الخبير الفلكي عادل المرزوق: نعيش فترة «سبق السرّايات» وتوقعوا رياحاً متقلبة وطقساً مغبراً وأمطاراً متفرقة
أكد الخبير الفلكي عادل المرزوق ان الكويت الآن تعيش فترة «سبق السرايات» ومدتها اسبوعان، مشيرا الى انها من المواسم المعروفة بتقلباتها الجوية.
وأضاف: هذه الفترة تكون مصحوبة برياح نشطة وامطار رعدية وزخات من البرد مع انخفاض بسيط في درجات الحرارة نتيجة عبور جبهات هوائية باردة، وفيما يلي التفاصيل:
تطرح الكثير من الأسئلة بين الناس، وخصوصا من الشباب، عن وقت الفترة المناخية التي تعرف في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية وتحديدا في الكويت (السبق أو سبق السرايات) و«فترة السرايات» نفسها، حيث المدى الحراري الكبير بين درجات الحرارة بين فصل الشتاء البارد وفصل الصيف الشديد الحرارة وأيضا بين المدى الحراري اليومي الكبير بين الليل والنهار وتحديدا السؤال الذي يطرحه الشباب خلال هذه الفترة: كيف نفرق بين فترة سبق السرايات وفترة السرايات؟
ولكن قبل الإجابة عن الأسئلة أود أن أشير هنا إلى أننا قد بدأنا فعلا نلاحظ ومنذ فترة تزيد على الشهر ارتفاع درجة حرارة الطقس، وها نحن قد تجاوزنا منتصف فصل الربيع الذي من أهم مظاهره دخول فترة السبق أو سبق السرايات التي دخلت فعلا في يوم السبت 15 الجاري وفترة سبق السرايات والتي سبق لنا أن شرحناه هنا في هذه الجريدة الغراء وفي عدة مقالات هي من فترات المرحلة الانتقالية بين الشتاء والصيف.
وهذه الفترة المناخية التي نحن فيها الآن هي الفترة الزمنية التقريبية التي تمتد تقريبا يمكن أن يكون قبلها أو بعدها بأيام قليلة تبدأ من يوم 15 أبريل إلى يوم 25 مايو مع دخول فترة البوارح، حيث يدخل «البارح الصغير» أو «بارح المشمش»، ولكن في هذه الفترة التي نحن فيها الآن هي الفترة التي تتكون فيها المنخفضات الجوية السريعة التشكل ذات الحركة السريعة المصحوبة برياح نشطة وأمطار رعدية وزخات من البرد مع انخفاض بسيط في درجات الحرارة نتيجة لعبور جبهات هوائية باردة مع تلك المنخفضات الجوية.
وهذه الفترة المناخية التي نعيشها الآن هي الفترة المعروفة عند كثير من الناس باسم «السبق أو سبق السرايات» ويحصر مدتها بأسبوعين من 15 مايو إلى يوم 30 مايو، ويعتبرها كفترة مناخية منفصلة تماما عن فترة «السرايات» المشهورة برياحها وعواصفها التي تهب في المساء وموسم «السبق» أو «سبق السرايات» هو من المواسم المعروفة بتقلباته الجوية والتي يصعب التفريق بينها وبين فترة السرايات التي تهب فيها الرياح القوية والمتقلبة الاتجاه والسرعة والتي يتغير فيها الجو فجأة بين في الفترة المسائية بين مغبر أحيانا ويكون صحوا أحيانا أخرى مربكا الناس إلى درجة أن الكثير منهم يتردد في الخروج من المنزل في الفترات المسائية خوفا من أن تضرب الرياح الشمالية التي عادة تكون نشطة وتزداد سرعتها في المساء، حيث تلعب الشمس دورا مهما بسبب تغير زاوية سقوطها، الأمر الذي يؤثر على درجة حرارة سطح الأرض، حيث يتكون نتيجة حرارة الشمس منخفض جوي هائل يكون على شكل بؤر متفرقة متفاوتة القوة ومنتشرة في شبه الجزيرة العربية هذا المنخفض الجوي المتواجد في منطقة شبه الجزيرة العربية تكون قوته بين 1004-1010 مليبار وهذا المنخفض يسبب حالة من عدم الاستقرار عادة في هذه الفترة.
