الديحاني.. «إفطار أولمبي» على صوت الرصاص
يحمل شهر رمضان المبارك ذكرى خالدة عطرة في وجدان الكثير من أبناء الكويت، وما ان تأتي الأيام الأولى من الشهر المبارك حتى تأخذهم الذاكرة ذهابا إلى عاصمة الضباب لندن، وتحديدا في عام 2012، حيث كانت المدينة البريطانية العريقة محط أنظار العالم الرياضي في ذلك الوقت، وهي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية خلال الفترة من 27 يوليو الى 12 أغسطس.
الكويت لم تسجل حضورا في قائمة الميداليات الأولمبية بدورات أولمبية سابقة، والجميع يمني النفس بواحدة تكون البداية، وتمهد الطريق لإنجازات أولمبية متكررة كل 4 أعوام، وقد جاءت اللحظة في الموعد الأمثل لمحبي الرياضة والرماية تحديدا، في رمضان وقبل الإفطار تحديدا، أخذ «الكويتيون» يتحضرون لمنافسات رماية الحفرة «دبل تراب»، والترقب في أعلى مراحله، والأنظار تتجه نحو البطل العالمي فهيد الديحاني، لعله يقدم إفطارا خاصا هذه المرة، وبالفعل لم يكن على الموعد سواه، وكان «أبو ساير» القناص الذي يسدد فلا يخطئ حاضرا، يستعيد ذكريات أول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة الكويتية، عندما توج بها في أولمبياد سيدني 2000، وكانت حينها أول ميدالية أولمبية بين الدول العربية والخليجية في الرماية.
لم تكن المنافسات سهلة، وجميع الرماة من مختلف دول العالم يتطلعون إلى منصة التتويج التي لا تتسع سوى ثلاثة لثلاثة أبطال فقط، ذهب الراميان فهيد الديحاني والاسترالي مايكل دايموند إلى جولة التمايز الحاسمة للفصل بينهما على المركزين الثالث والرابع، والميدالية الأولمبية البرونزية الأهم، فجاءت تصويبات «أبو ساير» دقيقة، رمية برمية، ودخان البنادق لا يهدأ والقلوب إلى الحلم الأولمبي تائقة، لم تهتز كتف فهيد، وأهل الكويت جميعهم أمام الشاشة الفضية على غير العادة في هذا الوقت الرمضاني تحديدا، ولم يترك لخصمه الاسترالي طريقا سوى القبول بالخسارة والحلول رابعا، بعدما دانت الكفة لمصلحته بنتيجة 4-3، لتعيش الكويت وأهلها ومحبوها فرحة غامرة.