الهجوم الروسي يواجه عقبات شرقاً.. وكييف تتلقى طائرات وأسلحة ثقيلة
كشفت الاستخبارات البريطانية أن الجيش الروسي لايزال يواجه تحديات بيئية ولوجستية وتقنية، خلال هجومه الجديد الذي أطلقه على منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا، حيث صدت القوات المسلحة الأوكرانية هجماتها.
وجاء ذلك في آخر تحديث استخباراتي دفاعي حول الوضع في أوكرانيا كتبته وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة عبر تويتر، أنه ورغم ازدياد القصف والضربات الروسية على خط سيطرة دونباس، يصد الأوكرانيون العديد من محاولات تقدم القوات الروسية.
وقالت الاستخبارات البريطانية إن «قدرة روسيا على التقدم لاتزال متأثرة بالتحديات البيئية واللوجستية والتقنية التي عصفت بها حتى الآن، إلى جانب مرونة القوات المسلحة الأوكرانية شديدة الدوافع».
وأفادت بأن عدم قدرة روسيا على القضاء على المقاومة في مدينة ماريوبول المحاصرة وهجماتها العشوائية، تشير إلى فشلهم المستمر في تحقيق أهدافهم بالسرعة التي يرغبون فيها.
وفي دليل على ذلك، أعلنت روسيا أمس عن مهلة ثالثة للمقاومين الأوكرانيين الذين مازالوا متحصنين في ماريوبول، من أجل الاستسلام، حيث تواجه روسيا فشلا منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة.
وبعد انقضاء مهلة الإنذار السابقة للاستسلام، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يلق أي جندي أوكراني أسلحته وجددت المهلة. وأعلنت الوزارة أنها و«انطلاقا من مبادئ إنسانية بحتة، تقترح مرة أخرى أن يوقف مقاتلو الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب عملياتهم العسكرية ابتداء من الساعة 1400 بتوقيت موسكو في 20 أبريل ويلقون السلاح».
من جهتها، اعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول ممر إنساني لإجلاء مدنيين من ماريوبول، هو الأول من نوعه منذ السبت.
وقالت في رسالة عبر تلغرام «توصلنا إلى اتفاق مبدئي حول ممر إنساني للنساء والأطفال والكبار في السن»، لإجلاء المدنيين عبر هذا الممر إلى مدينة زابوروجيا الجنوبية.
وأعلن رئيس بلدية مدينة ماريوبول فاديم بويتشينكو إن بلاده تأمل في إجلاء ستة آلاف من النساء والأطفال وكبار السن من المدينة المحاصرة إذا صمد الاتفاق مع روسيا. وأضاف، رئيس بلدية ماريوبول الذي غادر المدينة، أن ما يقدر بنحو 100 ألف مدني لايزالون بداخلها.
وفي تسجيل مصور نشرته كتيبة آزوف الأوكرانية، يظهر أشخاص يعيشون في شبكة تحت الأرض أسفل مصنع الصلب آزوفستال، حيث تقول إن مئات النساء والأطفال والمدنيين المسنين يحتمون بها بينما ينفد ما بحوزتهم من إمدادات.
كما وجه آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول نداء يائسا إلى المجتمع الدولي لإنقاذهم. وأكد قائد للعسكريين الأوكرانيين سيرغي فولينا «ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم يكن ساعاتنا الأخيرة». وكتب فولينا من اللواء 36 في البحرية على فيسبوك أن «عديد العدو أكبر من عددنا بعشر مرات». وأضاف «نناشد كل قادة العالم ونرجوهم مساعدتنا. نطلب منهم استخدام إجراءات الانتشال ونقلنا إلى أراضي دولة ثالثة».
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف القتال لمدة أربعة أيام لأسباب إنسانية في نهاية الأسبوع المقبل، عندما يحتفل المسيحيون الأرثوذكس بعيد القيامة، وذلك للسماح للمدنيين بالهروب وتسليم المساعدات الإنسانية.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، ان عدد الأوكرانيين الذين فروا لخارج بلادهم منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير بلغ خمسة ملايين و10971 لاجئا.
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا انها سترسل المزيد من أسلحة المدفعية إلى أوكرانيا.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) تلقي أوكرانيا طائرات مقاتلة وقطع غيار لتعزيز قواتها الجوية، من دون أن تحدد عددها ولا الدول التي قدمتها.
وبعد إرسال قطع مدفعية هاوتزر الذي أعلن عنه بايدن الأسبوع الماضي، يتزامن الاعلان الجديد بينما بدأت روسيا هجومها الجديد في دونباس، ليعكس تغييرا في موقف الغربيين الذين رفضوا لأكثر من شهر إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة لتجنب أي تصعيد للنزاع.
وقال المتحدث باسم الپنتاغون جون كيربي لصحافيين إنه أصبح لدى الأوكرانيين «اليوم عدد من الطائرات المقاتلة بتصرفهم أكبر من عددها قبل أسبوعين». وأضاف «دون الخوض في التفاصيل بشأن ما تقدمه دول أخرى، يمكنني أن أقول إنهم تلقوا طائرات وقطع غيار إضافية لزيادة أسطولهم».
من جهتها، أعلنت النرويج تبرعها بنحو مائة صاروخ مضادة للطائرات من تصميم فرنسي لأوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع النرويجية في بيان إن الصواريخ التي تم تسليمها هي قاذفات ميسترال مع نحو مائة صاروخ كانت حتى الآن على متن سفن البحرية النرويجية