وبؤر هذا المنخفض الجوي المتناثرة والمنتشرة على طول وعرض كل شبه الجزيرة العربية فإنها تلعب دورا كبيرا في جو كل المنطقة، فتؤدي هذه البؤر الى حالة من التقلب في اتجاه الرياح، حيث يتغير اتجاهها من رياح شمالية غربية إلى رياح جنوبية شرقية والتي تعرف محليا بـ «الكوس المطلعي»، فتكون سرعتها متفاوتة بين خفيفة ونشطة ومعدل أو متوسط سرعتها يكون بين 24 و 35 كلم/ ساعة مع فرص أحيانا لأمطار رعدية متفرقة وزخات من البرد، ولكن أهم ما يميز هذه الفترة هي سرعة تكون السحب الركامية وغزارة أمطارها إن هطلت بحيث تهطل غالبا على شكل موجات مباغتة وعلى فترات قصيرة وتصاحبها رياح قوية يتخبط معها البحر وتكون أحيانا مصحوبة بالغبار.
ورياح «سبق السرايات أو السرايات» نفسها ليست مقتصرة على الكويت فقط أو حتى على المناطق القريبة منها مثل البصرة في العراق أو منطقة الخفجي في المملكة العربية السعودية فحسب بل هي معروفة في كل منطقة الخليج العربي كله من شماله على جنوبه مثل البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة ولكن يلاحظ أن قوة نشاط واندفاع رياح «السرايات» خلال هذه الفترة تكون رياحا قوية وأكثر نشاطا وسرعة كلما اتجهنا جنوبا وهذا يرجع الى اتساع المسطح المائي للخليج العربي في شكله والذي يأخذ في الاتساع والعرض عند دولة الإمارات العربية المتحدة، فنرى العرض والاتساع في أقصى جنوبه أكثر من شماله، فالمسطح المائي في الخليج العربي يلعب دورا في حالة المناخ خلال هذه الفترة.
ولكن يمكن للمطلع على حالة المناخ في المنطقة هو ملاحظة تمركز المنخفض الجوي تقريبا في وسط شبه الجزيرة العربية أو شمالها، حيث يؤدي ذلك إلى هبوب رياح نشطة تكون عادة شمالية غربية قد تكون باردة فتصطدم مع رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة، الأمر الذي يكون جبهة هوائية قد تسقط أمطارا قد تكون أمطارا مدمرة تسبب الخراب أو تثير الغبار في اغلب الأوقات، ويغلب على طابع الطقس في هذه الفترة هو تشكل السحب بصورة مفاجئة وسريعة مصحوبة بتقلبات جوية تتسم بالعنف أحيانا وعادة تكون الظاهرة في المساء أو بعد الظهر مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة التي تكون عادة بين 37 و41 في ساعة الظهيرة في هذه الأيام.
ولكن السؤال الذي يسأله الكثير من الناس هل يمكن الفصل أو وضع تاريخ محدد يمكن أن يحدد فترة سبق السرايات ويفصل بينها وبين فترة السرايات نفسها؟
والجواب عن ذلك هو بكلمة «لا»، فمن الصعوبة بمكان أن يتم تحديد أي فترة مناخية بتاريخ معين، فليس في الطقس أو المناخ يوجد تاريخ معين يكون كخط المسطرة من بعد هذا التاريخ تدخل الفترة المناخية المحددة، ولكن هناك فترة اختير لها تاريخ يكون قريبا جدا من هذه الفترةا حيث يسبق هذه الفترة بعدة أيام أو يتأخر عن هذه الفترة بعدة أيام أيضا.
ولذلك نرى العديد من الأشخاص المهتمين بالمناخ والطقس والفلك لا يوافقون على وجود فترة «سبق السرايات» ويدخلها ضمن «فترة السرايات» ويجعل فترة «السبق» وفترة «السرايات» فترة واحدة مدتها 45 يوما وهناك من يجعل مدتها 52 يوما كفترة للسرايات بسبب تشابه حالة المناخ في هذه الفترات.
وهناك من المهتمين بالمناخ ممن يقول العكس ويقسم هذه الفترة إلى قسمين القسم الأول وهي فترة «سبق السرايات» ويجعل مدتها أسبوعين تبدأ من يوم 15 أبريل وتنتهي يوم 30 أبريل من كل عام وفترة السرايات مدتها 30 وهناك من يجعلها قسما واحدا هي فترة السرايات من دون فترة «السبق» ومدتها 45 تنتهي بناية شهر مايو ومع بداية شهر يونيو تدخل فترة البوارح.
ونضيف على ذلك هناك من المهتمين بالمناخ من يجعل فترة السرايات مدتها 52 يوما تبدأ من يوم 15 أبريل وتنتهي يوم 5 يونيو، حيث يدخل فترة سبق السرايات وفترة السرايات وفترة البارح الصغير أو بارح المشمش كفترة واحدة يطلق عليها فترة السرايات، حيث تنتهي هذه الفترة وحسب هذا التقسيم بدخول فترة البارح في يوم 6 يونيو.