نشرت روسيا قاذفات صواريخ قرب الحدود الأوكرانية، في وقت ولم تفلح الدعوات العديدة في التوصل لإعلان هدنة إنسانية لمناسبة الفصح عند الطوائف المسيحية الشرقية أمس.
وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن «الشر» لن يدمر البلاد. وقال في رسالة مصورة بمناسبة عيد القيامة عند المسيحيين الأرثوذكس، وهو يقف داخل كاتدرائية القديسة صوفيا الشهيرة في كييف، إن أوكرانيا ستتغلب على الظلام الذي جاءت به الحرب.
وأضاف وهو يرتدي زيا خاكي اللون أصبح يميز ظهوره منذ الغزو «ما زلنا نؤمن بأن أوكرانيا ستنتصر من جديد ولدينا جميعا قناعة بأنه لن يدمرنا أي شر أو أي جماعة».
وتابع قائلا في الكنيسة التي يعود تاريخها لنحو ألف عام «نواجه أوقاتا عصيبة، وفي هذا اليوم أغلبنا لا يرتدي ملابس زاهية لكننا نقاتل من أجل فكرة مشرقة».
وشهدت البلاد أمس احتفالا متواضعا بعيد القيامة بعد شهرين بالضبط من بداية الغزو الروسي.
وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك أمس إن الدمار لحق بسبع كنائس هناك بسبب الحرب.
وبينما كان من المعتاد أن تمتلئ الكنائس خلال الليل وفي الصباح لحضور قداس عيد القيامة، طلبت السلطات هذا العام من الكنائس أن تقلل عدد الحضور بسبب المخاوف من استهدافهم بصواريخ.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في محطة لمترو الأنفاق أمس الأول إن المحادثات مع الأميركيين ستتضمن «قائمة محددة بالأسلحة» المطلوبة ووتيرة الإمدادات.
وأضاف «نريد الحصول على أسلحة ثقيلة قوية.. بمجرد توافر أسلحة كافية، صدقوني، سنستعيد على الفور السيطرة على المناطق المحتلة مؤقتا».
ومع دخول الحرب الروسية شهرها الثالث أمس، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أمس إن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر-إم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية.
وفي تحديثها اليومي عن تطورات الحرب، قالت القوات المسلحة الأوكرانية «زاد العدو من عدد القوات في منطقة بيلغورود من خلال نقل وحشد وحدات إضافية»، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موقع نشرها.
وفي السياق، أفاد تحديث عسكري بريطاني أمس أن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس في الأيام الماضية.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية أنه على الرغم من تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية في جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة.
وأضاف التحديث أن «تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة يعوق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح».
وما زالت الأنظار تتجه صوب مدينة ماريوبول التي احتدمت فيها أكبر معركة في الصراع، منذ أسابيع.
ورغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيطرة الكاملة على ماريوبول، قال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار للرئاسة الأوكرانية، إن القوات المقاومة المتحصنة في مجمع الصلب تحاول شن هجمات مضادة. وذكرت السلطات الأوكرانية أن أكثر من ألف مدني في المجمع أيضا.
وأعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية استأنفت هجومها على شرق البلاد أمس في محاولة للسيطرة بالكامل على دونيتسك ولوغانسك الواقعتين في إقليم دونباس، وأنها تحاصر بشكل جزئي مدينة خاركيف شمال شرق البلاد. وأضاف أن القوات الروسية تشن هجمات على البنية التحتية العسكرية والمدنية.
وقالت القوات الأوكرانية إنها صدت 12 هجوما على دونيتسك ولوغانسك أمس الأول ودمرت أربع دبابات و15 وحدة من العتاد المدرع وخمسة من أنظمة المدفعية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها استخدمت أمس الأول صواريخ عالية الدقة لتدمير منصة لوجيستيات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا تضم أسلحة قدمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية.
