ضابط أوكراني سابق: المختبرات البيولوجية الأميركية تشكل تهديدات محتملة لشعب أوكرانيا وما وراءها
«تجري المختبرات البيولوجية التي تقودها الولايات المتحدة في أوكرانيا أبحاثا سرية منذ فترة طويلة، ما يُشكل تهديدات محتملة لشعب أوكرانيا وما وراءها، في الوقت الذي لا يعلم فيه السكان المحليون بهذا الأمر»، هكذا صرح فاسيلي بروزوروف، الذي يُعرف نفسه بأنه ضابط سابق في جهاز الأمن الأوكراني.
وقد تناقلت المنافذ الإخبارية الروسية على نطاق واسع تصريحات بروزوروف حول المختبرات البيولوجية الأميركية في أوكرانيا، وأجرت وكالة أنباء «شينخوا» مؤخرا مقابلة بالفيديو معه. وذكر بروزوروف «يساورني قلق شديد من احتمال حدوث تسرب لفيروس من تلك المختبرات البيولوجية، وهو أمر سيكون كارثيا ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، وإنما على الأقل بالنسبة لأوروبا»، مشيرا إلى ضرورة إرسال خبراء دوليين إلى المختبرات البيولوجية في أوكرانيا للتحقق.
وقال بروزوروف إنه عمل في جهاز الأمن الأوكراني لفترة طويلة، وعمل في مركز مكافحة الإرهاب التابع لجهاز الأمن الأوكراني في كييف لمدة أربع سنوات بعد عام 2014. وذكر أنه خلال عمله، تمكن من الوصول إلى وثائق حول المختبرات البيولوجية الأميركية في أوكرانيا، مضيفا بقوله «إنني على قناعة بأن أنشطة هذه المختبرات في أوكرانيا تُشكل تهديدات محتملة للشعب الأوكراني ولشعوب الدول الأخرى».
وأشار بروزوروف إلى أنه بموجب اتفاق بشأن الأمن البيولوجي تم التوصل إليه في عام 2005 بين وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الصحة الأوكرانية، قام الجانب الأميركي أولا بتحديث بعض المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ثم سيطر بشكل كامل على أنشطتها.
ولفت الضابط السابق إلى أنه «منذ عام 2005، عملت الولايات المتحدة مع أوكرانيا، ونشطت في الضغط على الأخيرة من أجل إنشاء مختبر مرجعي مركزي، ليتم فيه جمع أكثر السلالات نشاطا وعلى وجه الخصوص مسببات الأمراض المعدية الخطيرة».
وتابع بروزوروف قائلا إنه بعد عام 2014، نجحت الولايات المتحدة في الضغط على أوكرانيا لإنشاء مستودع لمسببات الأمراض والمواد الخطيرة للغاية. «في الواقع، تم الاحتفاظ بعدد كبير من عينات مسببات الأمراض المعدية هناك منذ الحقبة السوفيتية. وقُدرت قيمة عينات الأمراض المعدية بملياري مليار دولار أمريكي في عام 2010، وتم نقل العينات الأكثر قيمة إلى الولايات المتحدة منذ عام 2014»، وفقا لما ذكر بروزوروف.
وأضاف: «في وقت لاحق، لم يتمكن ممثلو المجتمع العلمي الأوكراني من دخول تلك المرافق، ولم يتمكنوا من ضمان عدم إجراء أنشطة بحثية محظورة»، مضيفا «لم يُسمح لهم بالدخول إلى هناك على الإطلاق، على أساس أن المختبرات كانت شديدة الخطورة وسرية للغاية، في حين كان لدى الممثلين والمقاولين الأميركيين إمكانية الوصول المنتظم إلى المختبرات لإجراء أعمال بحث وتطوير».
ولفت إلى أن بحوزته بعض الوثائق ذات الصلة، من بينها ما يسمى «يو بي-4» و«يو بي-5»، وأن أسماء قادة المشاريع مدرجة بوضوح. وذكر بروزوروف أن «هؤلاء الأشخاص ليسوا مواطنين أوكرانيين، لكنهم باحثون أميركيون، وعلى وجه التحديد أطباء من جامعة لويزفيل بالولايات المتحدة، ومعهد البحوث الطبية للأمراض المعدية بالجيش الأميركي ومؤسسات طبية أخرى».
وقال بروزوروف إن الشعب الأوكراني لم تكن لديه منذ فترة طويلة أدنى فكرة عن المختبرات البيولوجية الأميركية في بلاده، مضيفا أن «الأوكرانيين العاديين، الذين يعيشون بجوار هذه المختبرات البيولوجية، ليسوا على دراية بمسببات الأمراض الخطيرة مثل الطاعون والكوليرا والجمرة الخبيثة، والتي أجريت عليها دراسات في أحيائهم».
لدى حديثه عن سلامة المختبرات البيولوجية، ذكر بروزوروف أنه على الرغم من عدم وجود سجل مكتوب واضح للتسريبات بسبب السرية الشديدة، فقد كانت هناك زيادة في عدد حالات تفشي الأمراض المعدية في أوكرانيا منذ عام 2014. ومضى في حديثه قائلا إن «الحصبة، على سبيل المثال، هي مرض تلاشى منذ فترة طويلة، ولكن في عامي 2018 و2019، أصيب عشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص بالمرض وتوفي بعضهم به. وبالمصادفة، عاش أكبر عدد من المصابين في المنطقة التي توجد فيها المختبرات البيولوجية الأميركية».
وذكر بروزوروف أن برامج المختبرات الأميركية في أوكرانيا واسعة جدا لدرجة أنه لا تتوفر سوى معلومات جزئية حول أنشطتها. وأضاف «لكن المعلومات التي لدينا تشير بوضوح إلى أن علماء عسكريين أميركيين وممثلين عن وزارة الدفاع الأميركية ومتعاقدين انخرطوا في أوكرانيا في إجراء أبحاث متعلقة بالأسلحة البيولوجية».