ماكرون يخطب ودّ «اليسار» في مرسيليا والحجاب في صُلب معركته مع اليمينية لوبن
اختار مرشح الرئاسة الفرنسية الرئيس إيمانويل ماكرون تجمعا كبيرا امس في مرسيليا ثاني أكبر مدن فرنسا، لمحاولة إقناع الناخبين الذين صوتوا لليسار بالانضمام إليه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ضد منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن.
ولم يتم اختيار مرسيليا عشوائيا. فقد صوتت المدينة المتوسطية الكبيرة بنسبة 31% لزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون خلال الدورة الأولى من الانتخابات في 10 أبريل الجاري.
وانتزاع أصوات ناخبي ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث بحصوله على نحو 22% من الأصوات، حاسم للمرشحين للدورة الثانية للانتخابات التي ستجرى في 24 ابريل، واللذين يحاولان منذ أيام تقديم تعهدات لهؤلاء الناخبين. ومنذ إعلان نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ضاعف الرئيس المنتهية ولايته – الذي قدم نفسه باستمرار على أنه «ليس من اليمين ولا من اليسار» ولكنه اتهم بأنه «رئيس للأغنياء» – مبادراته حيال اليسار والتيارات «الاجتماعية».
وقد أشار إلى احتمال تقديمه تنازلات بشأن مشروعه المثير للجدل لإصلاح المعاشات التقاعدية، وانتقد الرواتب «الفلكية» لكبار رجال الأعمال، وتحدث عن احتمال تخفيف معايير دفع مساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة.
وبالتزامن مع تجمع مرسيليا، دعا العديد من المنظمات والنقابات الفرنسية الى تنظيم عشرات التظاهرات امس خصوصا في باريس، للتعبير عن الرفض وقول كلمة «لا» لليمين المتطرف قبل ثمانية أيام من موعد الاقتراع الحاسم.
ويبدو أن الحملة للدورة الثانية من الانتخابات ستكون أصعب على لوبن، خصوصا فيما يتعلق بالقضايا السيادية وظهر الحجاب كمادة جدلية بينها وبين ماكرون. اذ وخلال زيارة مفاجئة لسوق في بيرتوي أمس الأول، تعرضت مرشحة اليميني المتطرف لمضايقات من قبل خصومها الذين هتفوا «مارين ارحلي!» و«عنصرية!».
وعندما سألها السكان عن الهجرة أو الحرب في أوكرانيا أو حتى عن الحجاب الذي تنوي حظره في الأماكن العامة، دافعت لوبن عن مشروعها «الراديكالي»، معتبرة أنه «معقول جدا».
وأكدت لوبان التي تعرضت في بيرتوي لهجوم كلامي من قبل سيدة مسلمة محجبة تعترض على خطتها لحظر الحجاب في الأماكن العامة، أنها تكافح من أجل «كل الفرنسيين أيا تكن أصولهم».
وفي تنافس المرشحين للحصول على أصوات المسلمين، دخل ماركون على الخط وانتقد بشدة تعهد لوبن بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
وتقول المرشحة اليمينية المعادية للهجرة إنها تتمسك بتشددها حيال الحجاب، وتقول إنه في حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي يضعنه في الأماكن العامة.
ويسعى ماكرون لاستغلال إصرار لوبن على هذه الفكرة للقول بأن سياساتها لا تختلف عن سياسات الجبهة الوطنية المتشددة التي أسسها والدها جان ماري لوبن. كما يقدم نفسه على أنه مدافع عن الحريات الدينية، مشددا على أن حظر الحجاب سيعني دستوريا منع جميع الرموز الدينية بما في ذلك القلنسوة اليهودية والصليب.
وذهب ماكرون أبعد من ذلك خلال زيارة لمدينة لوهافر الساحلية الشمالية قائلا «لا توجد دولة واحدة في العالم تحظر الحجاب في الأماكن العامة. هل تريدون أن تكونوا أول من يفعل ذلك؟».