تراجع نسبي لماكرون أمام لوبن في استطلاعات رأي اليوم الأخير من حملة الانتخابات الرئاسية
وصل مستوى تأييد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام منافسته مارين لوبن بواقع 55.5% مقابل 44.5% قبل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة الأحد، وفقا لمتوسط نتائج الاستطلاعات التي حسبتها وكالة بلومبرغ للأنباء الجمعة.
وانخفض الفارق بين ماكرون ولوبن، عن نسبة 12% التي تم تسجيلها الأربعاء الماضي.
وتفوق ماكرون على لوبن بنسبة 4.7% في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم 10 أبريل.
يأتي ذلك فيما يلقي كل من ماكرون ولوبن الجمعة بثقلهما في معركة اليوم الأخير من الحملة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لخيار تاريخي بين مشروعين ونظرتين إلى العالم مختلفتين كل الاختلاف.
ودعا قادة ألمانيا وإسبانيا والبرتغال إلى اختيار «المرشح الديموقراطي» في فرنسا.
ولا ترغب العديد من المستشاريات التي تفاجأت بالنتيجة التي حققها اليمين المتطرف في الدورة الأولى، في تكرار المشاهد الشعبوية التي حدثت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
في 10 أبريل، صوت أكثر من 30% من الفرنسيين لمرشح من اليمين المتطرف – بعد أن حصلت مارين لوبن على 23.15% من الأصوات، والشخصية المثيرة للجدل إيريك زمور على 7.07%.
وعشية انتخابه عام 2017، وعد إيمانويل ماكرون «بأن يفعل كل شيء» لكي لا يكون للناخبين «سبب للتصويت للمتطرفين».
وهو لم يفشل فحسب، بل أن «الجبهة الجمهورية» التي تجمع تقليديا بين اليمين واليسار التقليديين في مواجهة اليمين المتطرف في الانتخابات فقدت زخمها وباتت اليوم تنافسها جبهة أخرى هي «أي شيء باستثناء ماكرون».
يثير الرئيس عداء شديدا بعد ولاية من خمس سنوات تخللتها أزمات من الحركة الشعبية ل «السترات الصفراء» إلى كوفيد-19.
وفقا لاستطلاع أجراه مركز البحوث السياسية في جامعة العلوم السياسية المرموقة في باريس، اختار 38% من ناخبي مارين لوبن هذه المرشحة لقطع الطريق أمام إيمانويل ماكرون.
ويقول مؤيدو الرئيس المنتهية ولايته أن «لا شيء محسوما بعد» للتعبئة في الأيام الأخيرة من الحملة وتجنب مقاطعة الناخبين التي سترسم حسب الخبراء نتيجة الاقتراع.
وفقا لمارتيال فوكو من مركز «سيفيبوف» لاستطلاعات الرأي «كلما زادت نسبة المقاطعة كلما تقلص الفارق في نوايا التصويت» ما يشكل «خطرا حقيقيا على إيمانويل ماكرون».
بين الدورتين، سعى المرشحان للبحث عن ناخبي مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في الدورة الأولى بحصوله على ما يقارب 22% من الأصوات.
ولجذبهم، وعدت مارين لوبن بحماية «الفئات الأكثر ضعفا» في حين أجرى إيمانويل ماكرون تحولا إلى اليسار واعدا بجعل الملف البيئي الأولوية القصوى لسياسته.
أبرزت الحملة التي طغت عليها الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا والمناظرة التلفزيونية، الاختلافات العميقة بين المرشحين.
من أوروبا الى الاقتصاد والقدرة الشرائية والعلاقات مع روسيا والرواتب التقاعدية والهجرة: لا يتفق المرشحان على أي شيء تقريبا.
يبدو أنهما يجسدان أكثر من أي وقت مضى وجهين لفرنسا: من ناحية ما يسميه الخبير السياسي جيروم فوركيه «فرنسا الثلاثية»، «فرنسا الجذابة» و«تلك التي تجعل الجميع يحلمون» ومن ناحية أخرى «فرنسا الظل» و«النفور» و«التي لا تجعلك تحلم».
وبغض النظر عن الفائز، فإن الانتخابات التشريعية التي ستلي الانتخابات الرئاسية في يونيو ستكون أشبه بـ «دورة ثالثة».
وأظهر جان لوك ميلانشون طموحه في أن يصبح رئيسا للوزراء وبالتالي يفرض تعايشا، مراهنا على تصويت كبير لصالح نواب حزبه «فرنسا المتمردة» في حين أن مارين لوبن ستواجه كما إيمانويل ماكرون صعوبة في تأمين أغلبية.
في المقابل، قد تحسم دورة ثالثة أخرى في الشارع، على نموذج الاحتجاج الشعبي لـ «السترات الصفراء» في 2018-2019.
ويدعم إيمانويل ماكرون بشكل خاص مشروع إصلاح رواتب التقاعد الذي لا يحظى بشعبية ومن شأنه تأخير سن التقاعد.
وقال مسؤول في الغالبية «أعتقد أنه ستكون ولاية في غاية التعقيد».
إذا وصلت مارين لوبن إلى قصر الإليزيه، فمن المحتمل أن يتغير المشهد كليا اعتبارا من مساء الأحد مع الدخول في المجهول اليوم التالي