيع بحنكتها أن تدير حياتهم وحياة أبنائهم.
الحلقات الأربع الأولى التي عُرضت من العمل الذي تبثه محطة «mbc1» ومنصة شاهد، طرحت بعضاً من القضايا التي تتواجد في كثير من المجتمعات، وأبرزها قضية الخيانة الزوجية، وجرائم الشرف، والرجل الناعم، والآخر الطامح إلى أهدافه السياسية، ويتخلى عن مبادئه بسهولة من أجل الصوت، ولا نعرف ما الذي تخبئه الحلقات المقبلة من مفاجآت.
لكن ما أثار عاصفة من الانتقاد، إضافة إلى مشاهد الرقص للممثلة نور غندور، الحوار الذي دار بين دكتور التجميل والنحت «زهير» (أحمد إيراج) مع زوجته (الفنانة ليلى عبدالله)، وهما فوق اليخت، معاتباً إياها لعدم ارتدائها «البيكيني» أمام أصدقائه وزوجاتهم، من باب التسويق له كونه هو من قام بـ «نحت جسمها»، وهو مشهد رأى الكثيرون أنه جريء يتضمن كماً من «الدياثة» التي لا يمكن إنكار وجودها في المجتمعات كافة، ولا يوجد مبرر درامي له، خصوصاً في عمل خليجي يُعرض على شاشة رمضان.
لكن في المقابل، فإن الكاتبة هبة مشاري حمادة، لم تترك الأمر يمر من باب الترويج للفكرة، بل أتى رد الفعل من قبل الزوجة عاصفاً على زوجها، لعدم شعوره بالغيرة على شرفه، لا سيما حين أثار غضبها إلى حد الهيستيريا حين لم يصدقها عندما أبلغته بأن صديقه تحرّش بها، متهماً إياها بالكذب.
الحوار تكرر أيضاً بين الزوجين مرة أخرى حين طلبت إليه أن يحضر لها «الفرو» لكي ترتديه يوم زفاف شقيقه، فيما طالبها هو بإظهار مفاتنها، التي أسهم في إبرازها بأنامله، لكي تلفت أنظار الحاضرات ويستفيد منهن مادياً حين يلجأن إليه.
وبين من اعتبر أن ما يتم عرضه هو ضمن خطة ممنهجة تمهد لغزو عقول الشباب وبث السموم الغربية فيها، وبين من يعتبر أن ما يطرحه المسلسل يحاكي الواقع المجتمعي، بجرأة وشفافية، أملاً بإيجاد الحلول لها، يبقى المشاهد أمام واقعية الأداء التمثيلي الذي يجعل المشاهد يصدّق ما تراه عيناه.