قوات الاحتلال تعتلي أبنية المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين في الجمعة الثالثة من رمضان.. وعباس يهدد بالتصعيد وسحب الاعتراف بإسرائيل
رغم انتهاء ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، لم تخفف قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الفلسطينيين المعتكفين والمرابطين في المسجد الأقصى في الجمعة الثالثة من رمضان، وهو ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، بأن طواقمها تعاملت مع 31 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينها إصابتان خطيرتان، وجرى نقل 11 إصابة إلى المستشفى، الى جانب إصابة عشرات المصلين والمعتكفين بحالات الاختناق، وبين المصابين عدد من الصحافيين.
واقتحمت حشود كبيرة من شرطة الاحتلال الأقصى المبارك من جهة باب السلسلة عقب صلاة الفجر، واعتلى عدد من القناصة أسطح مباني المسجد والابنية الملاصقة له، وأطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل مباشر تجاه المعتكفين.
ومع تقدم ساعات النهار وتوافد آلاف المصلين لأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان عبر باب العامود، رفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب والاستعداد لاحتمال حدوث تصعيد واسع النطاق وحاولت قوات الاحتلال الحد من اعداد الفلسطينيين الواصلين إلى المسجد الأقصى.
وقالت مصادر إن الشرطة عرقلت وصول مئات الفلسطينيين إلى مدينة القدس من الضفة الغربية كما منعت دخول الرجال ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما لأداء صلاة الجمعة في المسجد.
سياسيا أعربت الأمم المتحدة عن «قلقها العميق» إزاء العنف المستمر منذ شهر في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت رافينا شامداساني الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مؤتمر دوري للمنظمة في جنيڤ «نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل خلال الشهر الماضي».
ومن جانبه، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل من أجل الوقف الفوري للإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في الأراضي الفلسطينية.
وحمل عباس، خلال لقائه وفدا أميركيا في رام الله، الاحتلال مسؤولية التصعيد وغياب ما وصفه بالأفق السياسي، كما حذر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي سيضطر القيادة الفلسطينية إلى تطبيق قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير القاضية بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف كافة أشكال التنسيق معها.
بدوره، ندد مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد رويضي باقتحامات الشرطة للمسجد معتبرا أنها محاولة جديدة لإظهار الشرطة بأنها هي صاحبة القرار والتحكم بمن يدخل ومتى يدخل المسجد الأقصى.
وتابع رويضي في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية أن الحكومة الإسرائيلية هي من يتحمل مسؤولية هذا التصعيد ونتائجه.