«الدول الأربع» تجتمع في المنامة
أعلنت وزارة الخارجية البحرينية، أمس، أن اجتماع وزراء خارجية البحرين والسعودية والإمارات ومصر سيعقد بالمنامة اليوم. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم في القاهرة يوم الخامس من يوليو الجاري. وذكر بيان للخارجية المصرية أن الاجتماع سيستمر يومين ويعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها، والتأكيد على مطالبها من قطر، وتقييم مستجدات الوضع، ومدى التزام قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع.
وكان وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات قد عقدوا اجتماعا بالقاهرة لبحث الرد القطري على مطالب الدول الأربع الذي تسلموه من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وأعرب الوزراء الأربعة، في بيان مشترك عقب الاجتماع، عن الأسف لما أظهره «الرد السلبي» الوارد من دولة قطر، مؤكدين في الوقت نفسه تقديمهم «جزيل الشكر والتقدير» الى سمو أمير البلاد على مساعيه وجهوده لحل الخلاف مع الدوحة.
كما أكد الوزراء حرص الدول الأربع الكامل «أهمية العلاقة بين الشعوب العربية والتقدير العميق للشعب القطري الشقيق»، معربين عن الأمل في أن «تتغلب الحكمة وتتخذ دولة قطر القرار الصائب».
الى ذلك، شدد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، على أن «مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهوداً حثيثة ومتواصلة»، مضيفا في كلمة له أمام الجمعية العامة، أن «السعودية بذلت جهودا مضاعفة لمجابهة الفكر المتطرف وهي تدين بلا تحفظ جميع الأعمال الإرهابية.
من جهته، كشف السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، أن الدول المقاطعة لقطر لديها «أدلة قاطعة تكفي لإدانة الدوحة بدعمها للميليشيات المسلحة في سورية وليبيا والصومال، إضافة إلى دعمها تنظيم القاعدة ممثلا في جبهة النصرة في سورية، واحتضانها جماعة الإخوان، وحركتي حماس وطالبان».
وقال العتيبة في مقابلة تلفزيونية إنه «إذا واصلت الدوحة سياستها، فإنه يحق للدول الأربع مواصلة مقاطعتها، واتخاذ الإجراءات التي تحفظ لها حقوقها كما تريد»، معتبرا أن «أساس الخلاف مع قطر هو عدم التزامها بالمواثيق والمعاهدات التي تمت في الرياض عامي 2013 و2014». وشدد العتيبة على أن «الدول الخليجية ومصر لا يمكنها الموافقة على سياسات الدوحة المخالفة لنهج البيت الخليجي التي أضرت به».
في المقابل، رأى سفير قطر لدى روسيا، فهد العطية، أن الدول الأربع «تطلب من قطر معاقبة كل من يعارض أنظمتها ويختلف معها سياسيا، واعتبارهم إرهابيين،» مضيفا: «هذا بحد ذاته إرهاب.. دول الحصار تسعى اليوم إلى إعادة إنتاج الأنظمة التي أنتجت الإرهاب، وتريد أن تقنعنا بأن تلك الأنظمة ستحارب الإرهاب».
وأضاف في حوار مع إذاعة «إيخو موسكفي» الروسية، نقلته الخارجية القطرية، أن «موقف قطر من الإرهاب واضح، وهو أن كل من يعرض حياة الآخرين للخطر لتحقيق أهداف سياسية، بصرف النظر عن منطلقاته وأيديولوجياته، يُعتبر إرهابياً، وينبغي أن يُحارب بكل الوسائل الممكنة، وتجفيف كافة مصادر تغذيته فكرياً ومالياً».
ورأى أن مصطلح الإرهاب «فقد معناه الحقيقي، وأصبح وسيلة تستخدم لإقصاء الآخر،» معتبرا أنه «يجري استغلال الشعور العام بالخوف من العنف، لإطلاق صفة الإرهابي على كل من يعارضنا، وأصبحت دول العالم كلها من كبيرها إلى صغيرها تدعي أنها تحارب الإرهاب.» وقال العطية إن بلاده «تسير مع التيار الكبير والآخرون يسيرون في عكس هذا التيار، إنهم أقلية في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي».